لماذا اختفى النبي فور ولادته.. وماذا حدث معه؟ (خاص)
ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليلة الاثنين الثاني عشر من ربيع أول عام الفيل بمكة المكرمة.
وبمجرد وصوله إلى عالم الدنيا، بدأت أنواره تسطع على كل أهلها، وظهرت رحمته بوضوح على الجميع، ولم تخل حياته صلى الله عليه وآله وسلم من المعجزات وخوارق العادات.
من بين المعجزات، كانت معجزات ميلاده صلى الله عليه وآله وسلم، والتي كانت علامات مبكرة على نبوته وصدق رسالته.
عندما روت والدته السيدة آمنة بنت وهب رضي الله عنها رواية ولادته، تحدثت عن أشياء غريبة وخارقة للعادات، فقالت- فيما جاء في السيرة الشامية 11/493، والمواهب اللدنية للقسطلاني 1/125، والخصائص الكبرى للسيوطي 1/82، والسيرة الحلبية 1/69، ودلائل النبوة لأبي نعيم 2/611: (فأخذني المخاض فوضعت محمدًا ، فنظرت إليه فإذا هو ساجد قد رفع أصبعيه إلى السماء كالمتضرع المبتهل).
وعلق صاحب السيرة الحلبية علي برهان الدين الحلبي أن في ذلك "إشارة إلى حصول كل رفعة وسيادة له".
لكن ما كان لافتًا في روايات أصحاب السند السابق، هو اختفاء النبي فور ولادته وغيابه عن والدته، فقد قالت السيدة آمنة رضي الله عنها: "ثم رأيت سحابة بيضاء قد أقبلت من السماء حتى غشيته فغيبته عني، فسمعت مناديًا ينادي طوفوا به مشارق الأرض ومغاربها، وأدخلوه البحار ليعرفوه باسمه ونعته وصورته، ويعلمون أنه سُمِّي فيها الماحي، لا يبقى شيء من الشرك إلا مُحِي في زمنه".
ويعلق الدكتور عبدالحليم العزمي، أمين عام الاتحاد العالمي للطرق الصوفية وصاحب موسوعة "السيرة النبوية لأبي العزائم"، بقوله: "طوفوا به مشارق الأرض ومغاربها، يظهر لنا أنه إسراء أول، لكنه أكبر من الإسراء المعروف من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى".
ويضيف العزمي، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، إن قولها: "وأدخلوه البحار ليعرفوه باسمه ونعته وصورته"، أن المصطفى تعرفه كل العوالم لأنه أصلها، ولأنه أُرسل رحمة للعالمين، وهو صلى الله عليه وآله وسلم يعلم جميع العوالم وجميع الأمم، بدليل قوله: "خلق الله الأمم ألف أمة، ستمائة فى البحر، وأربعمائة فى البر"، وقوله: "أرسلت إلى الإنس والجن وإلى كل أحمر وأسود".
ويوضح العزمي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم له اسم فى كل عالم من العوالم، ففى البحار اسمه الماحى، وكان يتمثل بصورتهم حينما يلتقى بهم، كما حدث وقت لقائه بوفد الجن.
ويؤكد العزمي على هذه الخصوصية النبوية، فيقول: لذلك قال النبي لأصحابه: "لا تبدؤوني بحديث" لأنه جاء لجميع العوالم، وربما في وقت حديثهم له يكون النبي يحادث عوالم أخرى.