أحمد بدير لـ"العين الإخبارية": أتمنى تقديم شخصية المشير طنطاوي في عمل فني
أحمد بدير يوجه التحية لشعب الإمارات العظيم الذي وقف بجانب مصر بمروءة وشهامة، مؤكدا أن هذا ليس بغريب على أبناء الشيخ زايد
وجه الفنان أحمد بدير، التحية لشعب الإمارات العظيم، الذي وقف بجانب مصر بمروءة وشهامة في أحلك ظروفها، مؤكدا أن هذا ليس بغريب على أبناء الشيخ زايد حكيم العرب.
وكشف أحمد بدير، خلال لقاء موسع في مقر "العين الإخبارية" بالقاهرة، كواليس كثير من أعماله الفنية مع مخرجين كبار، كما عبر عن رأيه في فيلم "الممر"، كاشفا الشخصية العسكرية التي يتمنى تقديمها على الشاشة، كما تحدث عن فيلمه الوثائقي "زلزال 6"، وطريقة مواجهته منتقديه على السوشيال ميديا.
بدير كشف أيضا أسباب قرار اعتزاله مسرح الدولة، ورأيه في مسرح مصر وأمور أخرى.
كيف ترى الفرق بين الأجيال المختلفة من المخرجين الذين عملت معهم؟
المخرجون القدامى كانت لهم قيمة عظيمة رغم أنهم كانوا يعملون بإمكانات بسيطة لعدم وجود التكنولوجيا الموجودة الآن، ولكنهم قدموا أعمالا ضخمة وأفلاما لها قيمة فنية كبيرة جدا، لدرجة أن هذه الأعمال تعرض حتى الآن ولايمل الجمهور من مشاهدتها.
أما الجيل الجديد فهناك حرفيون متمكنون من أدواتهم وإبداعهم ومن التكنولوجيا الحديثة، لكن المشكلة أنه ينقصهم الموضوع الذي يحمل قيمة، والأمر يشبه الوجبات السريعة بعد أن تحول الفن إلى تجارة أكثر منه إبداعا، وأصبح هناك استسهال وسرعة في كل شيء، بل وصار الاقتباس التجاري هو الغالب والسائد الآن.
من المخرج الذي تتابع أعماله باهتمام؟
هناك كثير منهم من شاركت معهم في أعمال، ومنهم من لم يجمعني بهم عمل، مثل يوسف شاهين، وكمال الشيخ، وصلاح أبوسيف، ويحيى العلمي، وعاطف سالم، وعلي عبدالخالق، وأحمد يحيى، وعاطف الطيب، وسمير سيف، وخيري بشارة وغيرهم.
ومن الحاليين وائل إحسان الذي قدمت معه "ساعة ونص"، وهو فيلم مهم وحصلت عنه على جائزة، وهناك أيضا سامح عبدالعزيز الذي قدمت معه فيلم "كباريه" وغيرهم.
وماذا عن الدراما التلفزيونية؟
في التلفزيون عملت مع نور الدمرداش وإبراهيم الصحن ويحيى العلمي الذي قدمت معه "الزيني بركات" وكان نقلة كبيرة في حياتي، حيث كان أول مخرج يجرؤ على منحي دورا مركبا وصعبا بعيدا عن الكوميديا التي اشتهرت بها، وهو من منح المخرجين الثقة لتوظيفي في أدوار مختلفة بعدها.
حدثنا عن يوسف شاهين خصوصا أنك قدمت معه أكثر من تجربة.
قدمت مع شاهين مشهدا صغيرا في فيلم "العصفور"، ثم قدمت مشهدين في "عودة الابن الضال"، ثم 3 مشاهد في فيلم "إسكندرية ليه"، فقد كان يتفاءل بوجودي في أعماله رغم صغر الأدوار.
وفي النهاية قدمت معه "سكوت هنصور" وكنت أحد أبطال الفيلم، ولم يكن شاهين يفرض أسلوب أداء بعينه كما يشاع عنه، وإنما كان يشرح الدور ويسعى لدخول الممثل في الحالة ثم يتركه، فهو مدرسة وعبقري فعلا.
ما رأيك في فيلم "الممر" ومدى أهمية وجود أفلام حربية الآن؟
للأسف لم يعد هناك قدوة منذ فترة طويلة، وقديما كنا نتابع في مدارسنا قصصا لشخصيات مثل محمد فريد، ومصطفى كامل، وسعد زغلول ومحمد عبده، ناهيك بتعليمات تكتب فوق الكراسات مثل "اغسل يديك قبل الأكل وبعده" وهكذا، وهذا الأمر لم يعد موجودا الآن، وتراجعت القدوة في حين سادت نماذج أخرى تمثل البلطجة والعنف.
قيمة وجود فيلم حربي مثل "الممر" يتحدث عن النكسة ويجتمع حوله الجمهور من كل الاتجاهات ثم يعرض في الفضائيات هو بمثابة نقطة ضوء نحتاج إليها بشدة في هذه الفترة.
