خبراء يمنيون: تعذيب "الأغبري" قطرة في بحر الإجرام الحوثي
خبراء أكدوا أن جلسات التعذيب الممنهجة من قبل مليشيا الحوثي للمختطفين والمغيبين قسريا تفوق بكثير واقعة تعذيب الأغبري.
قال خبراء يمنيون، إن جريمة التعذيب البشعة التي تعرض لها الشاب اليمني، عبدالله الأغبري، بالعاصمة صنعاء الخاضعة للمليشيا الحوثي، لا تشكل سوى قطرة واحدة في بحر الإجرام الحوثي المتخم بالإرهاب والقمع منذ بدء الانقلاب قبل 6 سنوات.
وما زالت الجريمة التي صدمت الرأي العام باليمن، تشكل كابوسا لمئات الأسر اليمنية، التي يعيش أبناؤها مصيرا مجهولا في سجون المليشيا الحوثية، ويتعرضون لحفلات تعذيب جماعية وحشية منذ سنوات.
ووفق للخبراء، فإن جلسات التعذيب الممنهجة من قبل مليشيا الحوثي للمختطفين والمغيبين قسريا تفوق بكثير واقعة تعذيب الأغبري التي شغلت الرأي العام اليمني على مدى الأيام الماضية إثر تسرب مشاهد الجريمة البشعة بعد أن وثقتها كاميرا مراقبة.
وأكد خبراء في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن مليشيا الحوثي تحاول اللعب بعواطف المواطنين بمناطق سيطرتها، وذلك بتقمص دور البطولة بالقبض على قتلة أحد الشباب اليمنيين دون الإفصاح عن موعد محاكمته، بهدف إلهاء المجتمع عن السفاح الحقيقي الذي ارتكب مئات الجرائم البشعة خلف القضبان وبعيدا عن كاميرات المراقبة.
ومنذ الانقلاب الحوثي في 21 سبتمبر 2014، توفي تحت التعذيب أكثر من 81 مختفي قسراً.
وبحسب أمهات المختطفين، وهي منظمة يمنية معنية بالدفاع عن المعتقلين، فإن مليشيا الحوثي لم تسمح لعائلاتهم برؤيتهم إلا جثثاً هامدة وظهرت على أجسادهم آثار تعذيب بالغة القسوة.
تشابه الأدوات
السلوك الإجرامي في تعذيب عبدالله الأغبري يطابق طرق مليشيات الحوثي في تعذيب المختطفين داخل السجون، خصوصا أن أحد الجناة بالجريمة التي هزت البلاد، عضو رئيسي فيما يعرف بجهاز الأمن الوقائي (ذراع مخابرات مليشيات الحوثي الإرهابية)، وفقا للناشط اليمني حيدرة الكازمي.
وقال الكازمي في تصريح لـ"العين الإخبارية": "حفلة التعذيب الظاهرة في التسجيلات تكشف أن الأفراد المتورطين ليسوا عاديين، ولديهم خبرة كافية في عملية الاستجواب باستخدام القوة، وهذا مثبت لدى علم النفس الجنائي".
ولفت الكازمي، وهو رئيس المنتدى اليمني للطفولة والشباب، إلى أن العصابة ترتبط بقيادات أكبر منها، وتبدوا أنها ضمن صراع أجنحة أمنية داخل الجماعة المدعومة من إيران ويحاول كل طرف كسر الأخر باستثمار التسريبات الذكية للواقعة.
وأشار الناشط اليمني، إلى أن القضية استطاعت تحريك وجدان وعاطفة الشعب وكسر حاجز الخوف الذي طبقه الحوثيون منذ اجتياح صنعاء، وقد عادوا مجددا للقمع لإرهاب المتظاهرين الذين خرجوا للشارع مطالبين بسرعة القصاص من قتلة الأغبري، وكشفت مدى مخاوفها وهشاشتها من أي حراك شعبي قد يطيح بقبضتها الأمنية.
ويرى الناشط الحقوقي اليمني، أدونيس سعيد، أنه ولطالما حرصت مليشيا الحوثي على رمي المعتقلين في أقبية مظلمة ومعزولة تماماً عن العالم الخارجي، وذلك تجنباً لحدوث أي تسريب يوثق جرائمها البشعة بالصوت والصورة، قدمت واقعة الأغبري نموذج لوحشيتها.
وقال سعيد في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إن الكثير من المختطفين فارقوا الحياة تحت التعذيب والبعض خرج مشلولاً والبعض فقد أجزاء من جسده وأخرين تدهورت حالتهم النفسية في أقبية السجون الحوثية التي تخلو من كاميرات المراقبة.
وأضاف: "تلك الجرائم التي تقشعر لها الأبدان خوفاً عند مجرد السماع بها، فكيف لو تم توثيقها بالصورة التي هي -كما يقال - بألف كلمة! لابد أن مليشيا تحرص كل الحرص على عدم تسرب أي شيء من غياهب زنازينها الموحشة".
الخوف من انتفاضة
إلى ذلك، اعتبر وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، الانتفاضة الشعبية العارمة بالعاصمة المختطفة صنعاء على خلفية جريمة تعذيب وقتل الشاب الأغبري، بأنها ناتجة عن عدم ثقة المواطنين بإجراءات مليشيا الحوثي وخوفها من التلاعب بالقضية لتغطية تورط أحد قياداتها الأمنية.
وحذر المسؤول اليمني، في تغريدات على "تويتر"، من لجوء مليشيا الحوثي لقمع هذه الاحتجاجات واعتقال المشاركين فيها والدفع بإجراءات شكلية لدفن القضية واخفاء دوافع ارتكاب الجريمة وعملية التعذيب الوحشي التي استمرت 6 ساعات وانتهت بقتل الضحية بدم بارد، لافتا إلى أن التفاصيل لم تتضح حتى الأن رغم الضغط الشعبي وتحول الجريمة لقضية رأي عام.
ودعا الإرياني المواطنين في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي إلى توسيع دائرة الانتفاضة الشعبية حتى إسقاط الانقلاب المتسلط على رقاب اليمنيين، وذلك انتصارا لدماء عشرات الآلاف من القتلى والمعذبين والمشردين وضحايا الإجرام الحوثي المتواصل منذ 6 أعوام.