"مزار شريف" على الأبواب.. هل تثأر "طالبان" من شمال أفغانستان؟
يغذي سقوط 6 عواصم في أيدي "طالبان" شراهة الحركة على التهام المزيد من المدن، قبل أسابيع قليلة من الانسحاب النهائي للقوات الأمريكية.
ففي شمال أفغانستان تتغير ملامح خارطة السيطرة بسرعة دراماتيكية، حيث بدأت باحتلال مدينة قندوز الكبيرة، ومن ثم مدينتي ساري بول وتالقان، قبل أن تضيف لها الحركة، أمس الإثنين، مدينة أيبك التي سقطت "بدون مقاومة".
ومدينة آيبك عاصمة إقليم سمنكان والتي يبلغ عدد سكانها 120 ألف نسمة، تقع على الطريق الرئيسي بين مزار الشريف والعاصمة كابول، ما يعني أن الهدف القادم لطالبان هي أكبر مدن الشمال.
وباستيلائها على المدن الأربعة المذكورة أعلاه، إضافة إلى شبرغان معقل زعيم الحرب عبد الرشيد دوستم، وزرنج عاصمة ولاية نيمروز، عند الحدود مع ايران، باتت طالبان تسيطر على ست من عواصم الولايات الأفغانية البالغ عددها 34.
وقال سكان إن "طالبان" تحكم سيطرتها بالانتقال إلى المباني الحكومية في مدينة آيبك، مشيرين إلى أن أغلب أفراد قوات الأمن الحكومية انسحبوا فيما يبدو من المدينة.
وعن الظروف المعيشية في المدينة، قال شير محمد عباس، وهو مسؤول ضرائب بالإقليم، إن "السبيل الوحيد هو الإقامة الجبرية في المنزل طواعية أو إيجاد سبيل للسفر إلى كابول".
"حتى كابول لم تعد خيارا آمنا الآن" لعباس الأب لأربعة أطفال والعائل الوحيد لأسرته المكونة من تسعة أفراد، بحسب قوله.
وأشار إلى أن مسلحي طالبان وصلوا إلى مكتبه وطلبوا من الموظفين العودة لمنازلهم، لافتا إلى أنه وسكان غيره "لم يروا أو يسمعوا عن أي قتال اليوم الثلاثاء".
في هذه الأثناء، دعا رئيس أفغانستان، أشرف غني، رجال المنطقة الأقوياء لدعم حكومته المنهكة بعد إعلان الولايات المتحدة بأن قوات غني هي المسؤولة عن الدفاع عن نفسها.
ولطالما نُظر إلى شمال أفغانستان على أنه معقل للمعارضة في وجه طالبان التي واجهت أقوى مقاومة عندما وصلت إلى السلطة في تسعينيات القرن الماضي.
الموت بكرامة
أصبح مسلحو طالبان، الذين أطيح بحكمهم بعد أسابيع من هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 على الولايات المتحدة، في وضع يسمح لهم بالتقدم من عدة اتجاهات صوب مزار الشريف، أكبر مدينة في المنطقة والتي سيوجه سقوطها صفعة مدمرة لحكومة غني في كابول.
وتعتبر مزار الشريف مدينة تاريخية ومفترق طرق تجاري، فضلا عن أنها من الدعائم التي استندت إليها الحكومة الأفغانية للسيطرة على شمال البلاد.
وتعهد عطا محمد نور وهو قائد قوات موالية للحكومة في الشمال بالقتال حتى النهاية، قائلا إنه ستكون هناك "مقاومة حتى آخر قطرة من دمي".
وكتب على تويتر: "أفضل الموت بكرامة على الموت يأسا".
وتستكمل الولايات المتحدة سحب قواتها بحلول الـ11 من سبتمبر/أيلول القادم، بموجب اتفاق مع طالبان يشمل سحب القوات الأجنبية في مقابل تعهد الحركة بمنع استخدام أفغانستان كقاعدة للإرهاب الدولي.
وبموجب الاتفاق كان يتعين أن تسعى طالبان للسلام مع حكومة غني لكن المحادثات المتقطعة التي استمرت شهورا لم تسفر عن شيء.
وقال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) للصحفيين أمس الإثنين "إنها بلادهم الآن، فليدافعوا عنها. إنه صراعهم".