يعد التعاون الزراعي بين الصين والعراق من المجالات الواعدة، سيما بعد مساهمة المكننة الصينية منذ عقود في تنمية الواقع الزراعي في العراق.
العراقيون من أوائل الشعوب التي استخدمت الأدوات في الزراعة قبل آلاف السنين، والتي تطورت مع مرور الوقت، وصولا إلى المكننة التي ما تزال تمثل العون للكثير من الفلاحين في مراحل الزراعة المختلفة، ومنها الآليات والمعدات الصينية التي دخلت العراق منذ عقود، والتي لا تزال تساهم -كما يقول الشيخ نزار- في تقليل الوقت والجهد والتكلفة على المزارعين بعدما كان الاعتماد في الغالب على الجهد البشري فقط.
يقول الشيخ نزار السعيدي زعيم قبيلة ومالك أراض زراعية، إنه فيما مضى كانت الحراثة صعبة جدا، وإن كانت المكننة متوفرة فهي قليلة، وكان التسميد بالأيدي، والآن كل ذلك أصبح بآلات زراعية، وكذلك جني المحاصيل وأغلب المكننة والآليات التي نستخدمها صينية، ومن باب آخر أتمنى من الدولة أن تكون العقود التي تبرم مع الصين تكون عقود مباشرة دون وسطاء حتى نضمن جودة المنتج.
الآليات الصينية المختلفة ومنظومات الري لم تقتصر على دعم التنمية الزراعية وتطوير الإنتاج فحسب، بل حسنت من الأوضاع الاجتماعية والمعيشية للعديد من المزارعين العراقيين، سيما المتعلقة بالجانب الصحي في ظل جائحة كورونا التي تضرب البلاد.
ويوضح علي جلاب، مزارع عراقي، أن "الفلاح قبل المكننة كان كل شيء عنده يمثل شدة وحتى كان يعاني من التأثيرات الصحية كالأتربة والأوبئة وغيرها، وكانت مساحات صغيرة لا تحصد إلا بالأيام، بينما الآن المكننة وفرت له الوقت والمال والجهد، وكل ما نستخدمه هو صيني، لأنه مناسب للفلاح وعمره طويل وأثبت نجاحه في العراق".
وقال حميد النايف، المتحدث باسم وزارة الزراعة العراقية، "نحن بالحقيقة في وزارة الزراعة نحتاج إلى التكنولوجيا الصينية في مجال الزراعة سواء كان في مجال المرشات أو الساحبات والحاصدات الزراعية، وكل ما يتعلق بالقطاع الزراعي خاصة الأسمدة وإذا ما وجدنا هذا التعاون يستمر أكثر وهناك خطى متسارعة في نجاح هذا الاتفاق".
وفي السنوات الأخيرة، تعد الزراعة أحد مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري الهامة بين الصين والعراق والدول العربية الأخرى، حيث مضت التبادلات بينهما إلى الأمام بشكل كبير، وبحسب مختصين فإن هذا التعاون له آفاق مستقبلية سيما مع إنشاء عدد من مؤسسات التعاون الصيني العربي متعدد الأطراف لنقل الخبرات والتكنولوجيا الزراعية.