المخدرات وضرائب الطرق.. أمريكا تستهدف مصادر تمويل "طالبان"
الولايات المتحدة أعادت تنظيم حملة القصف الجوي في أفغانستان لاستهداف مصادر تمويل حركة طالبان الإرهابية وليس عناصرها فقط
أعادت الولايات المتحدة تنظيم حملة القصف الجوي في أفغانستان لاستهداف مصادر تمويل حركة "طالبان" الإرهابية، وليس عناصرها فقط، في تحول في استراتيجية الحرب يهدف إلى دفع المسلحين إلى طاولة المفاوضات.
وفي تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الأربعاء، قالت إنه منذ بدء حملة القصف الاستراتيجي في نوفمبر/تشرين الثاني، شنت الطائرات الأمريكية 113 غارة استهدفت قطع مصادر إيرادات "طالبان" من خشخاش الأفيون والضرائب على الطرقات.
- تقرير أمريكي: جيش أفغانستان يتراجع وطالبان تزداد سيطرة
- الولايات المتحدة وأوروبا تمولان الإرهاب بشراء هذا المنتج
وتتمثل تلك الاستراتيجية في "ملاحقة طالبان بطريقة لم يتعرضوا فيها لضغوط من قبل"، كما قال العميد في سلاح الجو الأمريكي لانس بانش.
وأوضحت الصحيفة أنه تم تصميم الحملة الجوية على غرار المعركة الناجحة التي دارت في السنوات الأخيرة ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا والعراق، حيث هاجمت الطائرات الأمريكية بانتظام مصافي النفط وشاحنات الصهاريج والبنية التحتية الأخرى التي وفرت للمسلحين ملايين الدولارات من عائدات النفط.
ولفتت إلى أن تلك الاستراتيجية تعود بالذاكرة إلى الحرب العالمية الثانية، عندما استهدفت قاذفات الحلفاء الصناعة الألمانية واليابانية.
وفي هجوم نموذجي وقع مؤخرا، أقلعت مقاتلة طراز "إف-16" من قاعدة "باجرام" الجوية وحلقت جنوبًا إلى مقاطعة هلمند، قلب إنتاج الخشخاش بأفغانستان، وقال الجيش إن الهدف كان معملا للمخدرات يقع في مجمع طيني مساحته 30 مترا في 30 مترا.
وبمجرد أن حلق بالطائرة، كان الطيار الرئيسي قادرًا على استخدام أجهزة الاستشعار الإلكترونية لتحديد المباني وأكوام النباتات في الفناء المفتوح، فأسقطت كلتا الطائرتين القنابل على المجمع، وقال الطيار: "تم تدمير المباني بالكامل".
وكانت استراتيجية الرئيس دونالد ترامب في جنوب آسيا، التي أعلن عنها في أغسطس/آب، خففت القيود المفروضة على العمليات الأمريكية في أفغانستان، في محاولة لكسر جمود الحرب في عامها السابع عشر.
بموجب القواعد السابقة، على سبيل المثال، يمكن أن تستهدف الطائرات الأمريكية المسلحين إذا كانوا يهددون أو يقاتلون القوات الحليفة، كما تشن قوات العمليات الخاصة ضربات جوية ضد قيادات الجماعات المتمردة والإرهابية، مثل تنظيم "داعش".
وفي إطار سياسة القصف الاستراتيجي الجديدة، تستطيع الطائرات الأمريكية مهاجمة المتمردين أينما وجدوا، وتحاول تدمير مخابئ أسلحة "طالبان"، ومرافق القيادة ومصادر الإيرادات.
في السياق، قال الجنرال بانش في مقابلة مع الصحيفة: "في أي مكان في البلد حيث كانوا يعتقدون في السابق أنهم يشعرون بالأمان أو يمكن أن يكون لديهم حرية الحركة، أصبح لدينا الآن السلطة للذهاب والاستهداف".
كما استهدفت ضرب الطائرات الأمريكية نقاط تفتيش على الطريق حيث يقوم المسلحون بتحصيل الأموال من المارين، ويقول الضباط الأمريكيون إنهم قد يضيفون عمليات تعدين غير قانونية إلى القائمة المستهدفة.
لكن معظم الغارات الجوية المضادة للإيرادات -التي لا تزال تشكل جزءًا صغيرًا من المهمات الجوية الأمريكية الشاملة- تستهدف المختبرات التي تعالج الأفيون الخام الذي تنتجه حقول الخشخاش الشاسعة في أفغانستان، وتقوم الطائرات العسكرية الأفغانية أيضا بضربات عسكرية، كما تداهم قوات مكافحة المخدرات الأفغانية على الأرض أسواق البضاعة.
في المقابل، تنفي "طالبان" أي صلة بتجارة المخدرات، حيث يقول ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم الجماعة التي حكمت أفغانستان قبل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2001 "في زمن حكومتنا انخفضت زراعة الخشخاش إلى الصفر، ومع وصول الغزاة، ولدت هذه الظاهرة"
وزعم أن "الجنرالات الأمريكيين وكبار مسؤولي الاستخبارات، إلى جانب وزراء حكومة ولاية كابول والمشرعين، يشاركون في تجارة الأفيون ويبقون التجارة مستمرة".
ومع ذلك، يقدر الجيش الأمريكي أن "طالبان" تحصل على 50٪ إلى 60٪ من عائداتها من المخدرات، وفقًا لما قاله الجنرال بانش، الذي أشار إلى أن هذا يمثل نحو 320 مليون دولار سنويًا من الأموال التي تستخدمها الجماعات المتمردة في دفع رواتب عناصرها وشراء الاسلحة.
وأشار الجنرال إلى أن حملة القصف حرمت حركة "طالبان" حتى الآن من 44 مليون دولار.
وأفغانستان هي أكبر منتج للأفيون في العالم، الذي يصنع منه المورفين والهيروين.
يقول جوني والش، وهو خبير بارز في شؤون أفغانستان في المعهد الأمريكي للسلام، إن حركة "طالبان" هي مزيج معقد من عصابات المخدرات والتمرد المستوحى من الدين. وتمكنت الجماعة من توسيع نفوذها عبر مساحات شاسعة في البلاد، جزئياً من خلال تكييف وجهات النظر المتشددة مع الظروف المحلية.
وأوضح والش وهو دبلوماسي أمريكي سابق، أن "إن طالبان جماعة أيديولوجية، وتستفيد إلى أقصى حد من تجارة المخدرات، لأنها لا تستطيع جمع الأموال بالإيديولوجية، ولا يمكنهم تجنيد مسلحين بالمخدرات".
aXA6IDE4LjIyNS41Ni43OSA= جزيرة ام اند امز