الانقلاب القادم في أفريقيا.. «فورين بوليسي» تتوقع الدولة المهددة
سلسلة الانقلابات التي ضربت أفريقيا الأعوام القليلة الماضية ربما زادت من مخاطر أن يمر إعصار التغيير العنيف لدول جديدة مهددة.
توقعت مجلة "فورين بوليسي" أن تشهد تشاد الانقلاب القادم في أفريقيا، بسبب الاستفتاء الدستوري الذي يرسّخ حكم أسرة ديبي.
ويؤكد معارضو نظام الجنرال، محمد إدريس ديبي، أن الدستور الجديد لا يختلف كثيراً عما قاله إنه "دستور الديكتاتورية القديمة"، الذي ركّز السلطة في يد رئيس الدولة.
ويتجه الاقتراع، الذي نظمه زعيم المجلس العسكري الجنرال ديبي، إلى إقامة دولة وحدوية، على نقيض الخيار الفيدرالي الذي يفضله أكثر من 300 حزب معارض في تشاد.
ويرى المحللان السياسيان دانييل إيزينغا وكاتي نودجيمبادم، الاستفتاء أنه أحدث خطوة يتخذها ديبي لإدارة عملية انتقال ديمقراطية صورية، من أجل استمرار حكم عائلته، عندما يترشح للانتخابات الرئاسية العام المقبل.
وأوضحت أن الدستور الجديد سيمكن الجنرال من مواصلة إرث والده، الرئيس السابق إدريس ديبي إتنو، الذي أعاد خلال أكثر من ثلاثة عقود من الحكم الشمولي، صياغة الدستور في كل مرة كان فيها الحد الأقصى لفترتين.
وطلبت بعض جماعات المعارضة من التشاديين، مُقاطعة الاستفتاء أو التصويت بـ”لا”. ويزعم هؤلاء أن الدولة الوحدوية في تشاد هي "نظام أسري" فشل في تحسين الأوضاع في البلاد. واتهمت جماعات حقوقية، المجلس العسكري بترهيب وتكميم المعارضة ووسائل الإعلام قبل الاستفتاء المُقرّر.
وتوقعت المجلة حدوث سيناريو مُشابِه للأحداث الأخيرة في الغابون. وذكرت صحيفة "الإيكونوميست" أن "انقلاب القصر يُشكِّل تهديداً أكبر لديبي من صندوق الاقتراع، فإخوته غير الأشقاء لديهم تطلعاتهم الرئاسية الخاصّة، ناهيك عن إثارته مخاوف الجيش بإحالة عدد كبير من الجنرالات إلى المعاش".
وينتمي أعضاء الدائرة الداخلية الحاكمة في تشاد، بمن في ذلك الوالد الراحل إدريس ديبي، إلى قبيلة الزغاوة غير العربية، التي تُشكِّل نسبة صغيرة من إجمالي سكان تشاد.
كل هذه العوامل تزيد من خطر عدم الاستقرار بالنسبة لآخر حليف لفرنسا في منطقة الساحل. وبعد طرد القوات الفرنسية من مالي والنيجر، نقلت باريس عملياتها ضد الجماعات المتطرفة إلى تشاد.
ووافق البرلمان المجري الشهر الماضي على نشر نحو 200 جندي في تشاد.
وتعتبر تشاد مركزاً إنسانياً رئيسياً للاجئين الفارين من الحرب في السودان، وتلوح في الأفق أزمة جوع، لأنّ برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة ليس لديه ما يكفي من المال لمواصلة إطعام اللاجئين.
ومِمّا يزيد الطين بلّة أن المشاعر المعادية لفرنسا آخذة في الارتفاع، مع تزايد الدعوات المطالبة برحيل القوات الفرنسية. واتهم أوردجي عبدالرحيم شاها، رئيس حزب التجمع من أجل العدالة والمساواة المعارض، ديبي باستخدام الجنود الفرنسيين للاستمرار في السلطة.
وخلصت الصحيفة إلى أن العالم شهد سيناريوهات مماثلة في جميع أنحاء أفريقيا على مدى العامين الماضيين. وكان التسامح مع الأنظمة غير الديمقراطية من جانب الهيئات الإقليمية في أفريقيا، فضلاً عن الحكومات الدولية، سبباً في تيسير السلطوية الصريحة من خلال الانقلابات التي أصبح من المستحيل تقريباً القضاء عليها.
aXA6IDMuMTQ0LjM4LjE4NCA= جزيرة ام اند امز