الأمين العام لمؤسسة الطاقات المتجددة لأفريقيا: نتائج COP28 نقلة نوعية في تاريخ تغير المناخ
أفريقيا التي تضم 17% من سكان العالم، لم تتلقَّ سوى 2% من الاستثمار العالمي في مشاريع الطاقة المتجددة آخر 10 سنوات بسبب تكلفة التمويل.
وتوقع في حوار لـ"العين الإخبارية" أن تمثل نتائج مؤتمر الأطراف COP28 نقلة نوعية نحو إزالة الكربون من الاقتصاد الدولي ومساعدة البلدان الناشئة في أفريقيا على التحول للطاقات النظيفة لتحقيق التنمية المستدامة.
تلعب مؤسسة حلول الطاقات المتجددة لأفريقيا RES4Africa دورا محوريا لنشر حلول الطاقات النظيفة للقارة الأفريقية حيث تضم ممثلين من 30 دولة من أفريقيا وأوروبا لعمل جسور لنشر تطبيقات الطاقة المتجددة وتوفير 8 ملايين فرصة عمل بهذا القطاع للشباب الأفريقي حتى 2050.
ما هي توقعاتك لنتائج مؤتمر الأطراف COP28 الذي يعقد في الإمارات؟
آمل أن يتم الاتفاق في الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف على تهيئة الظروف لتسريع عملية إزالة الكربون من خلال توسيع نطاق الكهرباء المستدامة في البلدان الناشئة مثل أفريقيا.
التحول إلى الطاقة النظيفة يحدث في جميع أنحاء العالم ولا يمكن إيقافه. إنها ليست مسألة "إذا"، إنها مجرد مسألة "متى" - وكلما أسرعنا كان ذلك أفضل لنا.
علما بأن الاستثمارات في الطاقة النظيفة ارتفعت بنسبة 40% منذ عام 2020. مع الضغط من أجل خفض الانبعاثات هذا دافع رئيسي ولكنه ليس الدافع الوحيد.
إن الحجة الاقتصادية لصالح تكنولوجيات الطاقة النظيفة الناضجة، قوية. كما أن هناك فوائد هائلة معروضة، بما في ذلك الفرص الصناعية والوظائف الجديدة، وزيادة أمن الطاقة، والهواء النظيف، والوصول الشامل إلى الطاقة، ومناخ أكثر أمانًا للجميع.
بالنسبة لأفريقيا العديد من البلدان الأفريقية اليوم تقدر أمن الطاقة باعتباره عاملاً مهماً، وخاصة في البلدان المستوردة للوقود، و الاستراتيجيات الصناعية والرغبة في خلق فرص عمل في مجال الطاقة النظيفة.
ما هو المطلوب في رأيك لتسريع نشر الطاقة المتجددة لتحقيق أهداف إزالة الكربون والوصول إليها؟
نعمل في مؤسستنا على رفع مستوى الوعي حول حقائق تكنولوجيات الطاقة المتجددة وفوائدها، وعي يلعب دورا بالغ الأهمية لتمكين البلدان من تحقيق تحول مستدام على نطاق واسع.
ومع الاعتراف بحقائق الطاقة المعقدة الحالية في أفريقيا، فإن زيادة الكهرباء المستدامة يمكن أن تكون في قلب أهداف البلدان المتعلقة بالحصول على الطاقة والتصنيع والتنمية.
كيف يمكن التغلب على عقبات التمويل ؟
في Res4Africa، قمنا منذ عام 2019 بتطوير برنامج RenewAfrica الذي دعا الاتحاد الأوروبي إلى إنشاء برنامج ضمان إزالة المخاطر.
ولتشجيع الاستثمارات، أعتقد أنه من الضروري تعزيز الأطر السياسية والتنظيمية.
مما يتطلب القيام بخطوات أساسية تستلزم إرادة سياسية، وتغييرات في السياسات واللوائح التنظيمية، والتعاون. ومن الممكن خلق مثل هذه البيئة التمكينية بناءً على الدروس المستفادة عبر مجموعة متنوعة من البلدان والتكنولوجيات ودراسات الحالة.
