مصر.. السيسي يطلق أعمال منتدى مكافحة الفساد في أفريقيا
55 دولة مشاركة والسعودية والإمارات ضيوف شرف
انطلقت اليوم بمدينة شرم الشيخ بمصر أعمال المنتدى الأفريقي الأول لمكافحة الفساد بمبادرة مصرية ومشاركة 51 دولة أفريقية و4 دول عربية
انطلقت اليوم بمدينة شرم الشيخ بمصر أعمال المنتدى الأفريقي الأول لمكافحة الفساد، بمبادرة مصرية ومشاركة 51 دولة أفريقية و4 دول عربية هي "المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت والأردن" كضيوف شرف في أعمال المنتدى.
وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال المنتدى رحب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بوزراء العدل والداخلية ورؤساء أجهزة الرقابة والمحاسبات بالدول الأفريقية، وكذا مسؤولي الاتحاد الأفريقي واتحاد هيئات مكافحة الفساد الأفريقية، مشيدًا بحرصهم على المشاركة في هذا الحدث الضخم لمكافحة الفساد بالقارة السمراء.
- مسؤولون رقابيون: الفساد في أفريقيا وصل إلى معدلات مقلقة
- 55 دولة بالمنتدى الأفريقي الأول لمكافحة الفساد بشرم الشيخ
وقال إن انعقاد المنتدى الأفريقي الأول لمكافحة الفساد في مصر يأتي إيماناً بأهمية تعزيز العمل الأفريقي المشترك وتبادل الخبرات في هذا المجال الذي أصبح يحتل أولوية متقدمة على مستوى الجهود الوطنية، وكذا أجندة أعمال الاتحاد الأفريقي، وبات يحتاج بلا شك إلى تكاتف جهود الجميع بشكل منسق في المجالات السياسية والتشريعية والقضائية والرقابية لمكافحة آفة الفساد التي تنخر في اقتصاديات الدول، ونشر الوعي بمفهومها وبيان أخطارها وآثارها.
وأشار إلى أن ذلك يعد أحد المعوقات الرئيسية في طريق التقدم وتحقيق التنمية المستدامة والتطلعات المشروعة لشعوب القارة الأفريقية نحو تعزيز قيم الحرية والمساواة والعدالة والكرامة، كما تعد الموارد التي تفقدها القارة السمراء جراء الفساد أحد الأسباب الرئيسية للتراجع في المقومات الاقتصادية والاجتماعية في الكثير من الدول الأفريقية.
وأكد السيسي، خلال كلمته، أن مصر قطعت شوطاً كبيراً خلال السنوات الأخيرة في مجال مكافحة الفساد بمختلف صوره، واهتمت بإجراء البحوث والدراسات واستطلاعات الرأي بهدف تعقب أسباب الفساد والوقوف على قياسات حقيقية له.
وتابع إن الاهتمام المصري بهذا الشأن اكتسب وضعية خاصة في ضوء التأكيد الدستوري على مبدأ التزام الدولة بمكافحة الفساد، وفرض التزام الهيئات والأجهزة الرقابية المختصة بالتنسيق فيما بينها في مكافحة الفساد وتعزيز قيم النزاهة والشفافية، ضماناً للحفاظ على المال العام وتحقيقاً لحسن إدارته وتنظيم الاستفادة منه لصالح الشعب بالمقام الأول.
وأشار إلى أنه تم سن وتفعيل التشريعات اللازمة لمكافحة الفساد بشتى أنماطه باعتباره إحدى أبرز العقبات الحقيقية لتحقيق التنمية المستدامة المنشودة، فضلاً عن إنشاء كلٍ من اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة الفساد، والأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد.
وتابع الرئيس المصري، خلال كلمته، إن جهود بلاده المبذولة في هذا السياق لم تنعزل عن الجهود الدولية في مكافحة تلك الظاهرة، حيث تلتزم مصر بمعايير ونظم المحاسبة والمراجعة الدولية وفقاً لأعلى المتطلبات، كما انضمت إلى الاتفاقيات الأممية والأفريقية والعربية ذات الصلة، وآخرها اتفاقية الاتحاد الأفريقي لمنع الفساد ومكافحته، التي تعد الوثيقة القانونية الأساسية للقارة الأفريقية في مكافحة الفساد، واتخذت الدولة إجراءات إصلاح تشريعي تنظم وتتوافق مع كل أحكام الاتفاقية، كما تم استحداث إدارات مختصة لمكافحة صور الفساد المالي والإداري واتخاذ إجراءات التحول الرقمي لتعزيز الحوكمة الإدارية والمالية والمساعدة على القضاء على البيروقراطية.
وقال السيسي: "لدينا قناعة راسخة بأن مكافحة الفساد وتغيير واقع قارتنا لن يتحقق إلا بتكاتف الجهود وبلورة الرؤى المشتركة وتعزيز الآليات الأفريقية التنسيقية لمحاصرة الفساد على جميع المحاور".
وأكد أن مصر ستواصل دعمها للجهود المشتركة لمكافحة الفساد على المستوى الأفريقي، من خلال مضاعفة المنح التدريبية التي تقدمها بالأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد للكوادر بأجهزة إنفاذ القانون الأفريقية، كما ترحب مصر بالتعاون مع أشقائها الأفارقة وأجهزة الاتحاد الأفريقي المعنية لتبادل أفضل الممارسات في هذا المجال، مؤكدًا في هذا السياق أهمية تعميق التعاون الدولي مع الشركاء الرئيسيين لأفريقيا على مختلف الأصعدة لتحقيق الاستفادة المرجوة في هذا الإطار.
واختتم كلمته متمنيًا التوفيق في إخراج أعمال هذا المنتدى على النحو الذي يدعم جهود التنمية في قارة أفريقيا، وأن يمثل المنتدى منصة أفريقية لتعظيم التعاون في مجال تبادل المعلومات والخبرات قضائياً وأمنياً وتشريعياً ورقابياً، فضلا عن آلية فعالة للتواصل مع الشركاء الدوليين.
aXA6IDE4LjE4OC4yMjMuMTIwIA== جزيرة ام اند امز