من الشخصية التي تتمنى تقديمها من هذه النوعية؟
قدمت من قبل فيلم "حائط البطولات" وكان عملا مهما عن هذه الفترة أيضا، وأتمنى أن ننتج عملا كبيرا عن انتصارنا في 1973 بشرط أن يتم وضع كل إمكانات مصر لتخليد هذه المعركة العظيمة التي عبرنا بها من الهزيمة للنصر وقهرنا أسطورة خط بارليف، وألحقنا هزيمة مروعة بالعدو، خصوصا أن هناك جيلا عمره 30 و40 عاما لم يعِش هذه الفترة التي يجب تخليدها في عمل فني.
هناك بطولات عظيمة وحقيقية مثل قصة "عبدالعاطي" صائد الدبابات، خصوصا أنني كنت زميلا للشهيد عاطف السادات شقيق الرئيس الراحل الذي استشهد في أول طلعة جوية، وهناك كثير من القصص والنماذج المشرفة التي نحتاجها.
هل هناك شخصية عسكرية بعينها تتمنى تجسيدها؟
هناك أكثر من شخص، لكن سني الآن لا تسمح بتقديم جندي شاب، أعتقد من الممكن تقديم شخصية قائد نفذ عملا بطوليا لا يقل عن نصر أكتوبر/ تشرين الأول، وهو المشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع السابق، الذي وقف مع مصر في أحلك الظروف واستطاع العبور بالوطن خلال فترة حرجة، خصوصا أن البعض يرى أنني أشبهه في الطول وربما العمر.
ألا تخشى من التهديدات بسبب آرائك السياسية الجريئة؟
تعرضت بالفعل لتهديدات وسباب وأعدّها أمرا إيجابيا، لأنها تكفر عني الذنوب، ولا أخشى شيئا في بلدي، فتراب مصر غالٍ عندي جدا.
ما مصير فيلمك الوثائقي "زلزال 6"؟
لا أعرف شيئا عن الفيلم منذ انتهاء التصوير، ربما هناك مواد فيلمية لم يتم جمعها بعد، وعموما أجسد شخصية زعيم جماعة إرهابية يستقطب الشباب لتجنيدهم، وهو دور مركب يستفز ما بداخلي من طاقة كبيرة تخرج إمكانات أي ممثل.
وما آخر أعمالك السينمائية؟
انتهيت من تصوير فيلم "حلم ولا علم" إخراج أشرف نار، ويشارك في بطولته هالة فاخر، وأجسد خلال أحداثه شخصية رجل متزوج من بائعة فجل يعيشان في حارة شعبية وينتقل إلى حياة مختلفة في أعقاب عملية نصب كبيرة، كما انتهيت من تصوير فيلم "دفع رباعي" لرجل سافر وترك أولاده ويعود لتعويضهم ليكتشف التحولات التي لحقت بهم.
حدثنا عن حفيدك ياسين وعلاقتك به..
يشبهني بصورة كبيرة عندما كنت طفلا لدرجة أنني أرى فيه نفسي، كما أنه يحب التمثيل، لكن أعتقد أنه خجول ومن الصعب تحقيق ذلك.
ما أسباب قرارك اعتزال مسرح الدولة؟
قدمت لمسرح الدولة 4 تجارب أولها "الملك هو الملك"، و"رأس المملوك جابر" على المسرح القومي، ثم "غيبوبة" على المسرح الحديث، وكان لا بد في تصوري أن يستمر عرض المسرحية الأخيرة حتى اليوم، لأنها تناقش ما حدث في مصر منذ أحداث 25 يناير/ كانون الثاني 2011 حتى 30 يونيو/ حزيران بصورة كوميدية، وكنت مستعدا أن أزور بالعرض كل أنحاء مصر.
لكن عدم الاهتمام بهذه المسرحية وعدم تصويرها تلفزيونيا أثار استيائي بشدة، خصوصا أن العرض رسالة مهمة في هذا التوقيت، لكن يبدو أن البيروقراطية هي السبب في عدم تصويرها.
ما رأيك في مسرح مصر؟
أشرف عبدالباقي قدم تجربة جيدة جدا من خلال مجموعة شباب غير معروفين ليصبحوا نجوما فيما بعد، لكني أرفض اعتباره مسرحا، فهي مجموعة إسكتشات، وهو لون فني موجود، لكن أخشى أن يعدّه الجيل الحالي من الشباب مسرحا، لأن هذا يسيء للمسرح كمفهوم ويجعلها النموذج.
ما رأيك في مواقع التواصل الاجتماعي وكيف ترد على الانتقادات الموجهة لك؟
للأسف أحيانا نستخدم أسوأ ما في التكنولوجيا، وللأسف هذه المواقع مبنية على الأكاذيب والشائعات والألفاظ الخارجة، وشخصيا لا أهتم بما يثار ضدي خلالها.