قلبه رفض برشلونة.. محطات خالدة في حياة المعتزل أجويرو
بعد 18 عاما في ملاعب كرة القدم، أنهي الأرجنتيني سيرجيو أجويرو، أسطورة مانشستر سيتي الإنجليزي، مسيرته بالدموع رغما عنه.
وأُجبر سيرجيو أجويرو، الذي ظهر للمرة الأولى كلاعب محترف في صفوف إنديبندينتي دي أفيلانيدا الأرجنتيني وكان عمره 15 عاما وقتها، على اعتزال كرة القدم في الـ33 من عمره، بسبب معاناته من عدم انتظام ضربات القلب، المشكلة التي تعرض لها عندما بدأ يشارك لبعض دقائق مع فريقه الجديد، برشلونة، الذي انضم إليه الصيف الماضي.
وأنهى أجويرو مسيرة رائعة بشكل مفاجئ، بعدما برز في الأرجنتين عام 2003. وسطع نجمه في أوروبا بعد انتقاله إلى صفوف أتلتيكو مدريد، الذي دافع عن قميصه بين عامي 2006 و2011.
وانتقل أجويرو بعد ذلك إلى الدوري الإنجليزي الممتاز (البريميرليج)، ليصبح أسطورة داخل فريق مانشستر سيتي في الفترة من (2011-2021).
وأنهى أجويرو مسيرته المتوهجة مع 'السيتيزنس' كونه الهداف التاريخي للنادي الإنجليزي برصيد 260 هدفا، كما كان لاعبا دوليا من الطراز الرفيع رافق النجم الأرجنتيني ليو ميسي.وانتقل إلى صفوف برشلونة الصيف الماضي في صفقة انتقال حر، ولعب 165 دقيقة فقط موزعة على 5 مباريات.
ولم يتمكن المهاجم الأرجنتيني من استكمال مباراة ألافيس في الدوري الإسباني في شهر أكتوبر/تشرين الأول االماضي بسبب شعوره بآلام في صدره، تبين لاحقا أنها بسبب عدم انتظام ضربات قلبه.
وكان اسم أجويرو مرتبطا بنادي برشلونة طوال مسيرته المهنية، وكان المهاجم الدولي قريبا من الانتقال للبرسا عند رحليه عن صفوف الأتليتي في صيف 2011، لكن حينها تعاقد النادي الكتالوني مع التشيلي أليكسيس سانشيز، مما قطع الطريق على انضمام أجويرو.
الانتقال لمانشستر سيتي
وانتقل أجويرو، المولود في مدينة كيلمس الأرجنتينية عام 1988، إلى مانشستر سيتي، ولم يكن قراره خاطئا إذ تحول إلى أحد أساطيره وفاز خلال العقد الذي لعب خلاله بقميصه بـ15 لقبا بينها 5 ألقاب دوري.
وكان الموسم الماضي على وشك تحقيق إنجاز تاريخي غير مسبوق للسيتي، إلا أنه خسر نهائي دوري أبطال أوروبا أمام تشيلسي.
صدمة رحيل ميسي
وسارت الأمور على ما يرام بالنسبة لأجويرو في برشلونة بعد تقديمه كلاعب جديد في 31 مايو/أيار الماضي، ليصبح أولى صفقات رئيس النادي، خوان لابورتا، في ولايته الثانية، لكن الضربة الأولى كانت الرحيل غير المتوقع لصديقه ومواطنه ليو ميسي إلى باريس سان جيرمان في مطلع أغسطس/آب الماضي.
وقبل أن يستوعب صدمة رحيل البرغوث، تعرض أجويرو لإصابة في ربلة الساق اليمنى لم تسمح له بالظهور مع برشلونة حتى 17 أكتوبر/تشرين الأول، أي بعد 139 يوما من توقيعه رسميا لبرشلونة، ليشارك في الدقائق الأخيرة من لقاء فالنسيا، الذي فاز به برشلونة (3-1) على ملعب كامب نو.
