اغتيال ديك تشيني بأفغانستان.. تفاصيل جديدة عن خطة طالبان
في كتاب "أوراق أفغانستان: التاريخ السري للحرب" يلقي الكاتب جريج ويتلوك بعض من الوقائع التي لم تذكرها الرواية الرسمية للقوات الأمريكية
ووفقا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فقد حاولت حركة طالبان الأفغانية اغتيال نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني خلال زيارته غير المعلنة لأفغانستان في 27 فبراير/ شباط 2007.
وأشار التقرير إلى أن انتحاريا تمكن من تجاوز بوابة الشرطة الأفغانية أمام قاعدة "باجرام" الجوية وتفجير سيارة مفخخة عند بوابة تضم جنودا أمريكيين، وسط رتل من السيارات والمدنيين.
وأسفر الانفجار عن مقتل 20 عاملا أفغانيا جاءوا إلى القاعدة في ذلك اليوم بحثا عن عمل.
كما أودى الانفجار بحياة اثنين من الأمريكيين وكوري جنوبي ضمن قوات التحالف الدولي.
لكن الانفجار لم يسفر عن إصابة الضيف الأمريكيىالأهم، نائب الرئيس ديك تشيني، الذي كان يحاول الابتعاد عن الأنظار.
وبحسب الكتاب "كان تشيني قد وصل إلى القاعدة في اليوم السابق في رحلة غير معلنة إلى المنطقة".
وعند وصوله على متن طائرة الرئاسة الثانية من إسلام آباد، كان ينوي قضاء بضع ساعات فقط في أفغانستان لرؤية الرئيس حامد كرزاي. لكن سوء الأحوال الجوية منعه من الوصول إلى كابول، لذلك اضطر لقضاء الليل في باجرام،تلك القاعدة التي تضم 9000 موظف والتي تبعد 30 ميلاً عن العاصمة كابول.
في غضون ساعات من التفجير، اتصلت طالبان بالصحفيين لإعلان مسؤوليتها عن الانفجار ،والتأكيد على أن تشيني كان الهدف من الانفجار.
وسخر المسؤولون العسكريون الأمريكيون واتهموا طالبان بنشر الأكاذيب.
وقالوا إن نائب الرئيس كان في الطرف الآخر من القاعدة ولم يشكل الانفجار أي خطر عليه.
وأصروا على أن طالبان لم يكن بإمكانها التخطيط لشن هجوم على تشيني في مثل هذه الفترة الزمنية القصيرة، خاصة وأن خطط سفره قد تغيرت في اللحظة الأخيرة.
لكن المسؤولين العسكريين الأمريكيين كانوا يخفون الحقيقة، بحسب كتاب "أوراق أفغانستان: التاريخ السري للحرب".
وفي مقابلة مع الكابتن شون دالريمبل، قائد سرية في الفرقة 82 المحمولة جواً والذي كان مسؤولاً عن الأمن في قاعدة باجرام ، قال إن الأنباء تسربت حول وجود تشيني في القاعدة.
وتابع أن "الانتحاري رأى قافلة من السيارات تخرج من البوابة الأمامية وفجر نفسه لاعتقاده خطأ أن تشيني كان ضمن هذه القافلة.
ووفقا للكتاب، لم يكن الانتحاري بعيدًا عن مكان تشيني، فقد كان من المفترض أن يغادر نائب الرئيس إلى كابول في قافلة أخرى بعد حوالي 30 دقيقة، بحسب دالريمبل، الذي عمل مع عملاء الخدمة السرية لتنسيق تحركات تشيني.
وأضاف "دالريمبل"، أنه : "كان المسلحون يعرفون ذلك. فقد ذاع خبر وجود تشيني على الرغم من محاولات إبقائه سراً".
كما رأى "المتمردون من حركة طالبان قافلة تخرج من البوابة تضم سيارة واعتقدوا أنها سيارة تشيني."
هذه الرواية مقتبسة من كتاب "أوراق أفغانستان: التاريخ السري للحرب"، الذي سينشر في 31 أغسطس/ آب الجاري.
ويسرد الكتاب عددا من الأخطاء التي حدثت في أفغانستان، استنادا إلى مقابلات مع أكثر من 1000 شخص لعبوا أدوارًا مباشرة في الحرب، بالإضافة إلى آلاف الصفحات من الوثائق التي تم الحصول عليها بموجب قانون حرية المعلومات.
تُظهر المقابلات والوثائق، التي لم يُنشر الكثير منها من قبل، كيف أخفت إدارات الرؤساء جورج دبليو بوش وباراك أوباما ودونالد ترامب الحقيقة لمدة عقدين من الزمن: وهي أنهم"كانوا يخسرون ببطء حربًا كان الأمريكيون يدعمونها ذات يوم بأغلبية ساحقة".
وبدلاً من ذلك، اختار القادة السياسيون والعسكريون دفن أخطائهم والاستمرار في الحرب، وبلغت هذه الأخطاء ذروتها بقرار الرئيس بايدن هذا العام بالانسحاب من أفغانستان، حيث باتت طالبان أقوى من أي وقت مضى منذ غزو عام 2001.