أجرت اللجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة ومبادرة RES4Africa تحليلاً مفصلاً للسياسات بشأن الاستعداد والانفتاح والجاذبية في 16 دولة، تم اعتماد هذه المنهجية مؤخرًا من قبل مفوضية الاتحاد الأفريقي ضمن إعلان زنجبار.
من الضروري تحسين البنية التحتية الكهربائية ذات الصلة، والنقل والتوزيع، والتخزين، والرقمنة التي يجب أن تصاحب نشر مصادر الطاقة المتجددة. إن التوليد ليس سوى جزء واحد من القصة، حيث "لا يوجد تحول طاقة دون نقل طاقة " كما تقول وكالة الطاقة الدولية.
بالإضافة إلى ذلك، أصبحت الشبكات رقمية بشكل متزايد، مع وجود عدادات ذكية وأجهزة استشعار وأتمتة متزايدة.
ماذا عن دور القطاع الخاص في مشاريع الطاقة المتجددة في أفريقيا ؟
تلعب خبرة القطاع الخاص دوراً حاسماً في كل هذه الخطوات، ويمكنها توفير قدرات توليد جديدة، وتمكين البنية التحتية لنقل الطاقة وتوزيعها، وتوسيع نطاق الوصول إلى الكهرباء في المناطق المحيطة بالمدن والريف.
وأخيرا، أعتقد أن قادة الطاقة في أفريقيا في المستقبل بحاجة إلى الدعم. ومن الممكن أن تشهد أفريقيا ما يصل إلى 8 ملايين فرصة عمل في قطاع الطاقة المتجددة بحلول عام 2050، ما يعد بمثابة نعمة لسكان القارة من الشباب. سيساعد التدريب المهني والمؤسسي على خلق وظائف المستقبل والإعداد لها.
ما هي في رأيك أهم الفرص لتعزيز حلول الطاقة المستدامة في القارة الأفريقية؟
الفرصة الأولى تتمثل في الفوائد الواضحة لتقنيات الطاقة النظيفة. أثبتت تقنيات الطاقة المتجددة في السنوات الست الماضية أنها قادرة على المنافسة بالتأكيد مع توليد الوقود الأحفوري، وفعالة من حيث التكلفة، وقابلة للنشر بسرعة، ومرنة للمناخ، وتزيد من أمن الإمدادات ضد تقلبات أسعار الوقود، ولها فوائد اجتماعية واقتصادية مشتركة متعددة.
هل من إجراءات محددة بهذا الخصوص؟
- تحسين خطط الكهرباء
- توسيع محطات توليد الكهرباء من خلال تقنيات الطاقة المتجددة
- تعزيز وتطوير الشبكات الكهربائية بشكل موثوق
- كهربة استخدامات الطاقة مثل النقل والصناعة والاستخدامات الإنتاجية الأخرى
- الرقمنة والشبكات الذكية
- التصنيع الأخضر والمعادن المهمة
ولكن من المهم بنفس القدر أن ندرك أن الكهرباء استثمار طويل الأجل وفي الوقت نفسه مدخل ضروري للتحول الاقتصادي الطويل الأجل.
يرجى الأخذ في الاعتبار أن فوائد الكهرباء على المدى القصير من غير المرجح أن تغطي تكاليف التنمية على المدى القصير، ولكن على المدى الطويل، تعد الكهرباء استثمارًا بالغ الأهمية لتحقيق التقدم الاقتصادي المستدام.
تحتاج الحكومات والشركات والمستثمرون إلى دعم التحولات في مجال الطاقة النظيفة بدلاً من إعاقتها. النفط والغاز خيارات آمنة ومأمونة للطاقة في العالم، ومشاريع الطاقة المتجددة هكذا أيضا بالإضافة لفوائد مناخية واضحة للجميع.