ولم يأت هدفه الأول والوحيد مع برشلونة حتى 24 أكتوبر/تشرين الأول، عندما أحرز الهداف المخضرم هدف الشرف لفريقه الجديد في مرمى الريال في الكلاسيكو الذي انتهى بفوز الفريق الضيف بهدفين لهدف.
وبعد 3 أيام فقط من الكلاسيكو، شارك كأساسي مع "البلاوجرانا" للمرة الأولى أمام رايو فايكانو، الذي تمكن من الفوز على الضيوف بهدف نظيف.
لكنه الآن يترك برشلونة، والفريق في حاجة كبيرة لجهوده، في ظل أزمات كثيرة يعيشها برشلونة علي مستوى عناصر الفريق، بعد نهاية حقبة ميسي.
مباراة الوداع
وراهن المدرب المؤقت سيرجي بارجوان مجددا على الأرجنتيني كلاعب أساسي في 30 أكتوبر/تشرين الأول أمام ألافيس، إلا أن أجويرو شعر بآلام في صدره في الدقيقة 41 من عمر المباراة وتمدد على الأرض وبدا عليه الذهول، ولم يكن يعرف بعد أن هذه اللحظات ستكون نهاية مسيرته الاحترافية في عالم كرة القدم.
وأظهرت الفحوصات الطبية التي خضع لها بعد المباراة أنه عانى من عدم انتظام ضربات القلب، وكشفت الإجراءات التشخيصية أن حالته لا تسمح له بممارسة كرة القدم.
663 مباراة
ويعتزل أجويرو اللعب بعد خوضه 663 مباراة، ارتدى خلالها قمصان أندية إندبندينتي دي أفيلانيدا وأتلتيكو مدريد ومانشستر سيتي وبرشلونة، وسجل خلالها 379 هدفا وقدم 118 تمريرة حاسمة.
ومن بين البطولات الـ 17 التي فاز بها مع الأندية التي لعب لها، تبرز 5 ألقاب بطل الدوري الإنجليزي الممتاز مع السيتي -أولها كان عام 2012 بهدف أحرزه في الوقت بدل الضائع في المباراة الأخيرة- والدوري الأوروبي مع أتلتيكو في عام 2010.
أعظم لحظات أجويرو
وخاض أجويرو في حقبته الأولى بالدوري الإسباني 175 مباراة، سجل خلالها 74 هدفا وقدم 29 تمريرة حاسمة.
وبلا شك، جاءت أعظم إنجازات أجويرو مع الأرجنتين الصيف الماضي، عندما رفع كأس كوبا أمريكا الذي طال انتظاره بفوزه على البرازيل في النهائي الذي أقيم على ملعب ماراكانا بالعاصمة البرازيلية ريو دي جانيرو.
وشارك المهاجم الدولي في 101 مباراة دولية، سجل خلالها 41 هدفا وقدم 19 تمريرة حاسمة.
وفاز أيضا مع منتخب بلاده بذهبية أوليمبياد بكين 2008 وكأس العالم للشباب مرتين، عامي 2005 و2007.
وبسؤاله اليوم في كامب نو عن أفضل لحظات مسيرته الكروية، كان أجويرو واضحا حيث قال: "مع إندبندينتي، أتذكر هدفا رائعا للغاية سجلته أمام راسينج، ليس لدي أي شيء ضد راسينج، لكن كان هذا أول هدف جميل أحرزه، وعمري وقتها كان 17 عاما".
وتابع: "ثم هناك الدوري الأوروبي مع أتلتيكو، لقد كانت لحظة سعيدة للغاية؛ بينما مع السيتي، هناك الهدف الذي أهدى الفريق لقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الأولى (2012)".
ولم ينس أجويرو أخر لحظات السعيدة في كوبا أمريكا الأخيرة، عندما فازت الأرجنتين باللقب الصيف الماضي.