أحمد حجازي.. "كاتب التاريخ" يحمل آمال مصر في كأس أمم أفريقيا
تتجه الأنظار إلى المهاجمين عند الحديث عن نجوم الأندية والمنتخبات المختلفة، غير أن المدافع المصري أحمد حجازي نجح في تغيير تلك القاعدة.
وإذا كان محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي هو اللاعب الأبرز الذي تعول عليه الجماهير المصرية بشكل كبير في بطولة كأس الأمم الأفريقية 2022، فإن مكانة حجازي مدافع الاتحاد السعودي لم تعد تبتعد كثيرا عنه، وإن اختلفت الأدوار.
مكانة حجازي لم تأتِ من فراغ، فاللاعب الذي يشارف على الـ31 من عمره، يبدأ عامه الـ11 مع منتخب مصر الأول، منذ بداية مسيرته معه في عام 2011، وهو في عمر الـ20 عاما.
مسيرة دولية مبكرة
مسيرة حجازي مع منتخب مصر بدأت مبكرا، قبل انضمامه إلى المنتخب الأول، حيث كان أحد أبرز اللاعبين في منتخبات الشباب والناشئين.
وخاض حجازي أول بطولة كبرى مع منتخبات الشباب في عام 2009، عندما شارك وهو يبلغ من العمر 18 عاما فقط في بطولة كأس العالم للشباب تحت 20 عاما، والتي أقيمت في مصر، وودعها "الفراعنة" من الدور ثمن النهائي.
وشارك حجازي في نفس البطولة عندما أقيمت بعد عامين، وتحديدا في 2011 بكولومبيا، وودعها "الفراعنة" من ثمن النهائي أيضا، كما شارك في بطولة أفريقيا تحت 20 عاما بنفس العام، والتي حصل فيها منتخب مصر على المركز الثالث.
وبينما كان يبلغ من العمر 21 عاما فقط، انضم حجازي إلى منتخب مصر الأولمبي في أولمبياد لندن 2012، حيث شارك بشكل أساسي، قبل أن يتعرض للإصابة في مباراة اليابان بربع النهائي، والتي خسرها "الفراعنة" بنتيجة 0-3.
بداية المجد الدولي
وتوج حجازي مشواره مع منتخبات الناشئين بالانضمام إلى منتخب مصر الأول لأول مرة في عام 2011، حيث شارك منتخب مصر الأولمبي بقيادة هاني رمزي في مباريات تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2012، بعد تأكد فشل "الفراعنة" في الصعود.
وكانت المباراة الأولى لأحمد حجازي مع منتخب مصر الأول في 3 سبتمبر/أيلول 2011، عندما خسر "الفراعنة" أمام سيراليون بنتيجة 1-2.
وفي 5 يونيو/حزيران 2013، سجل أحمد حجازي أول أهدافه الدولية مع منتخب مصر، خلال التعادل مع بوتسوانا 1-1، في مباراة ودية استعدادا لمباريات تصفيات كأس العالم 2014.
ومنذ ذلك الحين، أصبح أحمد حجازي عنصرا أساسيا في صفوف منتخب مصر، ولم يخرج من التشكيلة الأساسية سوى لظروف الإصابة.
وفي 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، حمل حجازي شارة القيادة مع منتخب مصر لأول مرة في مسيرته، وذلك خلال الفوز على توجو 3-1، في التصفيات المؤهلة إلى كأس الأمم الأفريقية.
ووفقا لموقع "ترانسفير ماركت"، فإن حجازي شارك مع منتخب مصر في 68 مباراة بمختلف المسابقات، سجل خلالها هدفين وقدم تمريرتين حاسمتين.
وكانت أبرز إنجازات منتخب مصر خلال تلك الفترة الحصول على المركز الثاني في بطولة كأس الأمم الأفريقية 2017، بالإضافة إلى التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2018 بعد غياب استمر لمدة 28 عاما.
أرقام قياسية
وخلال 10 سنوات من الوجود مع منتخب مصر، حقق أحمد حجازي سلسلة من الإنجازات الأرقام القياسية، أبرزها اختياره ضمن التشكيلة المثالية لبطولة كأس الأمم الأفريقية 2017.
حجازي كان من بين اللاعبين الـ3 الكبار الذين اختارهم شوقي غريب، مدرب منتخب مصر الأولمبي، للمشاركة في أولمبياد طوكيو 2021، لتكون الدورة الأولمبية الثانية التي يشارك فيها بعد نسخة 2012.
