«كوب العالم والناس».. شهادات عالمية بإنجازات COP28
شهد COP28 إشادات من ممثلي ومسؤولي عدة دول ومنظمات دولية تتعلق بالتنظيم الجيد والقرارات الجريئة التي تم اتخاذها منذ اليوم الأول.
حقق مؤتمر الأمم المتحدة الـ28 لتغير المناخ (COP28) انطلاقة تاريخية هي الأفضل على الإطلاق من خلال التوصل سريعا إلى اتفاقيات تاريخية وتوافقات فارقة بجانب فتح الباب لتدفق مليارات الدولارات في جميع شرايين العمل المناخي، وهو ما أشاد به مسؤولو وممثلو عدة دول ومنظمات مختلفة حول العالم.
وأكدوا، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن (COP28) هو قمة استثنائية في تاريخ مؤتمرات الأطراف نظرا للتنظيم الجيد والتاريخي من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة، والقرارات القوية التي تم اتخاذها منذ اليوم الأول للمؤتمر، وعلى رأسها صندوق الخسائر والأضرار، بالإضافة إلى حجم التعهدات البالغة 83 مليار دولار حتى الآن.
وفيما تواصل وفود نحو 200 دولة المفاوضات المكثفة للتوصل إلى اتفاق، تم إلغاء عدد من الفعاليات العامة المعلن عنها في اللحظة الأخيرة الإثنين، بينما لا يزال الجميع ينتظر صدور مسودة جديدة للنص الختامي.
وبعد صدور النص الجديد ستبدأ جلسات مكثّفة من المفاوضات يصل خلالها المندوبون والمراقبون الليل بالنهار. وخلال 28 عامًا، نادرًا ما انتهت مؤتمرات المناخ في الوقت المحدد.
إلا أنّ الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي، رئيس مؤتمر الأطراف COP28، وعد باتفاق "تاريخي" في 12 ديسمبر/كانون الأول الذي يصادف الذكرى السنوية لإعلان اتفاق باريس الذي يؤكد أنه يهتدي به.
جهود الإمارات
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن COP28 حقق فوائد وساعد في إحراز تقدم، مضيفا أن العالم الآن بفضل ما تحقق في مؤتمر الأطراف الحالي انتقل إلى مرحلة تفعيل تلك المقررات.
وعدد الرئيس الفرنسي الإنجازات التي حققتها النسخة الحالية من مؤتمر الأطراف، بالإشارة إلى "التقدم في صندوق الخسائر والأضرار، وكذلك العديد من الموضوعات المتعلقة بالطاقة النووية والطاقة المتجددة والتخلي عن الفحم، فالعالم يتجه الآن إلى COP30 بجدول أعمال حافل بفضل ما تحقق في النسخة الحالية من مؤتمر الأطراف.
وأعرب رئيس وزراء سوريا حسين عرنوس عن شكره لدولة الإمارات على التنظيم الجيد لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، وعلى حفاوة الاستقبال، مضيفا أنه حان الوقت للعمل الجاد لدفع العمل المناخي للأمام وتسريع وتيرة خفض الانبعاثات من خلال التحول في مجال الطاقة واستخدام الأراضي بشكل متطور ومستدام، والتحول إلى نظم غذائية مستدامة، وتفعيل نظم الحد من الخسائر والأضرار، والوفاء بالالتزامات.
وذكر أجاي بانغا، رئيس البنك الدولي، أن العالم يدين بالفضل إلى دولة الإمارات والدكتور سلطان أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي رئيس مؤتمر الأطراف COP28، لجهودهما المناخية التي أقنعت دول العالم بتحديد مواعيد نهائية، تتعهد خلالها بالالتزامات المحددة تجاه العمل المناخي.
ونوه بأن دولة الإمارات حددت المسار من خلال صندوق ألتيرا الذي تبلغ قيمته 30 مليار دولار، وأصدر آخرون إعلانات جوهرية للغاية، كما أن البنك الدولي أعلن عن الالتزام بتمويل 45% من التمويل السنوي للمناخ بحلول 2025، بجانب التزامه بالعمل لخفض انبعاثات غاز الميثان، لذلك فإن هناك الكثير من الالتزامات الجيدة الصادرة عن COP28.
وأكد أكسيل فان تروتسنبيرغ، المدير المنتدب الأول للبنك الدولي المسؤول عن سياسات التنمية والشراكات، الدور البارز الذي تلعبه دولة الإمارات في COP28، حيث بذلت جهودا كبيرة لتنظيم هذا الحدث، الذي بدأ بإعلان هام بتفعيل الصندوق العالمي للمناخ، حيث قدم البنك عرضاً لاستضافة الصندوق.
