كأس الأمم الأفريقية.. هل تحمي السنغال من الاضطرابات السياسية؟
حين كانت المعارضة السنغالية تنفخ في وقود الاحتجاجات بالمدن هبت رياح كأس الأمم الأفريقية فأخمدتها باحتفالات صاخبة عمت الشوارع.
فمنذ الخميس شهدت البلاد موجة مظاهرات حاشدة في مختلف المدن للتنديد باعتقال زعيم سياسي معارض للسلطة.
وبحسب تقارير إعلامية، فإن أعمال عنف وتدافع بين المتظاهرين والسلطات الأمنية رغم ما يعرف عن السنغال بأنه أحد أكثر الديمقراطيات في أفريقيا.
وسقط قتيل واحد فيما عملت السلطات على إغلاق العديد من القنوات التلفزيونية المحلية لعرضها لقطات من الاحتجاجات.
ويوم الأحد شهدت شوارع العاصمة السنغالية "داكار" استقبالا أسطوريا للاعبي منتخب "أسود التيرانجا" عقب التتويج بلقب كأس أمم أفريقيا.
استقبال حافل غطى على كل الأحداث التي شهدتها البلاد، وبالتزامن مع انتخابات بلدية وإقليمية في السنغال.
وانطلقت الاحتفالات في السنغال بعد أن تغلب منتخبها الوطني على مصر بركلات الترجيح، ليفوز بكأس الأمم الأفريقية للمرة الأولى في التاريخ.
ونزل الآلاف إلى الشوارع ولوح المشجعون بالرايات من فتحات سقف السيارات المسرعة، وتعانق المتفرجون وبكوا، كما اعتلوا الأسطح وأعمدة الإنارة والإعلانات.
وترددت أصداء موسيقى الرقص السنغالية من مكبرات الصوت فوق الجماهير المحتشدة عندما خرج الفريق من الطائرة ليتلقى استقبال الأبطال.
وكان الرئيس السنغالي ماكي سال، أعلن منح يوم الإثنين إجازة رسمية مدفوعة الأجر لجميع العاملين في الدولة، بمناسبة تتويج منتخب البلاد باللقب الأفريقي.
وينتظر مراقبون إلى الانتخابات البلدية على أنها "اختبار" للأحزاب قبل الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة في السنغال عام 2024.
وتعيش السنغال حاليا حالة من التوترات السياسية المتزايدة بشأن ما إذا كان الرئيس ماكي سال سيسعى لتمديد فترة حكمه إلى ما بعد ولايتين أم لا.
ويسعى مرشحو المعارضة إلى السيطرة على المدن الرئيسية، قبيل انتخابات برلمانية مرتقبة في يونيو/حزيران المقبل.
ومن المنتظر أن يشهد هذا البلد الأفريقي انتخابات رئاسية في عام 2024.
وتعتبر العاصمة داكار، هي الجائزة الكبرى، وتخضع حاليا لسيطرة المعارضة حيث يتزعم القائمة الائتلافية للحزب الحاكم وزير الصحة السنغالي عبدالله ضيوف سار.
ويتوقع أن يواجه "سار" 6 قوائم للمعارضة لعل أبرزها عمدة داكار المنتهية ولايتها سهام الورديني وهي أول امرأة في هذا المنصب.
وشكلت بعض أحزاب المعارضة ائتلافا يهدف إلى تفادي أي محاولة من جانب وزير الصحة، المتهم سياسيا بأنه يقصي خصومه، سعيا لولاية ثالثة في السلطة.
ويحق لـ6.6 مليون ناخب سنغالي الإدلاء بأصواتهم في أكثر من 15 ألف مركز اقتراع.
وكان الرئيس السنغالي ماكي سال، 60 عامًا ، قد جاء إلى السلطة في عام 2012 وفاز بإعادة انتخابه في عام 2019.
ولم يستبعد السعي لولاية ثالثة بعد استفتاء على الدستور في 2016 يمكن استخدامه لإعادة عقارب الساعة في فترة ولايته.