"علي بابا" تطوي صفحة العقوبات الصينية.. "عودة الابن المحتكر"
خفضت مجموعة علي بابا الصينية، من حجم تداعيات الغرامة الباهظة التي فُرضت عليها بقيمة 2,3 مليار يورو بسبب تجاوزات تتعلق بموقعها المهيمن.
يأتي ذلك في وقت ارتفعت قيمة أسهم الشركة، الرائدة بقطاع التجارة الإلكترونية عالميا، في بورصة هونج كونج على أمل أن تكون الصفحة قد قُلبت.
منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، تخضع مجموعة علي بابا، وهي رمز نجاح الاقتصاد الرقمي في الصين، لتحقيق بسبب "الاشتباه بممارسات احتكارية".
وقالت الهيئة الناظمة، السبت الماضي، إن المجموعة التي أسسها الملياردير جاك ما، ارتكبت مخالفات وأدانت الشركة بغرامة باهظة.
- الصين تعاقب "علي بابا".. 2.8 مليار دولار غرامة احتكار
- "علي بابا" تخسر 39 مليار دولار في 72 ساعة.. بصمات أمريكا في المشهد
واتُهم موقع علي بابا بفرض الحصرية على التجار الراغبين في بيع منتجاتهم على منصته، وتفادي التعامل مع مواقع التجارة الإلكترونية المنافسة.
وقال نائب الرئيس التنفيذي للمجموعة جو تساي في مؤتمر عبر الهاتف "نقبل بصدق هذه العقوبة وسنمتثل لها بحزم".
وأضاف "استفدنا من نصائح حكيمة (من الهيئة الناظمة) في بعض المسائل المحددة المتعلقة بقانون مكافحة الاحتكار نحن مسرورون لتمكننا من طي الصفحة".
وتمثل قيمة الغرامة 4% من حجم أعمال المجموعة عام 2019، الذي بلغ 455,7 مليار يوان (58,45 مليار يورو)، بحسب وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية.
من جهته، أكد رئيس مجلس إدارة المجموعة دانيال تشانج أمام المستثمرين، أن الغرامة "لن تكون لديها تداعيات سلبية" على أعمال الشركة، ووعدت المجموعة بخفض نفقات التشغيل على التجار الذين يستخدمون منصاتها.
ويبدو أن هذه التصريحات طمأنت المستثمرين. وسجّل سعر سهم علي بابا ارتفاعاً بنحو 9% صباح الإثنين في بورصة هونج كونج، حيث تُعتبر من الشركات الأعلى قيمة وكذلك في بورصة نيويورك.
وجاء في مذكرة صادرة عن وكالة موديز الأمريكية للتصنيف الائتماني أن التدابير التي سينبغي على علي بابا اتخاذها لتمتثل لقواعد الهيئة الناظمة "ستحدّ على الأرجح من نموّ" إيراداتها وسترخي بثقلها على ربحها.
في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أوقفت الهيئات الناظمة الصينية في اللحظة الأخيرة اكتتابا عاما ضخما بقيمة 34 مليار دولار لـ"انت جروب"، وهي فرع من مجموعة علي بابا للدفع عبر الإنترنت.
وأفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الشهر الماضي بأن مجموعة علي بابا تعرضت أيضا لضغوط للتخلص من مجموعة واسعة من الأصول الإعلامية، بما في ذلك بيع محتمل لصحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" في هونج كونج.
وقيمة هذه الغرامة قياسية، إذ إنها تساوي 3 أضعاف غرامة بقيمة تقارب المليار دولار فُرضت على شركة "كوالكوم" الأمريكية العملاقة عام 2015، بحسب وكالة "بلومبرج" المالية.
وحُددت قيمة العقوبة بعدما قررت الهيئات الناظمة فرض غرامة على الموقع تعادل 4% من إيراداته لعام 2019، أي 455,7 مليار يوان، بحسب وكالة الصين الجديدة.
شركة عملاقة تحت المراقبة
تواجه مجموعة علي بابا وشركات التكنولوجيا العملاقة الصينية الأخرى ضغوطًا في ظل تزايد القلق من نفوذها في الصين حيث يستخدم المستهلكون هذه المنصات الرائدة للتواصل والتسوق ودفع الفواتير وحجز سيارات الأجرة والحصول على قروض ومجموعة من المهام اليومية الأخرى.
وتخضع شركة علي بابا خصوصا لمتابعة مكثفة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي. حيث اتهم مؤسسها المشترك جاك ما حينها الهيئات الناظمة بأنها لا تواكب التطورات الحاصلة، لتعبيرها عن قلق بشأن توسع الذراع المالية لشركة علي بابا "انت جروب" في مجالات القروض وإدارة الأصول والتأمين.
وتسعى الصين للحدّ من الديون الشخصية والقروض الفوضوية واعتُبرت الأهمية المتزايدة لـ"انت جروب" -وكذلك الانتقادات الرسمية النادرة لجاك ما- بمثابة تحدٍ للميدان المالي الذي تهيمن عليه الدولة في البلاد.
واستفادت مجموعتا التجارة الإلكترونية "علي بابا" و"جي دي.كوم" وكذلك شركة "تينسنت" العملاقة للرسائل والألعاب، من تنامي استخدام الوسائل الرقمية في حياة الصينيين وحظر الحكومة الشركات الأمريكية المنافسة الرئيسية في السوق الداخلية لتصبح من الشركات الأعلى قيمة في العالم.
aXA6IDMuMTQwLjE5Ny4xNDAg
جزيرة ام اند امز