صندوق الخسائر والأضرار
وأضاف تروتسنبيرغ أن قمة المناخ بدأت بإعلانات مهمة حول هذا الصندوق الذي سيقدم الدعم للدول الأكثر تضرراً من تغير المناخ، مؤكدا ضرورة العمل على الإعداد له، فالبنك الدولي يعمل بشكل وثيق مع اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي "UNFCCC" لإنشاء هذا الصندوق، معربا عن أمله في القيام بذلك خلال الأشهر القليلة القادمة.
وأعرب فرانشيسكو لا كاميرا، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة، عن سعادة الوكالة لاختيار رئاسة COP28 النقطة المرجعية لتحليلنها، وكذلك بالنجاح الذي حققه التعهد، حيث وقع نحو 130 دولة على التعهد وما زال العدد في زيادة".
وصرح الدكتور أحمد بدر، مدير تسهيل المشروعات بالوكالة الدولية للطاقة المتجددة، أن COP28 ساحة لتنفيذ قرارات التحول لاستخدام الطاقة المتجددة، لافتا إلى أهمية التعاون بين الوكالة و"مصدر" الإماراتية للتحول لاستخدام الطاقات المتجددة في البلدان النامية بأفريقيا، التي ستوفر آلاف فرص العمل لتحسين الوضع الاقتصادي لدول العالم.
وأشار رسلان ستريليتس، وزير حماية البيئة والموارد الطبيعية الأوكراني، إلى أنه خلال الأيام الأولى من COP28 تم اتخاذ قرار بإنشاء صندوق الخسائر والأضرار، وهو جهد مقدر فالكثير من البلدان لن تكون مثل دول مجموعة السبع والمفوضية الأوروبية، مضيفا أنه ستكون هناك قرارات مثمرة للغاية وخطوات ملموسة يحققها المؤتمر.
وهنأ نبيل منير، رئيس الهيئة الفرعية للتنفيذ باتفاقية الأمم المتحدة للمناخ، دولة الإمارات على الإنجاز الكبير المحقق خلال COP28، حيث شهد المؤتمر الاتفاق على واحدة من أهم القضايا بالنسبة للبلدان النامية، وهو ما ظلت تلك البلدان تطالب به منذ ما يقرب من 30 عاماً، إذ تم إنشاء صندوق الخسائر والأضرار في اليوم الأول من المؤتمر.
تعهدات ضخمة
وأوضح أن الأمر لم يقتصر على ذلك حيث تم الحصول على تعهدات بقيمة 800 مليون دولار تقريبا للصندوق، بما فيها دولة الإمارات العربية المتحدة التي بدأته بمبلغ 100 مليون دولار، وهو ما يُعد إنجازاً كبيراً حدد مسار المؤتمر خلال الأيام التالية للحصول على قرارات وإجراءات طموحة.
وقال كيان أكرم الجاف، مستشار السياسات الزراعية بمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) إن دولة الإمارات لعبت دوراً قوياً في COP28، إذ كان لها دور فعال في مفاوضات المناخ، وأثبتت أنها دولة قوية تتمتع بدعم سياسي وتقني.
وأكمل أن الإمارات قدمت إنجازات كبيرة وتاريخية وغير مسبوقة خلال COP28، ولها دور سيادي وقوي جدا، وكان واضحاً في تجهيزه المؤتمر، كما أنها كانت موجودة في COP27 بشرم الشيخ.
وذكر: "نحن سعداء جدا، وشراكتنا مع دولة الإمارات قوية جدا ومستدامة"، مضيفا أن المسؤولية يجب أن تكون على جميع الدول وليست دولة بعينها، وهذا الهدف سنراه خلال الأيام القادمة خاصة القرار الذي سيصدر تحت رعاية دولة الإمارات لأن دورها كبير جدا خاصة بعد انتهاء COP28.
وحول الرسالة الدولية الموجهة لرئاسة COP28، وموقع عليها أكثر من 800 من قادة القطاعات العالميين، قال إنها دعم واضح جدا لجهود دولة الإمارات، معربا عن سعادة منظمة "الفاو" بمبادرة الابتكار الزراعي للمناخ الذي أعلنت عنها دولة الإمارات، خاصة فيما يتعلق بالدول المانحة والدول الأخرى التي تحتاج للتمويل.
وأثنى جواد الخراز، المدير التنفيذي للمكتب الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، على جهود دولة الإمارات خلال (COP28)، الذي يشهد حضور نحو 94 ألف مشارك، وهو عدد كبير جدا، وإدارة المؤتمر بفاعلية.
