الصين والسندات الأمريكية.. رحلة عطلها "ترامب" فماذا عن "بايدن"؟
حتى مايو/أيار 2019 كانت الصين هي صاحبة الصدارة كأكبر مستثمر في أدوات الدين الأمريكية، قبل أن تتراجع لصالح اليابان.
ومنذ نهاية تسعينيات القرن الماضي كانت الصين تستثمر أكثر من تريليون دولار في أدوات الدين الأمريكية، بحسب بيانات لوزارة الخزانة الأمريكية، كأداة استثمار مجدية وذات عائد مرتفع للبلد الآسيوي الصاعد.
لكن منذ بداية النصف الثاني 2019، بدأت اليابان تتفوق على الصين وتتصدر دول العالم المستثمرة في أدوات الدين الأمريكية، وسط أزمة بين بكين وواشنطن، عمادها الحرب التجارية بين البلدين، وتبادل فرض الرسوم والضرائب.
- حرب تحت الأرض بين الصين وأمريكا لقيادة العالم.. سر الرقم 17
- اعتراف أمريكي.. الصين تقترب من حسم حرب التكنولوجيا لصالحها
وعلى الرغم من توقيع المرحلة الأولى من الاتفاق التجاري بين البلدين في يناير/كانون الثاني 2020، إلا أن التوترات ظلت قائمة بينهما، وسط اتهامات كان يكيلها دونالد ترامب، بتسبب الصين في نشر فيروس كورونا عالميا.
ومع تولي جو بايدن إدارة البيت الأبيض لم تظهر أية تصريحات سلبية تجاه بكين، ما يمهد لاستئناف العلاقات (التجارية والاقتصادية على الأقل) خلال الفترة المقبلة، يقابل ذلك، زيادة شراء بكين للسندات الأمريكية.
لم تُعِر الصين انتباها لنتيجة الانتخابات الأمريكية بهذا القدر الكبير سابقا، إذ يُدرك قادتها أن ما تسفر عنه هذه المنافسة سيحدد شكل العلاقات الأمريكية الصينية.
علاقات متدهورة
وشهدت العلاقات بين البلدين تدهورا بمعدل مذهل في عهد رئاسة ترامب، وكانت الحرب التجارية هي المثال الأوضح على ذلك، لكن هناك توترات استراتيجية أكبر عمقت أيضا من خطر المواجهة.
كما أن الاتهامات الكثيفة التي وجهتها إدارة ترامب، والتعليقات العنصرية الصريحة، والسياسات التي تهدف إلى فك الارتباط، بالإضافة إلى الخطاب الداعم لتغيير النظام، كل ذلك أزعج القيادات العُليا في الحزب الشيوعي الصيني.
كانت الصين أكبر مستثمر للسندات الأمريكية حتى مايو/أيار 2020، بإجمالي استثمارات بلغت حينها 1.11 تريليون دولار أمريكي، تأتي اليابان في المرتبة الثانية بإجمالي استثمارات بلغت قيمتها 1.10 تريليون دولار.
لكن منذ يونيو/حزيران 2019، تفوقت اليابان على الصين في الاستثمار بأدوات الدين الأمريكية، إذ بلغت الاستثمارات اليابانية 1.12 تريليون دولار، مقارنة مع 1.11 تريليون دولار أمريكي بالنسبة للصين.
الصدارة يابانية
في نهاية عام 2019، كان إجمالي الاستثمارات الصينية في السندات الأمريكية 1.069 تريليون دولار أمريكي، بحسب بيانات وزارة الخزانة الأمريكية، بينما واصلت اليابان صدارتها بإجمالي 1.155 تريليون دولار.
بينما في نهاية النصف الأول من العام الماضي بلغت استثمارات الصين في السندات الأمريكية نحو 1.07 ترليون دولار أمريكي، بينما بلغت استثمارات اليابان نحو 1.26 تريليون دولار أمريكي.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2020، بلغت استثمارات اليابان في أدوات الدين الأمريكية 1.251 تريليون دولار، بينما بلغت الاستثمارات الصينية نحو 1.07 تريليون دولار أمريكي.
وأحدث بيانات صدرت الشهر الماضي، أظهرت أن استثمارات اليابان في السندات الأمريكية في يناير الفائت بلغت نحو 1.276 تريليون دولار أمريكي، بينما بلغت الاستثمارات الصينية في السندات الأمريكية نحو 1.095 تريليون دولار، بزيادة 23 مليار دولار مقارنة مع ديسمير.
aXA6IDMuMTI5LjIxMS4xMTYg
جزيرة ام اند امز