سعر الدولار في مصر يتجه نحو 50 جنيها.. هل فعلتها «الأموال الساخنة»؟
توقع مصرفيون ومؤسسات عالمية أن يتجه سعر صرف الدولار مقابل الجنيه نحو 50 جنيها خلال النصف الثاني من 2024، مع تزايد الطلب على العملة الخضراء والخروج الملحوظ للأموال الساخنة.
ويأتي هذا التوقع بعد انخفاض مفاجئ للجنيه وتسارع التوترات الجيوسياسية بالمنطقة وضغوط الالتزامات الخارجية على مصر، والحديث عن خروج الأموال الساخنة.
والأموال الساخنة أو ما يعرف بـ Hot Money هي جميع التدفقات المالية التي تدخل الدول أو تخرج منها بهدف الاستثمار والاستفادة من وضع اقتصادي خاص فيها، مثل ارتفاع معدلات الفائدة أو تدني سعر صرف العملة المحلية مقابل الدولار الأمريكي، وغالبا ما تكون هذه الأموال موجهة نحو الاستثمارات قصيرة الأجل.
وفي أول 3 أيام عمل للبنوك بعد إجازة عيد الأضحى، تراجعت قيمة الجنيه بنسبة 1.7% مقابل الدولار، بسبب ضغط الطلب على الدولار.
وارتفع سعر صرف الدولار إلى 48.46 جنيه بنهاية تعاملات الأمس، بزيادة جنيه عن سعره قبل ثلاثة أيام .
وعانت مصر من أزمة النقد الأجنبي قبل دخول استثمارات وتدفقات أجنبية خلال آخر 4 أشهر، بعد تحرير سعر الصرف.
ارتفاع الطلب على الدولار
وأشار الخبير المصرفي ، محمد عبد العال إلى أن زيادة الطلب على الدولار فاقت المعروض من النقد الأجنبي خلال أول 3 أيام عمل للبنوك، مما أدى إلى انخفاض قيمة الجنيه.
وتوقع أن يرتفع سعر الدولار إلى ما بين 46 و49 جنيهًا، وقد يصل إلى 50 جنيهًا خلال النصف الثاني من العام الحالي، نتيجة عوامل العرض والطلب، خاصة وأن البنك المركزي المصري يتبع آليات السوق الحر لتحديد سعر الدولار .
وارتفع سعر الدولار بنسبة 60% مقابل الجنيه المصري منذ قرار تحرير سعر الصرف في مارس/ آذار الماضي، ليصل لمستوياته الحالية التي تدور حول 48 جنيها مقابل 39.94 جنيه في السابق.
- مصر تبرم أكبر صفقة شراء غاز منذ سنوات.. 17 شحنة تنقذ كهرباء الصيف
- «الغاز» كلمة السر.. تحول «دراماتيكي» تسبب في أزمة الكهرباء بمصر
ورغم تلقي مصر تدفقات بنحو 45 مليار دولار خلال آخر 4 أشهر، فإنها لا تزال تواجه زيادة في الطلب على الدولار.
التزامات خارجية هائلة
ووفقا لبيانات البنك المركزي المصري تلتزم مصر بسداد 35 مليار دولار أقساط وقروض وفوائد كخدمة الدين خلال العام الجاري.
وقال الدكتور محمد عبدالرحيم، الخبير المصرفي إن سعر صرف الجنيه قد يتراوح بين46.5 جنيه و48.5 جنيه خلال النصف الثاني من العام.
وأضاف أن السوق دائما ما يشهد حركة في أعقاب الإجازات الطويلة، مثل إجازة عيد الأضحى التي امتدت لأكثر من 9 أيام ما يخلق طلبا على الدولار.
خروج الأموال الساخنة
وأشار عبدالرحيم إلى أن الأيام الماضية شهدت خروج استثمارات أجنبية غير مباشرة من أذون الخزانة بالجنيه (الأموال الساخنة) مع استمرار التوتر والجذب مع وزارة المالية بسبب خفض سعر العائد على الاستثمار في العملة المحلية.
وأدى هذا الخروج إلى ضغط كبير على الجنيه وتراجع قيمته مقابل الدولار نتيجة لاستبدال الجنيه بالدولار.
وتوقع استمرار خروج الاستثمارات الأجنبية غير المباشرة في حال عدم رفع المالية سعر الفائدة على أذون الخزانة، خصوصاً في ظل زيادة أسعار الفائدة على الليرة التركية واستمرار ارتفاع العائد على الدولار.
وكانت المالية قد خفضت سعر الفائدة على أذون الخزانة بنسبة 6 ليصل العائد إلى نحو 26 قبل خصم الضريبة ، بعد أقل من شهر من تحرير سعر الصرف، ضمن سعيها لتقليل ضغوط تكلفة الدين على عجز الموازنة، بخلاف استمرار ارتفاع سعر الفائدة لدى البنك المركزي لمستوى قياسي عند27.25 للإيداع.
توقعات سعر الدولار
وتتوقع مؤسسات دولية ومن بينها فيتش سوليوشنز أن يصل سعر الدولار إلى مستوى 48.45 جنيه بنهاية العام المالي الجديد الذي يبدأ أول يوليو/ تموز المقبل.
ومن المتوقع أن تتلقى مصر الشريحة الثالثة بقيمة 820 مليون دولار من قرض صندوق النقد الدولي خلال الأيام المقبلة. كما ستتم استلام الشريحة الرابعة في سبتمبر/ أيلول بقيمة 1.227 مليار دولار، وفقًا لإعلان الصندوق في وثائق قرض مصر البالغ 8 مليارات دولار.
وكان صندوق النقد الدولي قد أعلن نجاح انتهاء المراجعة الثالثة على برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري، وسيكون لمصر الحق في سحب الشريحة الثالثة بعد موافقة المجلس التنفيذي للصندوق خلال أيام.
وفي أبريل/ نيسان الماضي، تسلمت مصر 820 مليون دولار من صندوق النقد الدولي بعد انتهاء المراجعتين الأولى والثانية.
وقالت كارلا سليم المسؤولة عن منطقة الشرق الأوسط في بنك ستاندرد تشارترد إنه من المتوقع وصول سعر الدولار لمستوى 45 جنيها مع استمرار زخم تدفقات الدولار والاستثمارات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة للسوق المصري.
aXA6IDMuMTQxLjcuMTY1IA==
جزيرة ام اند امز