أولويات البنك الدولي باليمن.. دعم الغذاء والطاقة ومقر في عدن
توجت مباحثات الحكومة اليمنية والبنك الدولي بالعاصمة المؤقتة عدن بتوافقات مهمة لتوفير الموارد المالية لقطاعي الأمن الغذائي والطاقة.
ووصل وفد رفيع المستوى من البنك الدولي برئاسة المدير التنفيذي وعميد مجلس إدارة مجموعة البنك ميرزا حسن، اليوم الإثنين، إلى عدن، وعقد مباحثات منفصلة مع نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اللواء عيدروس الزبيدي ورئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك.
هذه المرة الثانية التي يزور فيها وفد رفيع من البنك الدولي اليمن منذ تفجير مليشيات الحوثي للحرب أواخر 2014، وتأتي في ظل ظروف صعبة، أبرزها؛ التداعيات العالمية الخاصة في الأمن الغذائي.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك لرئيس الوزراء اليمني والمدير التنفيذي للبنك الدولي، قال عبدالملك إن المباحثات مع البنك الدولي ومؤسسة التمويل الدولية "خرجت بتوافقات مهمة، بينها التأكيد على تعزيز التواجد الميداني للبنك في العاصمة المؤقتة في المرحلة المقبلة لتحقيق الاستجابة للاحتياجات الإنسانية والتنموية".
كما توجت "بتوافق على دعم وتعزيز قدرات الدولة والحكومة اليمنية ومؤسساتها لتحقيق الاستقرار والتعافي"، وفقا لرئيس الحكومة اليمنية.
ولفت إلى أن التوصل مع البنك الدولي لنقاط مشتركة للانطلاق بالمرحلة القادمة نحو العمل والتركيز على موازنة الاستجابة الطارئة إلى الاستدامة بمشاريع التنمية وتمويل القطاعات المنتجة والثروة السمكية والزراعة.
كما تم التوصل إلى تفعيل الرقابة على المنظمات الدولية وتحديدًا العاملة بالمشاريع الممولة عبر البنك الدولي ودعم القطاع الخاص بشكل كبير، والتخطيط لمواجهة أزمة الأمن الغذائي من خلال تسهيلات تجارية تضمن واردات السلع الغذائية إلى اليمن.
وأوضح رئيس الحكومة اليمنية مدى أهمية إسهام البنك الدولي في الحفاظ على القدرات داخل المؤسسات الحكومية، وتواجد مؤسسة التمويل للشراكة والاستثمار مع القطاع الخاص، كهدف أساسي خلال المرحلة المقبلة.
ووقفت المباحثات أمام التحديات وعدد من الملفات والقضايا الهامة المتصلة بقطاعات الأمن الغذائي والطاقة، وضرورة التحول إلى التنمية في اليمن الذي يواجه معاناة كبيرة إثر الحرب ضد مليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة إيرانيا، طبقا لمعين عبدالملك.
ونوه بالأمل الذي يحذو كل اليمنيين بإصلاح ما دمرته الحرب، خصوصا في ظل الهدنة الأممية والتحولات السياسية وإعلان مجلس القيادة الرئاسي.
وتحدث رئيس الوزراء اليمني خلال المؤتمر الصحفي عن التحدي الكبير الذي يواجه اليمن واليمنيين في الوقت الراهن والمتمثل بأسعار المواد الغذائية وتأثير التضخم على القدرة الشرائية للمواطنين.
ولفت إلى أن التحسن الطفيف الذي تحقق مع الزيادة البسيطة بالإيرادات وتحسين أداء المالية العامة والإصلاحات الحكومية، لا يشعر بها المواطن بسبب التضخم العالمي، كون ارتفاع أسعار الوقود عالميا بشكل كبير جدا، وبالتالي تأثرت الكثير من القطاعات بينها الزراعة والثروة السمكية والتعليم وغيرها من القطاعات.
وأشاد بالتجربة الفريدة للبنك الدولي في اليمن، لا سيّما أن البنك يعد شريكا أساسيا واستراتيجيا مع اليمن منذ الستينيات، وهو شريك في بناء المؤسسات الفاعلة مثل الصندوق الاجتماعي للتنمية وصندوق الأشغال العامة وغيرها واستطاعت تنفيذ مشاريع بمئات الملايين من الدولارات..
وبين أن محفظة البنك الدولي في اليمن الممولة من مؤسسة التمويل الدولية بلغت في آخر 18 شهرا أكثر من مليار دولار، وتغطي قطاعات عديدة بينها الصحة والتعليم والحوالات النقدية الطارئة وغيرها.
في السياق، استعرض المدير التنفيذي وعميد مجلس إدارة مجموعة البنك الدولي ميرزا حسن أولويات اليمن ومدى تضاعفها مع الأزمة العالمية.
وأكد أهمية التوازن بين المساعدات الإنسانية والتنمية المستدامة لبناء اليمن على أساس قوي ذو مؤسسات متينة بالمرحلة المقبلة، كما أكد الاهتمام بقطاعات الأمن الغذائي والطاقة وفتح الاستثمارات وجلب الموارد المالية للقطاعات الثلاث.
مكتب للبنك الدولي في عدن
وفيما أعرب "حسن" عن سعادته والوفد المرافق له بزيارة العاصمة المؤقتة عدن، للاطلاع على أبرز الأولويات التي تتطلب تدخلا عاجلا من قبل البنك الدولي، أكد أن إدارة البنك تسعى لوجود تمثيل لها في عدن في أقرب وقت ممكن.
إلى ذلك، تحدث في المؤتمر الصحفي نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فريد بلحاج، عن عدم تخلي البنك الدولي عن اليمن وشعبه.
وأكد مواصلة دعم البنك الدولي من خلال فتح مكتب له في عدن لتعميق التعاون والاستجابة لاحتياجات اليمن عبر تنفيذ العديد من البرامج المزدوجة إغاثيا وتنمويا.
aXA6IDMuMTQwLjE4NS4xOTQg جزيرة ام اند امز