من الإجلاء إلى الإغاثة.. دور استثنائي للإمارات في أزمة أفغانستان
في نحو 3 أسابيع، برزت دولة الإمارات كرأس حربة الدور الإنساني في أفغانستان، وسارعت لمد يد العون في عمليات الإجلاء والإغاثة.
ومع دخول حركة طالبان العاصمة الأفغانية كابول منتصف الشهر الماضي، دخل العالم بما فيه الدول الغربية في حالة اضطراب كبيرة، وعانى صعوبات جمة في عملية إجلاء الرعايا الأجانب والأفغان المعرضين للخطر.
وفي هذه اللحظة الصعبة، سارعت الإمارات إلى إعلان استعدادها للمساهمة في تسهيل عملية إجلاء الرعايا الأجانب من أفغانستان، وهو ما باشرته فورا بلا تأخير أو تسويف.
وواصلت الإمارات على مدار أسبوعين الشهر الماضي، إجلاء آلاف الدبلوماسيين الأجانب، والمواطنين الأفغان الذين عملوا معهم، وأولئك الذين رغبوا في مغادرة البلاد للظروف الصعبة في كابول، بعد سقوطها في قبضة طالبان.
كما جرى تدشين جسر جوي من كابول إلى مطارات الإمارات، لتفتح الأخيرة أذرعها لطائرات عديدة من دول العالم أجمع، لإجلاء الأجانب والأفغان، عبر مطار حامد كارزاي؛ الذي اجتاحته خلال أيام حشود تريد الفرار من البلاد.
وبذلك، أصبحت الإمارات العربية المتحدة نقطة محورية في جهود الإجلاء من أفغانستان، في إطار جهودها الإنسانية للتيسير على كافة الأطراف في ظل تلك الظروف، فاستقبلت مئات الدبلوماسيين والموظفين من مختلف الجنسيات، والعاملين بالمنظمات غير الحكومية، القادمين على متن طائرات الإجلاء.
إجلاء آلاف الأجانب
وإجمالا، قالت دولة الإمارات العربية المتحدة، مساء الإثنين الماضي، إنها ساهمت في إجلاء أكثر من 40 ألف أجنبي من أفغانستان، وتستضيف نحو 8500 أفغاني بشكل مؤقت.
وأوضحت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "جهود الإمارات لتسهيل إجلاء الرعايا الأجانب من أفغانستان لقيت ترحيبا على نطاق واسع من شركائنا الدوليين، وحتى الآن ساعدت الإمارات في إجلاء أكثر من 40 ألف شخص من أفغانستان، بالإضافة إلى استضافة 8500 أفغاني بشكل مؤقت".
هذا الدور الفعال للإمارات في تسهيل إجلاء الأفغان والرعايا الأجانب، جاء في وقت يسجّل فيه تاريخ الإنسانية بأحرف من نور، مبادرات وجهود الإمارات لإغاثة المحتاجين حول العالم.
أيادي الإمارات البيضاء امتدت لإغاثة جميع الشعوب التي تمر بظروف صعبة، ضمن استراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها وتضع في أولوياتها "الإنسان أولاً" من دون تمييز، بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين.
تلك الاستراتيجية الإنسانية ظهرت بشكل جلي خلال الأزمة الأفغانية الحالية، على أكثر من صعيد، وعلى أكثر من مستوى.
وفي هذا الصدد، استقبلت دولة الإمارات الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني وأسرته في البلاد، وذلك لاعتبارات إنسانية، وساعدت أيضا العديد من الدول على إجلاء رعاياها من أفغانستان في الظروف الراهنة.
زيارة إنسانية
وفي زيارة غير مسبوقة على أعلى المستويات، وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، بتقديم الدعم والمساندة لضيوف الإمارات.
كما وجه بتوفير سبل الراحة والطمأنينة خلال إقامتهم وما يضمن صون كرامتهم الإنسانية، وبتقديم مساعدات مادية لجميع الأفراد بما يعينهم على رحلتهم القادمة
جاء ذلك خلال تفقد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مدينة الإمارات الإنسانية التي تستضيف مؤقتا العائلات الأفغانية التي تم إجلاؤها من أفغانستان في طريقها إلى دول ثالثة.
واطلع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال جولة في مرافق المدينة ومنافعها على الخدمات المتكاملة التي تقدم للعائلات الأفغانية بما يضمن لهم الراحة والحياة الكريمة، واستمع من القائمين عليها إلى جميع الاحتياجات والمتطلبات التي توفرها المدينة.
وتستضيف حاليا مدينة الإمارات الإنسانية، تجمعا للقادمين من أفغانستان تمهيدا لسفرهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى بإشراف أمريكي.
وتفقد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان سير العمل في موقع مغادرة مجموعات القادمين من أفغانستان والذين سيتوجهون إلى الولايات المتحدة ودول أخرى، واستمع من المسؤولين الأمريكيين بشأن عمليات تنظيم المغادرة وسلاسة الإجراءات.
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إن الإمارات ستظل رمزا للعون والنجدة في أوقات الشدة ومصدر إلهام في العمل الإنساني، مؤكدا أنها لن تدخر جهدا في الوفاء برسالتها الإنسانية والمنطلقة من قيم العطاء وعمل الخير وترسيخ الأخوة الإنسانية والتضامن مع الشعوب خلال مختلف الظروف والتحديات.
مساعدات غذائية
ولم يتوقف الأمر عند هذه الأدوار المهمة والمفصلية، إذ أرسلت دولة الإمارات، اليوم الجمعة، طائرة تحمل مساعدات طبية وغذائية عاجلة إلى أفغانستان.
وتهدف هذه المساعدات للمساهمة في توفير الاحتياجات الأساسية والضرورية لآلاف الأسر الأفغانية خاصة الفئات الأكثر ضعفاً كالنساء والأطفال وكبار السن.
كما تأتي ذلك في إطار الدور الإنساني الذي تقوم به دولة الإمارات لتقديم كامل الدعم للشعب الأفغاني في مثل هذه الظروف الراهنة، ومن منطلق مد أيادي الإمارات البيضاء لإغاثة الشعب الأفغاني والمساهمة في توفير الدعم والاحتياجات اللازمة لهم، وترسيخا لنهج الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والتزاما بنهج قيادة الإمارات في ترسيخ قيم العطاء والتسامح وخدمة الإنسان.
aXA6IDE4LjIyNC41OS4xMDcg جزيرة ام اند امز