بعد ضرب اليونان لهدف تركي.. خبيران: أنقرة محاصرة أوروبيا
خبيران ليبي ومصري يؤكدان أن ضرب اليونان لهدف تركي سيكون علامة فارقة في الأوضاع بمنطقة شرق المتوسط وسيوحد الموقف الأوروبي ضد أنقرة.
أكد خبيران في الشؤون الإقليمية، الثلاثاء، أن ضرب اليونان لهدف تركي سيكون علامة فارقة في الأوضاع بمنطقة شرق المتوسط وسيوحد الموقف الأوروبي ضد أنقرة، بما يؤثر أيضا على الملف الليبي.
وكانت وسائل إعلام دولية نقلت أنباء عن استهداف البحرية اليونانية لهدف تركي ما أسفر عن إصابة 4 أشخاص يرجح أنهم عسكريون.
وأعلنت مصر واليونان توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية، بينهما في 6 أغسطس/آب الجاري، والتي رفضتها تركيا.
والسبت، أعلن الجيش اليوناني رفع حالة التأهب القصوى، ردا على إعلان تركيا إجراء تدريبات عسكرية، في منطقة بين جزيرتي رودس وكاستيلوريزو شرق المتوسط، كما استدعت قيادة الجيش اليوناني العسكريين بجميع الوحدات.
ويرى الدكتور يوسف الفارسي، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة عمر المختار سابقا، أن "إطلاق البحرية اليونانية النار على قطعة بحرية تركية سيوحد الموقف الأوروبي ضد تركيا".
وتابع الفارسي، وهو أستاذ الأمن القومي والإقليمي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أنه يستبعد قيام حرب كبرى في المنطقة بسبب البلطجة التركية، مؤكدا في الوقت ذاته "حق اليونان في الدفاع عن مياهها الإقليمية والاقتصادية من العدوان التركي".
وأردف أن "مبادرة اليونان بالهجوم كانت لحشد الرأي العام وإجبار الاتحاد الأوروبي على اتخاذ موقف ضد تركيا، واعتبار أن أوروبا أصبحت منطقة تحديات أمنية ومنطقة عدم استقرار من خلال تواجد الأتراك في المنطقة".
وأوضح أن "ذلك يصاحبه تطور جديد في مسار العملية السياسية قريبا، خصوصا بعد إبعاد تركيا عن المشهد وخروجها من ليبيا الذي نعتقد أنه قريبا".
ولفت إلى أنه "من المتوقع توحيد موقف الاتحاد الأوروبي ضد تركيا والذي سينسحب بالتالي على الوضع في ليبيا بمحاصرة الأتراك في المنطقة المتواجدين فيها وبالتالي فشل تركيا في تحقيق أي تقدم من أي نوع".
وأشار إلى أن "تقييد حركة تركيا في المتوسط سيثبت خط وقف إطلاق النار في سرت والجفرة".
وأوضح أن التفاوضات والموقف الدولي الآن تميل إلى دخول الجيش الليبي إلى مصراتة لإبعاد تركيا عن خط سرت الجفرة، وأن تكون سرت مقر المجلس الرئاسي والحكومة الجديدة تحت سيطرة الجيش الليبي، وهو ما يعد فشلا ذريعا لتركيا وبالتالي خروجها أصبح واردا".
وأشار إلى "وجود تنسيق بين الدول العظمى والجيش الليبي ومجلس النواب بهذا الخصوص وهو ما سيدعمه إجماع أوروبي ضد تركيا لأن ليبيا ليست سوريا أو العراق أو اليمن من حيث مصالح الدول الأوروبية رغم تضاربها باعتبارها استراتيجية لهم".
وكشف عن قيادة فرنسا تكتلا من خمس دول غرب متوسطية هي إيطاليا مالطا إسبانيا والبرتغال ضد تركيا، لأن مصالحها في المنطقة أقوى من ألمانيا، المنافس في القيادة الأوروبية.
بدوره، يقول الخبير في الشؤون العربية حامد فارس، المستشار السابق لجامعة الدول العربية، إن تركيا تصر بشكل واضح على تأجيج الصراع في البحر المتوسط حول حقوق الغاز، حيث تواصل أنقرة استفزازها في شرق المتوسط عبر إرسالها سفينة مسح زلزالي في المنطقه المتنازع عليها جنوب جزيره كاستيلوريزو اليونانية.
وتابع فارس، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، أن "الصدمة التي تلقاها أردوغان عقب توقيع مصر واليونان على اتفاق ترسيم الحدود البحرية بينهما كانت كبيرة"، متوقعا أن "تركيا لن تقدم على حرب مع اليونان بل ستكتفي بمحاولة ضغط لتحقيق أكبر مكاسب ممكنة مثلما فعلت مع قبرص قبل ذلك".
وأضاف أن "قيام تركيا بالتنقيب يعد تصعيدا خطيرا لزعزعة أمن واستقرار المنطقة وكذلك قيام اليونان باستهداف سفينه تركية يمثل نقلة نوعية في المواجهة بين البلدين ولكن لن يرتقي للحرب في الوقت الحالي، لكنه سيثبت الأوضاع مع الضغط الدولي".
وأشار إلى أن "الموقف الأوروبي واضح برفض كل السياسات التركية في شرق المتوسط وقد دعا تركيا لاحترام القيم والمصالح الأوروبية من أجل علاقات أفضل بين الطرفين، واعتبر سياسة تركيا في البحر المتوسط مناقضة لسيادة الدول".
وشدد على أن "الموقف الأوروبي سيكون له انعكاس على القضية الليبية التي تمثل خلافا قويا وكبيرا بين تركيا وسياستها في ليبيا وبين الاتحاد الأوروبي خاصة في ظل انتهاك تركيا لحظر توريد السلاح"، مختتما: "لذلك أرى أن تركيا فى ظل حكم أردوغان تسير نحو المجهول".
ووقع وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره اليوناني نيكوس دندياس، الخميس، اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين البلدين.
ووفق خبراء مصريين تحدثوا سابقا لـ"العين الإخبارية" فإن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين القاهرة واليونان، تقطع الطريق أمام الأطماع التركية في سلب غاز منطقة شرق المتوسط، وتضمن أيضا الحقوق الاقتصادية لدول تلك المنطقة.
aXA6IDEzLjU4LjIwMS4yNDAg جزيرة ام اند امز