"النبي لم يولد في 12 ربيع الأول".. أحمد كريمة يكشف أسباب تصريحه الصادم (حوار)
أثار الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، الجدل بين الأوساط العلمية بسبب تصريحه حول موعد المولد النبوي.
وقال كريمة في تصريحات تلفزيونية، إن المولد النبوي الشريف ليس في يوم 12 ربيع الأول كما يعتقد عامة المسلمين، بل هو في الواقع يوم 9 ربيع الأول.
"العين الإخبارية" تواصلت مع الدكتور كريمة لبيان سبب اعتباره أن المولد النبوي يوم 9 ربيع الأول، وبيان وجهة نظره وأساس ذلك، وإلى نص الحوار:
لماذا قلت إن النبي لم يولد في 12 ربيع أول؟
توافق إجماع من مؤرخين ثقات على أن سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولد في ربيع الأول سنة 571 من الميلاد، ولما كان شهر أبريل قد تحدد صراحة في كثير من الأقوال واستنباطًا في بعضها الآخر، فهو الشهر الميلادي الذي حدث فيه المولد المحمدي الكريم.
إن الاجتماع الحقيقي للقمر قد حدث طبقًت لجداول لاجوتو المختصرة في العاشر من أبريل عام 571 الساعة 9 والدقيقة 41 تقريبًا بعد منتصف الليل، بحساب الزمن الوسط لمكة المكرمة خط 45 درجة 54 درجة 53 درجة شرق خط نصف النهار المار بباريس، وخط العرض 17 درجة 28 درجة 21 درجة شمالاً، وما كان يمكن رؤية الهلال بالعين المجردة إلا يوم 11 مساءً.
وإذن الشهر القمري الموافق يبدأ الأحد 12 من أبريل، وتعددت الآراء المعتمدة حول 8 و9 و10 و12 ربيع أول، وكان ولادته يوم الاثنين إجماعًا.
ولما لم يكن بين يوم 8-12 ربيع أول إلا يوم الاثنين يوم 9 ربيع أول، فأكد أن هذا اليوم يوم المولد النبوي المحمدي الشريف صلى الله عليه وآله وسلم، يوم الاثنين يوم 9 ربيع أول الموافق 20 من أبريل سنة 571 ميلاديًا.
وما مرجعك في ذلك؟
المرجع المعتمد بحث للعلامة المصري الأستاذ محمود باشا الفلكي رحمه الله، منشور في مجلة الأزهر السنة 84 العدد 3 عدد ربيع أول 1433هـ - فبراير 2012.
وأين ولد النبي برأيك؟
مكان المولد النبوي كان في شعب بني هاشم، ويسمى الآن شعب علي، أو سوق الليل، وهو مكان شرق الحرم المكي الشريف، يبعد عنه بمقدار كيلو متر واحد، يفصل بينهما شارع يقال له شارع غزة، وهذه الدار معروفة ومشهورة عند أهل مكة، لا يختلف فيها اثنان.
وقد اشترتها الخيزران زوجة المهدي العباسي ووالدة هارون الرشيد، من ورثة محمد بن يوسف الثقفي، وهو أخو الحجاج الثقفي الأكبر، وكان يسكن بمكة بشعب بني هاشم، وكانت له دار تسمى البيضاء، ملاصقة لدار عبدالمطلب، وهي الدار التي تزوج فيها سيدنا عبدالله بن عبدالمطلب عليه السلام من سيدتنا آمنة بنت وهب عليها السلام.
واشترى محمد بن يوسف الثقفي هذه الدار من عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه، الذي تأخر إسلامه حتى فتح مكة، فقبلها باع دور أبيه أبي طالب، ودور عمه عبدالله بن عبدالمطلب، والد النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وبقيت الدار في عقبه إلا أن اشترتها الخيزران، وجعلتها مسجدًا وسمتها دار المولد، وهذه الدار غيبها وغيرها متطوعة المتسلفة، الذين ورثوا الحقد على النبي وأهل بيته عن الأمويين، بدعوى أن وجودها يهدد التوحيد.
وهل توافق الإجماع على مكان دفن النبي؟
بالطبع، فالإجماع قائم أنه دفن في الموضع الذين انتقل فيه، في حجرة السيدة عائشة رضي الله عنها، وأدخلت حجرته وقبره مع قبر صاحبيه سادتنا أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، في عهد الصحابة وعهد فقهاء المدينة السبعة، في توسعات المسجد النبوي.
ختاماً.. كيف نحتفل بالمولد النبوي؟
النبي كان يحتفل بذكرى مولده بالصيام يوم الاثنين احتراماً له، وكان أيضاً يعتق رقبة في كل يوم اثنين كنوع من التعظيم لمولده.
وكل من يحتفل بالمولد النبوي له أجر عظيم، وقد ظهر ذلك في قصة أبي لهب الذي كان يخفف عنه عذابه كل يوم اثنين نظرًا لأنه عندما بشرته الجارية بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، عتقها حبًا في هذه البشارة.
وعلى المصريين أن يحتفلوا بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بكل فخر وعزم، وأن تكون هذه الاحتفالات مثالًا للتفاني والتقدير للنبي صلى الله عليه وآله وسلم.