مضاعفة الطاقة المتجددة 3 مرات بحلول 2030.. COP28 يرسم مستقبل المناخ
تأتي التعهدات الدولية في مؤتمر الأطراف COP28 بالإمارات لزيادة معدل الطاقة المتجددة بمقدار ثلاث مرات في إطار مسار 1.5 درجة مئوية.
فقد تعهدت أكثر من 130 دول بزيادة الطاقة المتجددة بمقدار 3 أضعاف بحلول عام 2030، خلال COP28 كوسيلة لخفض حصة الوقود الأحفوري في إنتاج الطاقة في العالم.
يأتي هذا الاتفاق جنبا إلى جنب مع توقعات تحولات الطاقة العالمية الصادرة عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA) حول كيفية سد فجوة تحول الطاقة للبقاء على مسار 1.5 درجة مئوية.
فقد أكد التقرير الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "توقعات تحولات الطاقة العالمية 2023" أن الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية يتطلب خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 37 غيغاطن من مستويات عام 2022 وتحقيق صافي انبعاثات صفر في قطاع الطاقة بحلول عام 2050.
- «أبوظبي الإسلامي» يوقع على مبادئ الأمم المتحدة للصيرفة المسؤولة
- التعهد العالمي للتبريد.. تحذير أممي ينتظر قرارا تاريخيا في COP28
وعلى الرغم من بعض التقدم لا تزال هناك فجوات كبيرة بين النشر الحالي للطاقة، وتقنيات تحول الطاقة والمستويات اللازمة لتحقيق هدف اتفاق باريس للحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى حدود 1.5 درجة مئوية عن مستويات ما قبل الصناعة بحلول نهاية هذا القرن. ويتطلب المسار المتوافق مع درجة حرارة 1.5 درجة مئوية تحولاً شاملاً في الطريقة التي تستهلك بها المجتمعات الطاقة وتنتجها.
لذا تأتي تعهدات COP28 فيما يخص الطاقة المتجددة لسد الفجوة المتوقعة في الانبعاثات التي تبلغ 16 غيغاطن في عام 2050 إذا ما تم الاستمرار في الوتيرة البطيئة للاستثمار في الطاقة المتجددة، ومن الممكن أن تؤدي الأهداف الصفرية -إذا تم تنفيذها بالكامل- إلى تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 6% بحلول عام 2030 و56% بحلول عام 2050، مقارنة بمستويات عام 2022.
ومع ذلك فإن معظم التعهدات المناخية لم تتم ترجمتها بعد إلى استراتيجيات وخطط وطنية مفصلة -يتم تنفيذها من خلال السياسات واللوائح التنظيمية- أو دعمها بالتمويل الكافي.
ووفقاً لسيناريو الطاقة المخطط له في الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، من المتوقع أن تصل فجوة الانبعاثات المرتبطة بالطاقة إلى 34 غيغاطن بحلول عام 2050، مما يؤكد الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات شاملة لتسريع عملية التحول.
لذا هناك حاجة إلى نشر حوالي 1000 غيغاواط من الطاقة المتجددة سنويا للبقاء على مسار 1.5 درجة مئوية، وفي عام 2022 تمت إضافة حوالي 300 غيغاواط من مصادر الطاقة المتجددة على مستوى العالم، وهو ما يمثل 83% من القدرات الجديدة مقارنة بحصة 17% مجتمعة للوقود الأحفوري والإضافات النووية، ويحتاج كل من حجم وحصص مصادر الطاقة المتجددة إلى النمو بشكل كبير، وهو أمر ممكن من الناحية الفنية ومجدٍ اقتصاديا.
وتجدر الإشارة إلى أن الاستثمارات العالمية في جميع تقنيات التحول في مجال الطاقة وصلت إلى مستوى قياسي بلغ 1.3 تريليون دولار أمريكي في عام 2022، ومع ذلك فإن الاستثمارات الرأسمالية في الوقود الأحفوري كانت ضعف استثمارات الطاقة المتجددة تقريبًا، ونظراً لأن مصادر الطاقة المتجددة وكفاءة استخدام الطاقة هي الأفضل لتلبية الالتزامات المناخية -فضلاً عن أهداف أمن الطاقة والقدرة على تحمل تكاليف الطاقة- فإن الحكومات تحتاج إلى مضاعفة جهودها لضمان أن الاستثمارات تسير على المسار الصحيح.
وتظهر مؤشرات تحول الطاقة الصادرة عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة أن هناك حاجة إلى تسريع كبير عبر قطاعات وتقنيات الطاقة، بدءًا من كهربة الاستخدام النهائي الأعمق لوسائل النقل والحرارة، إلى الاستخدام المباشر للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة وإضافات البنية التحتية. وتؤدي التأخيرات إلى زيادة التحدي الكبير بالفعل المتمثل في تلبية مستويات خفض الانبعاثات التي حددتها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في عامي 2030 و2050 لمسار قدره 1.5 درجة مئوية.
ومن المتوقع أن ترتفع حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة العالمي من 16% في عام 2020 إلى 77% بحلول عام 2050 في سيناريو الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA) عند 1.5 درجة مئوية. وسيظل إجمالي إمدادات الطاقة الأولية مستقرا بسبب زيادة كفاءة استخدام الطاقة ونمو مصادر الطاقة المتجددة. وسوف تزداد مصادر الطاقة المتجددة في جميع قطاعات الاستخدام النهائي، في حين أن المعدل المرتفع للكهربة في قطاعات مثل النقل والمباني سيتطلب زيادة قدرها اثني عشر ضعفا في قدرة الكهرباء المتجددة بحلول عام 2050، مقارنة بمستويات عام 2020. على الصعيد العالمي، يجب أن تصل الإضافات السنوية لقدرات الطاقة المتجددة إلى متوسط 1066 غيغاواط سنويًا من عام 2023 إلى عام 2050 في ظل سيناريو 1.5 درجة مئوية.
وستصبح الكهرباء الناقل الرئيسي للطاقة، حيث تمثل أكثر من 50% من إجمالي استهلاك الطاقة النهائي بحلول عام 2050 في سيناريو 1.5 درجة مئوية. ومن شأن نشر الطاقة المتجددة وتحسين كفاءة استخدام الطاقة وكهربة قطاعات الاستخدام النهائي أن يسهم في هذا التحول. بالإضافة إلى ذلك، ستلعب الكتلة الحيوية الحديثة والهيدروجين أدوارًا أكثر أهمية، حيث ستلبي 16% و14% من إجمالي استهلاك الطاقة النهائي بحلول عام 2050، على التوالي.
وفي حين أن التحول في مجال الطاقة يتطلب وقتًا، إلا أن هناك إمكانات كبيرة لتنفيذ العديد من خيارات التكنولوجيا المتاحة اليوم. تثبت الاتجاهات التصاعدية في نشر هذه الحلول أن الحالة الفنية والاقتصادية سليمة. لذا يحشد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والإمارات الدعم لهذا للتعهد الخاص بمضاعفة الطاقة المتجددة كوسيلة لتحقيق الخفض الكبير للانبعاثات المسببة لظاهرة ارتفاع درجة حرارة الأرض، وهو خفض ضروري هذا العقد لتجنب تغير مناخي أكثر حدة.
aXA6IDMuMTQyLjI1NS4yMyA= جزيرة ام اند امز