بالفيديو: قلعة الجاهلي تحتضن حفل "الآغا خان للعمارة".. لقاء الفن والتاريخ
ذلك الضوء المتدفق من ثقوب كثيرة في سقف مسجد بيت الرؤوف في بنغلادش، يلتقي مع الفرحة الجماعية لجنسيات وأعراق متعددة، ولدها مشروع متنزه سوبر كيلين في كوبنهاغن ويتناغم مع اللقاءات التي حضنها جسر الطبيعة في إيران الذي تحول من طريق لمقصد بحد ذاته.
ذلك الضوء المتدفق من ثقوب كثيرة في سقف مسجد بيت الرؤوف في بنغلادش، يلتقي مع الفرحة الجماعية لجنسيات وأعراق متعددة التي ولدها مشروع متنزه سوبر كيلين في كوبنهاغن ويتناغم مع اللقاءات التي حضنها جسر الطبيعة في إيران الذي تحول من طريق لمقصد بحد ذاته.
ذلك التماهي لمركز الصداقة في بنغلادس مع الأرض والنباتات المحيطة به من كل جانب، يولد سكينة للزائر والمتأمل. سكينة تحولت إلى نور في عيون أطفال مكتبة يوانير الصغيرة في الصين، التي اعتمدت على المباني الخضراء كعماد لإنشائها.
وكل ذلك يلتقي بطريقة خاصة مع مبنى معهد عصام فارس الذي صممته المعمارية الراحلة زها حديد الذي لم يقتلع شجرة واحدة خلال بنائه كما يؤكد مدير المعهد طارق متري لـ"العين"، بل إن ارتفاعه المتطابق مع طول الأشخار والمنشآت المجاورة له يقويات العلاقة التي تمكن من تكوينها مع محيطه في إنسيابية.
بهذه الكلمات القليلة يمكن للمرء أن يشكل فكرة واضحة عن المواصفات التي جعلت المشاريع الستة (تعرف عليها بالإنفوجراف) أعلاه تصل إلى لائحة الفائزين بجائزة آغا خان للعمارة، التي منحت جوائزها في حفل خاص الأحد في قلعة الجاهلي الإماراتية (تعرف عليها بالإنفوجراف) في العين، تكريماً لمشاريع رائدة خدمت المجتمع، وتعتبر الجائزة التي تبلغ قيمتها نحو مليون دولار أميركي ويتم الاحتفال فيها كل ثلاث سنوات مرة .. من أكبر الجوائز العالمية في مضمار الهندسة والعمارة.
الحفل الذي حضره الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، والآغا خان كريم الحسيني مؤسس الجائزة ورئيس شبكة آغا خان للتنمية، إنطلق من قلعة شامخة، تحضن بين أبراجها تاريخ دولة الإمارات وترمز لإرث أصيل ضارب في الجذور.. من قلعة الجاهلي في مدينة العين، الغائرة في حنين الرمال التيتمّ تجديدها بعناية من قبل هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة بالتعاون مع إيك روزواغ، أحد الفائزين بجائزة الآغا خان للعمارة عام 2007.
ولم يكن يحتاج المرء إلا إلى القليل من الموسيقى العالمية المازجة ما بين الشرق والغرب ليتشرب هذا المناخ الإبداعي الجامع بين الثقافات وإرثها القيم.. وهنا جاءت موسيقى "مبادرة الآغا خان للموسيقى" وعزفها لمقطوعة "مادهوفانتي" التي ألفها عازف الربابة الأفغاني هومايون ساخي مرفقة بقصيدة شعرية ألقها الشاعر كريم معتوق تكريما للإمارات لتغرق كل من الحضور في أجواء روحانية منفردة.
ووجه الآغا خان الشكر لدولة الإمارات قيادة وحكومة وشعبا على استضافتها حفل الجائزة في قلعة الجاهلي التي وصفها بالمعلم التراثي والتاريخي المهم، معربًا عن سعادته باختيار هذه القلعة الشامخة من قبل لجنة احتفالات الجائزة ومؤكدا على دور الامارات وقيادتها الرشيدة في دعم وتشجيع التراث العريق خاصة فن العمارة الإسلامية التي تحظى باهتمام القيادة وحرصها على حمايتها والحفاظ عليها.
وقال الآغا خان "لقد كانت الروح التي تحلّت الجائزة بها روحاً جامعة تقدّر جميع أشكال المباني والأماكن، من ناطحات السحاب إلى الأكواخ الطينية، ومن المساكن إلى أماكن العمل والتجمّع، ومن مشاريع إعادة تشجير الغابات والتمويل إلى المقابر، والجسور والحدائق العامّة، ومن إنجازات معماريين أفراد إلى الإنجازات التي صنعها حرفيون مجهولون. قد لا تعكس هذه المقاربة التي تتبنّى فلسفة التعددية التعريف المعتاد لكلمة "عمارة"، لكنّ هذه المقاربة هي أكثر ما يقرّبنا من الرسالة المركزية الجامعة التي تودّ الجائزة إرسالها."
وإعتلى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بعد ذلك والى جانبه الآغا خان المنصة لتكريم الفائزين في الحفل الذي حضره أيضاً الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية، والفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة والشيخ هزاع بن طحنون ال نهيان، وكيل ديوان ممثل الحاكم بالمنطقة الشرقية، وصقر غباش سعيد غباش، وزير الموارد البشرية والتوطين، وحسين بن إبراهيم الحمادي، وزير التربية والتعليم، والدكتور عبدالله بن محمد بلحيف النعيمي، وزير تطوير البنية التحتية، ومحمد أحمد المر ومدير عام دائرة التشريفات والضيافة في دبي خليفة سعيد سليمان، الى جانب عدد من الشيوخ والقيادات الثقافية في الدولة ونحو 500 شخصية من مختلف أنحاء العالم. وسلم الشيخ محمد بن راشد شهادات التقدير الى الفائزين في هذه الدورة.
