خلافات داخل طالبان حول مستقبل أفغانستان
قيادة طالبان ستواجه مهمة ضخمة في إلزام مقاتليها وقادتها بنتائج التسوية السياسية التي يجري التفاوض عليها
تختلف الآراء داخل حركة طالبان الأفغانية حول مستقبل السلام في البلاد، ما بين داعم للاتفاق والحوار مع الحكومة وبين رافض له.
يشير تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى أن فريق حركة طالبان في المحادثات الأخيرة تبنى لهجة تصالحية بشأن الحوار حول قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية وتقاسم السلطة خلال محادثات السلام مع الحكومة الأفغانية.
لكن قادة الحركة في المناطق الخاضعة لهم شرق أفغانستان، لا يتحدثون سوى عن إسقاط الحكومة الأفغانية في كابول.
ياسر، أحد عناصر الحركة يبلغ من العمر 26 عامًا من منطقة ماروارا، يقول مرددا تصريحات قائده وآخرون في المنطقة: "لن نقبل سوى 100 بالمائة من السلطة في أفغانستان".
وتكشف الرؤى المتناقضة في صفوف طالبان تجاه مستقبل أفغانستان بعد الحرب عن المهمة الصعبة التي تواجه قادة الجماعة في سعيهم لحشد الدعم لاتفاق مع حكومة كابول قبل المحادثات الرسمية التي طال انتظارها.
ويخشى الكثيرون من أن يؤدي الانقسام داخل طالبان إلى استمرار دائرة العنف.
من الصعب تمييز مدى انتشار الآراء التي عبر عنها هؤلاء عناصر طالبان في ماروارا في أجزاء أخرى من أفغانستان التي تسيطر عليها طالبان، لأن الوصول إلى تلك المناطق بالغ الصعوبة.
فقد توجه مراسلو "واشنطن بوست" إلى منطقة طالبان بشرق أفغانستان بإذن من الجماعة في وقت سابق من الشهر الجاري. ورافق مقاتلو طالبان في المنطقة الصحفيين لمقابلة المدنيين وزيارة مدرسة وعيادة.
رغم سيطرة طالبان على المنطقة منذ تسع سنوات لكن الحكومة الأفغانية هي التي تمول الخدمات الرئيسية مثل التعليم والرعاية الصحية في ماروارا.
تقع ماروارا ، الواقعة في ولاية كونار، بين بلدة أسد آباد التي تسيطر عليها الحكومة والحدود مع باكستان. وهي منطقة ريفية بالكامل يعيش غالبية السكان في فقر مدقع. معظم الشباب هنا يبحثون عن عمل كعمال يومية في البلدات والمدن المجاورة التي تسيطر عليها الحكومة، وتعيش العائلات التي تقيم في ماروارا على زراعة قطع صغيرة من الأرض وتربية الماشية.
أشار التقرير إلى أنه على مدى أكثر من عقد من المحادثات الرسمية وغير الرسمية مع الولايات المتحدة ، حافظت طالبان على القيادة والسيطرة على المقاتلين على الأرض عبر رفض تقديم تنازلات في القضايا التي يمكن أن تعرض التماسك الداخلي للجماعة للخطر.
لكن التسوية السياسية مع الحكومة الأفغانية ربما تتطلب المزيد من التنازلات المثيرة للجدل، مثل التعريف الواضح لحقوق الإنسان والحريات المدنية والديمقراطية.
ويقول أندرو واتكينز، محلل بارز في أفغانستان في مجموعة الأزمات الدولية، إن قيادة طالبان ستواجه "مهمة ضخمة في إلزام مقاتليها وقادتها في الالتزام بما تقتضيه التسوية السياسية التي يجري التفاوض عليها". وبناء ذلك الإجماع "سيتطلب قدراً كبيراً من الإقناع والتفسير... ومن المتوقع أنهم لم يفعلوا أيًا من ذلك بعد".
أشار التقرير إلى أن السكان يبنون أمالا واسعة على إمكانية التوصل إلى السلام، فتتمنى ياسمين إحدى سكان ماروارا، أن تحصل المستشفى البدائية في المنطقة مع إحلال السلام، دواءً أفضل من الحكومة.. فيما يتمني سيد أحمد، مدير مدرسة في المنطقة أن يتيح السلام الفرصة لتعليم الفتيات وأن تحصل المدرسة على مزيد من الأموال لشراء الكتب الدراسية وبناء مبنى جديد.