فوضى المليشيات بطرابلس.. اقتحام مقر الرقابة الإدارية
اقتحمت عناصر مسلحة من المليشيات مقر هيئة الرقابة الإدارية بالعاصمة الليبية طرابلس، لإجبار الهيئة على تعيين وكيل جديد بها.
وكشفت الهيئة، في بيان لها، أن مجموعة مسلحة تتقدمها سيارة تحمل شعار قوة العمليات الخاصة - مليشيات تم دمجها بوزارة داخلية حكومة فايز السراج - ومسلحين آخرين، برفقة المدعو محمد عمر المشاي مدير عام مركز الرقابة على الأغذية والأدوية، والمدعو عبدالله قادربوه بحجة تكليف الأخير بمنصب وكيل الهيئة، بقرار غير سارٍ.
وأكدت أن عملية الاقتحام تسببت في خلق حالة فزع وخوف وإرباك للموظفين داخل الهيئة وسكان المنطقة، واتخذت الهيئة كافة الإجراءات القانونية حيال المقتحمين.
وتابعت أن عناصر أمن وحماية المقر والموظفين وأهالي المنطقة تصدوا للمقتحمين والمخالفين للقانون.
وتقع العاصمة طرابلس أسيرة لأكثر من 35 مليشيا رئيسية، إضافة إلى عدد من المليشيات الصغيرة وتنظيمات إرهابية مسلحة تابعة لمدن مصراتة والزاوية، علاوة على تشكيلات مسلحة من المرتزقة الذين أرسلتهم تركيا لدعم السراج.
وفي ظل هذه الحالة من الانفلات الأمني والإفلات من العقاب تعرض عدد من كبار المسؤولين في طرابلس لعمليات تهديد أو اختطاف، كان أبرزها خطف وزير الإعلام محمد بعيو وتهديد وزير المالية فرج بومطاري بالقتل، ومحاولة اقتحام مبنى رئاسة الوزراء بطريق السكة.
ومعظم هذه العمليات تكون بهدف الابتزاز السياسي من قبل قادة المليشيات لتعيين أقاربهم في مناصب كبرى، وهو ما برز في التهديد الصوتي الذي وجهه المليشياوي بوراس إلى بعيو قائلا: "راجع قراراتك وتعييناتك أحسن ليك، لو حطيتها في راسي راه حطيتها في حياتك".
ووصلت حالات الخطف والابتزاز إلى المسؤولين غير السياسيين حيث قامت إحدى المليشيات باختطاف رئيس مركز طرابلس الطبي، نبيل العجيل، أواخر 2019 لإجباره على الاستقالة لتعيين آخر في منصبه.
ولا تراعي المليشيات الشؤون الإنسانية في تحركاتها بل تقوم بعملياتها بسبب انتماءاتها السياسية حيث سبق واختطفت مستشار وزير الصحة بحكومة الوفاق ناجي جبريل، بعدما وفر الدم لمستشفيات مدينة غريان التي كان يسيطر عليها الجيش الليبي حينها.