ولفت إلى أن "COP28" شهد أحداثا إيجابية، وضخ أموال كثيرة، مثل تفعيل صندوق الأضرار والخسائر الذي شهد ضخ أكثر من 700 مليون دولار، وهو تمويل مهم يضع العالم على الطريق الصحيح لبذل الجهد.
وأشار إلى التمويلات الأخرى التي ضخت في عدة أمور تتعلق، مثل دعم الأنظمة الغذائية والترابط بين الصحة والمناخ، ليصل إجمالي القيمة حتى الآن إلى 83 مليار دولار، وهو مبلغ ليس هينا.
انطلاقة قوية
وقال يوسف بروزين، مدير المكتب الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للمعهد الدولي لإدارة المياه، إن مؤتمر الأطراف COP28 هي نسخة مميزة بالنسبة للمعهد، حيث شهد منذ الأسبوع الأول عدة تصريحات ونتائج مشجعة في عدة قطاعات.
وبينت كريستي كلاس، نائبة وزير المناخ للتحول الأخضر في إستونيا، أن مؤتمر الأطراف "COP28" ناجح جداً منذ بدايته، حيث تم الاتفاق على إنشاء صندوق "الخسائر والأضرار خلال الأيام الأولى، وستموله الكثير من البلدان، بجانب موافقة أكثر من 100 دولة على زيادة مصادر الطاقة المتجددة ثلاثة أضعاف، وهو إنجاز كبير.
ولفتت مرسيدس فيلا مونسيرات، الرئيسة التنفيذية للمركز العالمي لتمويل المناخ، إنه تم إطلاق المركز خلال مؤتمر الأطراف بوصفه مركز أبحاث مستقلاً يركز على القطاع الخاص، وسيعمل على تعزيز البحوث والسياسات والشراكات وبناء القدرات، لتعزيز الأطر المائية وتوسيع نطاقها لفتح طريق سريع للقطاع الخاص في استثمارات منخفضة الكربون.
وتابعت أن المركز سوف يستجيب لمطالب المستثمرين بمعالجة العوالق المحددة بطريقة تتسم بالكفاءة، وسيبحث في التوصل إلى حلول لموائمة الأطر التنظيمية الملائمة للغرض والتعامل مع المخاطر المتصورة أو الحقيقية حول مناطق أو تقنيات محددة، بهدف تقديم أفضل الممارسات لزيادة تدفق الاستثمارات.
وقال مامادو ساماكي، وزير البيئة والصرف الصحي والتنمية المستدامة في مالي: "ننتظر الكثير من COP28 نظرا للوعود الكثيرة بشأن الرهانات العالمية، فأهمية المؤتمر تكمن في الدعوة القوية التي أطلقت خلاله للوفاء بهذه الوعود، وهناك أيضا مسألة مضاعفة صندوق التكيف الذي يمثل إشكالية ويجب الوفاء به، حيث لم يدشن بعد، بالإضافة إلى صندوق الخسائر والأضرار.
وأعرب عن أمله في الوفاء بالالتزامات الكثيرة خلال مؤتمر الأطراف، بالإضافة إلى نقل التكنولوجيا من الدول المتقدمة إلى البلدان النامية.
وشددت غوى النكت المديرة التنفيذية في غرينبيس، أن بداية مؤتمر الأطراف COP28 كانت قوية ولأول مرة الأجندة تقر سريعًا من أول يوم.
العالم والناس
وذكرت الدكتورة بترا خوري، المديرة العالمية للصحة والرعاية في اتحاد جمعيات الصليب والهلال الأحمر، إن «COP28» هو «كوب العالم والناس»، فعلى مدار 27 عاما لم تناقش مؤتمرات الأطراف السابقة مشاكل وهموم الناس، سواء في الصحة أو المياه أو الطعام أو السلام، لكن COP28 وضع مشاكل العالم أمام مراكز القرار.
وأردفت أن «COP28» هو «مؤتمر الناس، وينتصر لهم، وهذه أول مرة تخصص أموال لبرامج تخص الناس، منها مليار دولار لدعم النظام الصحي الذي يعاني من تغير المناخ، ورسالتي لقادة الدول أن نتضافر لمنع زيادة الاحترار العالمي وتحضير المجتمعات لكي تكون قادرة على الاستجابة وتحمل الحالات الطارئة المترتبة على تغيرات المناخ».
وأضحت الدكتورة لوسي والاس، أمينة جناح الأنظمة الغذائية في COP28، أن الأنظمة الغذائية تسهم في التصدي للتغير المناخي، لذا فإن COP28 ناقش الزراعة والغذاء في سياق مختلف تمامًا عما سبق، واهتم المؤتمر بالدور الذي يمكن أن يلعبه النظام الغذائي في تحقيق الصافي الإيجابي على البيئة والمناخ.