وهنأ الشيخ محمد بن راشد الفائزين من مهندسين وبنائين وفنيين واستشاريين شاركوا في تنفيذ هذه المشاريع الفريدة في تصاميمها وهندستها وتميزها، شاكرا سموه الأمير أغا خان وفريق عمله على اختياره قلعة الجاهلي لاستضافة هذا الحفل الكبير الذي يقام لأول مرة في دولة عربية.
وإعتبر حاكم دبي هذا الإختيار موفقا "ويعكس أهمية القلعة التاريخية والمعمارية والتي كانت معلما حصينا للأجداد في مدينة العين وبقيت شامخة بجدرانها ومبانيها وأبراجها حتى يومنا هذا بفضل السياسة الحكيمة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه الذي كان طوال حياته يحرص على التاريخ وصونه وتراث الأجداد العريق وكان رحمه الله شديد الحرص على حماية تراث شعبنا والحفاظ عليه ليظل رمزا لحضارة بلادنا وثقافة شعبنا وعظمة وفراسة أجدادنا تتوارثه الأجيال جيلا بعد جيل وتحفظه وتحافظ عليه."
وأشار نائب رئيس الدولة الى حرص صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة على تراث الآباء والأجداد ومتابعة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي لم يأل جهدا ولا مالا في سبيل صيانة وصون المباني التاريخية في دولتنا والحفاظ عليها وإعادة بنائها وتجديدها لتظل شاهدا على عظمة وتاريخ اسلافنا.
وقال الشيخ محمد بن راشد "نحن نريد لدولتنا العزيزة ان تتفوق بالفنون كافة وتكون دولة محبة وسلام تكافيء المتذوقين للفنون بكافة أشكالها وتشجع على نشر هذه الفنون من شعر وأدب ونحت وموسيقى وهندسة وعمارة وما الى ذلك من فنون تسعد الناس وتخدم البشرية وتتلاقى مع مختلف ثقافات العالم".
جائزة الآغا خان للعمارة تاريخياً
على مدار السنوات الـ39 الأخيرة من عمر الجائزة، منحت الجوائز لمشاريع من مختلف أنحاء العالم، من فرنسا إلى الصين. وقد نال معماريون ومخططون من نيويورك إلى دكا واحدة من مئة وست عشرة جائزة. كما خضع أكثر من 9000 مشروع بناء للتوثيق عبر عملية الترشيح لنيل الجائزة. وعلى مدار السنوات التسع والثلاثين الأخيرة من عمر الجائزة أيضاً، فإنّ معظم المعماريين والمعماريات الكبار في عصرنا كانوا إمّا من بين من توّجوا بالجائزة أو كانوا قد شغلوا عضوية لجنة التحكيم العلياأو اللجنة التوجيهية، من زها حديد ونورمان فوستر، مروراً بتشارلز كوريا،وفرانك غيري، وجان نوفيل وصولاً إلى حسن فتحي.
ويقع اختيار جائزة الآغا خان للعمارة على مشاريع تتراوح ما بين تطوير العشوائيات والمباني الشاهقة "الخضراء" – والتي لا تجسّد التميّز المعماري فحسب، وإنّما تعمل في الوقت ذاته على تحسين جودة حياة الناس بالعموم. وعلى اعتبار أنّ هذه الإنجازات تأتي ثمرة التعاون الناجح بين العديد من الأفراد، فإن الجائزة تقدّر دور رؤساء البلديات، والبنائين، وأصحاب العمل، والحرفيين، والمهندسين، والمستفيدين من المباني.
لجنة التحكيم العليا لجائزة الآغا خان للعمارة 2016
لقد تمتّعت لجنة التحكيم العليا بالاستقلال التام في اختيارها للمشاريع التي بلغ عددها 348 والتي رشّحت من 69 بلداً. وتعتبر المشاريع المنجزة من قبل الآغا خان أو أي من المؤسسات التابعة لشبكة الآغا خان للتنمية غير مؤهلة للترشح أو الحصول على الجائزة. أما أعضاء لجنة التحكيم العليا للجائزة لعام 2016 فهم:
سعاد العامري، مؤسِّسَة، "رواق" مركز المعمار الشعبي، رام الله؛ وإمري أرولات، مؤسس، شركة إمري أرولات للعمارة، إسطنبول؛ وعقيل بيلغرامي، بروفيسور "سيدني مورغينبيسير" في الفلسفة، جامعة كولومبيا، نيويورك؛ ولويس فيرنانديز-غاليانو، رئيس تحرير مجلة آركيتيكتورا فيفا للعمارة، مدريد؛ وحميد هارون، المدير التنفيذي لدار هيرالد للنشر، كراتشي؛ وليزلي لوكو، مديرة الكلية العليا للهندسة المعمارية، جامعة جوهانسبورغ، جوهانسبورغ؛ ومحسن مصطفوي، عميد الكلية العليا للتصميم، جامعة هارفارد، كامبريدج؛ ودومينيك بيرو، مؤسس شركة دومينيك بيرو للعمارة، باريس؛ وحسين رضائي، مدير، ويب ستراكتشر للعمارة، سنغافورة.
aXA6IDMuMTQuMTM1LjgyIA==
جزيرة ام اند امز