أحمد عز لـ"العين الإخبارية": "الممر" يضاهي الأفلام الأمريكية
"العين الإخبارية" في لقاء خاص مع النجم المصري أحمد عز على هامش عرض فيلم "الممر" في دبي.
منذ أن أطل للمرة الأولى على الشاشة الكبيرة، في فيلم "كلام الليل" (1998) للمخرجة إيناس الدغيدي، يمضي الممثل المصري أحمد عز في طريقه السينمائي بخطوات واثقة، مكنته من تقديم تشكيلة واسعة من الأعمال التي وضعت اسمه في قائمة نجوم السينما المصرية، فهو "فخر الدين" في "أبو عمر المصري" و"رضا" في "ولاد رزق"، و"سيف" في "الخلية"، وغيرها من الشخصيات التي لمع بها.
الممثل أحمد عز، المشغول حالياً في الترويج لفيلمه الجديد "الممر" للمخرج شريف عرفة، يمضي في جولة واسعة، يتنقل خلالها بين الدول العربية، من بينها دبي، ليمكن جمهوره من لقاء "نور" الضابط المسؤول عن ثلة العسكر التابعين لقوات الصاعقة، معيداً إلى الذاكرة أحداث حرب الاستنزاف، الواقعة بين عامي 1967 و1968، وهي الفترة التي سبقت تحقيق الجيش المصري النصر في حرب أكتوبر 1973، حيث لا يزال صداه يرن في فضاء المنطقة العربية.
عز، الذي أبدع في فيلمه الجديد، أكد في حواره لـ"العين الإخبارية" أن شخصية نور من أقرب الشخصيات إلى قلبه، مبيناً أنه تعود أن يقدم أعمالاً قادرة على العيش عمراً طويلاً، وغير مرتبطة بموسم محدد، منوهاً بأنه على الممثل أن يقدم أفلاماً مصنوعة بشكل جيد، ليتمكن من الوصول إلى الجمهور بشكل أسرع وأسهل.
"الممر".. ملحمة بطولية
لم يمضِ وقت طويل على بدء عروض فيلم "الممر" في الصالات المحلية والمصرية والعربية، ليتمكن خلالها من الاستحواذ على انتباه الجمهور العربي الذي عايش في الفيلم ملحمة بطولية تحكي قصة قوات الصاعقة المصرية التي عايشت أحداث حرب الاستنزاف، ليثير الضابط "نور" انتباه الجميع، من خلال قيادته هذه المجموعة التي ضمت الممثل أحمد رزق وزميله محمد فراج، وغيرهما.
عن تجربته في الفيلم، وعلاقته مع شخصية "نور" قال عز لـ"العين الإخبارية": "منذ أن بدأت العمل في السينما، لم أتعود أن أقدم أي شخصية، وإنما تلك التي أكون مقتنعا بها تماماً، وأحبها وأشعر أنها قريبة جداً من قلبي، وأعتقد أن ذلك هو سر نجاح الشخصيات كافة التي قدمتها، والأمر كذلك ينطبق على شخصية "نور" في فيلم "الممر"، التي تكاد تكون مختلفة نوعاً ما، كونها شخصية بطولية ولديها التزام ومسؤولية عالية، فضلاً عن أنها قادمة من فترة زمنية لم أعايشها، وهي تحمل تجسيداً لحالة من حالات الانكسار التي عاشها الشعب العربي، وتبعتها حالة انتصار، ولذلك أعتبر أن هذه الشخصية قريبة جداً إلى قلبي، ولا يمكنني وصف سعادتي بتقديمها على الشاشة الكبيرة".
عز أشار في حديثه إلى أن فهم مجريات الأحداث التي شهدتها حرب الاستنزاف، تطلب منه الكثير من القراءة والاطلاع، وقال: "تلك الفترة لم أعشها وبالتالي لا أعرف تفاصيلها جيداً، وهو ما تطلب مني البحث عنها والقراءة فيها، ولقاء من عاصروها، والاستماع منهم للتعرف على هذه الفترة، وذلك حتى أستطيع تجسيد الشخصية ومعايشة الفترة بواقعيتها".
أبيض وأسود
ما جاد به فيلم "الممر" من مشاهد بطولية، دعا الكثير من النقاد إلى اعتباره أحد الأعمال القادرة على إعادة السينما المصرية إلى خطها الجاد، وعن ذلك قال عز: "بتقديري أن ما يميز "الممر" أنه عمل صنع بشكل جيد، وبمعايير عالية المستوى، تضاهي الأفلام الأمريكية والعالمية، سواء من ناحية التقنية أو التمثيل أو حتى السيناريو، ولذلك استحق النجاح، فضلاً عن أنه يعاين فترة زمنية لدينا أجيال كاملة لم تعشها وتتطلع أن تتعرف على مجرياتها".
وأضاف: "أعتقد أن الممر سيكون قادراً على تغيير نظرة الأجيال الحالية إلى السينما المصرية، بسبب ما يتضمنه من تقنية عالية المستوى". وتابع: "بغض النظر عن طبيعة ونوعية ما نقدمه من أفلام، علينا دائماً الانتباه إلى تقديم مستوى جيد من الصناعة التي يمكن لها أن تمكننا من المنافسة على مستوى العالم".
ونوَّه عز بأن الممثل يتحمل جزءاً من المسؤولية في نجاح أي عمل. وقال: "منذ بداياتي في فيلم "ملاكي إسكندرية" تعلمت أن أقدم أعمالاً تدوم عمراً طويلاً، وعدم تقديم أفلام خاصة بموسم العيد أو شم النسيم، وبتقديري أن هذه القاعدة واحدة من أهم أسباب نجاح أفلامي التي أتمنى أن تتمكن الأجيال المقبلة من متابعتها، كما حدث معنا نحن خلال متابعتنا للأفلام الأبيض والأسود".
وأكد عز أنه "لا يجب على الممثل تقديم فيلم جاد حتى يحقق النجاح، وإنما عليه أن يقدم فيلماً مصنوعا بشكل جيد، بغض النظر عن نوعية العمل واسم المخرج الذي يتعامل معه".
ورغم تعاونهما الطويل في مجال الإعلانات، فإن "الممر" يعد التجربة السينمائية الأولى التي تجمع المخرج شريف عرفة مع عز الذي عبر عن فخره بهذه التجربة، حيث قال: "أنا فخور جداً بالعمل مع المخرج شريف عرفة، وقد وجدته مختلفا تماماً عن بقية من عملت معهم خلال الفترة الماضية، ومن خلال هذه التجربة اكتشفت كم هو منظم، وواعٍ لما يقوم به، فضلاً عن كونه أحد المواهب القادرة على وضع الممثل في أفضل حالاته، ويمكنه أن يخرج من الممثل كل ما في جعبته، بحيث يحصل منه على أفضل أداء، ولذلك أتمنى أن أكرر التجربة معه في أعمال أخرى".