بعد "حديث الأشجار" و"ستموت في العشرين".. السينما السودانية إلى أين؟ (خاص)
وسط مناخ مرتبك، وفي ظل ظروف صعبة، يحاول صناع السينما في السودان، تقديم أعمال جادة، تجمع بين عمق الفكرة والتكنيك المبهر.
وشهدت السنوات الأخيرة، قفزة في السينما السودانية، وأكبر دليل على ذلك مشاركة الأفلام السودانية في المهرجانات الدولية، وحصولها على جوائز من العيار الثقيل ومن أبرز هذه الأفلام:
ستموت في العشرين
يناقش الفيلم، تأثير الدجل على عقول الناس، من خلال الشيخ عبد القادر الذي يتنبأ أن الشاب (مزمل) لن يكمل عامه العشرين، وتنزعج الأم، ويعيش هذا الشاب في انتظار الموت، ولكن تمضي الأيام ولا يحدث أي شيء.
فيلم "ستموت في العشرين" إنتاج 2019، وحصل على العديد من الجوائز فى مهرجان برلين، كما عرض في الدورة الثالثة لمهرجان الجونة السينمائي، وحصل على جائزة نجمة الجونة الذهبية لمسابقة الأفلام الروائية الطويلة، وفاز بجائزة التانيت الذهبي في مهرجان أيام قرطاج السينمائية نوفمبر 2019.
والفيلم بطولة مصطفى شحاتة، وإسلام مبارك، وبثينة خالد، وطلال عفيفي، وبونا خالد، ومازن أحمد، وتأليف وإخراج أمجد أبو العلا، وهو إنتاج مشترك بين مصر والسودان.
الحديث عن الأشجار
فيلم تسجيلي طويل، تدور قصته حول 4 مخرجين سودانيين أصدقاء عمر، غادروا بلادهم في الستينيات والسبعينيات، لدراسة السينما في الخارج وأسسوا عند عودتهم جماعة الفيلم السوداني عام 1989.
فيلم "الحديث عن الأشجار" شارك في العديد من المهرجانات العالمية وحصل على 18 جائزة عالمية، وهو من إخراج صهيب الباري.
وداعا جوليا
وفي 2023، واصلت السينما السودانية توهجها عالميا، إذ حصد الفيلم السوداني "وداعا جوليا" 8 جوائز عالمية، وهو من إخراج محمد كردفاني وبطولة إيمان يوسف وعارضة الأزياء الشهيرة وملكة جمال جنوب السودان السابقة سيران رياك و الفنان نزار جمعة.
تقييم النقاد للسينما السودانية
حول مستقبل السينما السودانية تحدث الناقد أحمد النجار لـ"العين الإخبارية" قائلا: "كل الشواهد تؤكد أن السينما السودانية، قادمة وواعدة، محليا وعالميا، ويكفي متابعة الإصدارات الأخيرة، للوقوف على مستوى التطور الذي طال السينما بالسودان، هناك أعمال نالت إعجاب العالم مثل "الحديث عن الأشجار".
وواصل "النجار" حديثه: "المدهش في الأمر هو أن مبدعي السودان يعملون في ظل ظروف سيئة ورغم ذلك يقدمون أفكارا قوية، ويتحدون كل شىء حولهم لتقديم أعمال تعبر عن روح السودان، وبصورة مبهرة إلى حد كبير، لذا أرى أن مستقبل الإبداع في السودان واعدا جدا".
وفي سياق الموضوع تحدث الناقد طارق الشناوي قائلا: "السودان عرفت السينما منذ سنوات بعيدة، كان لديها إنتاج وإخراج، وقدمت أفلاما روائية وتسجيلية ولكن التيار المتشدد صادر أعمال مهمة، ونال من عزيمة جيل مهم، والمخرج صهيب تناول هذا الأمر في فيلم "الحديث عن الأشجار" وهو كيف يؤثر التيار المتشدد باسم الدين على حرية الإبداع".
وأضاف: "أعظم ما في السينما السودانية هو أنها رغم التشدد والدماء صامدة وساطعة، وأكبر دليل على ذلك حصول فيلم (وداعا جوليا) على جائزة الحرية من باريس، وفيلم (ستموت في العشرين) الذي أبهر العالم".