وحمل حجازي شارة قيادة منتخب مصر الأولمبي خلال تلك البطولة، باستثناء مباراة البرازيل التي خسرها "الفراعنة" بنتيجة 0-1 في الدور ربع النهائي.
وخلال مباراة البرازيل، حقق أحمد حجازي رقما قياسيا فريدا، بعدما أصبح أكثر لاعب مصري يشارك في مباريات الأولمبياد برصيد 8 مباريات، بالتساوي مع علي الحسني ومحمد بدوي.
رحلة الصعوبات
على مستوى الأندية، بدأ حجازي مسيرته مع فريق الإسماعيلي المصري، حيث تم تصعيده إلى الفريق الأول في عام 2009 وهو يبلغ من العمر 18 عاما فقط.
وبعد توهجه مع منتخبات الناشئين، انتقل حجازي إلى فيورنتينا الإيطالي في صيف 2011، مقابل 1.5 مليون يورو، بالإضافة إلى 15% يحصل عليها الإسماعيلي نظير إعادة بيعه.
وجاءت الصدمة الأولى لحجازي في رحلته الاحترافية في ديسمبر/كانون الأول 2011، عندما تعرض للإصابة بقطع في الرباط الصليبي للركبة، ليغيب لفترة طويلة عن الملاعب، وهو ما تسبب في ابتعاده عن حسابات الفريق الإيطالي.
وتعرض حجازي لصدمة أخرى، عندما أصيب مرة أخرى في نفس الركبة، وذلك في سبتمبر/أيلول 2013، ليغيب لفترة طويلة، قبل أن يقرر فيورنتينا إعارته في النصف الثاني من موسم 2014-2015 إلى نادي بيروجيا الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية.
من مصر إلى أوروبا مجددا
وفي صيف 2015، قرر فيورنتينا فسخ تعاقده مع أحمد حجازي، ليضطر اللاعب للعودة إلى الدوري المصري، وتحديدا إلى صفوف الأهلي، حيث ظل معه لمدة عامين، حصل فيهما على لقب الدوري المصري مرتين، وكأس السوبر المصري مرة.
وعلى الرغم من وضعه المتميز مع الأهلي، لم تنتهي طموحات أحمد حجازي في العودة إلى الدوريات الأوروبية، وهو ما حدث بالفعل عندما انتقل إلى وست بروميتش ألبيون الإنجليزي في صيف 2017 على سبيل الإعارة لمدة موسم مع أحقية الشراء.
ولم تمر سوى شهور قليلة، حتى خطف حجازي قلوب الجماهير في وست بروميتش، ليقرر النادي التعاقد معه بشكل نهائي بعد تفعيل بند الشراء في عقده.
وتوج حجازي مجهوداته مع وست بروميتش بالمساهمة في إعادته إلى الدوري الإنجليزي الممتاز في نهاية الموسم الأول معه، بعد غياب استمر لنحو 40 عاما، منذ موسم 1978-1979.
بطل الاتحاد
بعد الصعود إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، حافظ حجازي على مكانته الأساسية، قبل أن يبدأ في فقدانها بالتدريج، قبل أن يهبط الفريق مجددا إلى "التشامبيونشيب".
وفي صيف 2020، انضم حجازي إلى صفوف فريق الاتحاد السعودي على سبيل الإعارة لمدة موسم، قبل أن يتعاقد معه "العميد" بشكل نهائي بعد ذلك.
ومنذ انضمامه إلى صفوفه، أصبح حجازي أحد أبرز نجوم فريق الاتحاد، وأسهم في عودته للمنافسة على لقب الدوري السعودي في الموسم الماضي، بالإضافة إلى تصدر الترتيب في الموسم الحالي، بعد سنوات من التخبط.
الاتحاد رفقة حجازي وصل إلى المباراة النهائية من بطولة كأس محمد السادس للأندية الأبطال في الموسم الماضي، ولكنه فشل في الحصول على اللقب عقب الهزيمة أمام الرجاء المغربي بركلات الترجيح.
وحقق حجازي إنجازا مميزا، عندما سجل الهدف رقم 600 لفريق الاتحاد في الدوري السعودي للمحترفين، وذلك خلال مواجهة العين في مايو/آيار الماضي.
aXA6IDMuMTI4LjMxLjIyNyA= جزيرة ام اند امز