أحمد خالد صلاح لـ«العين الإخبارية»: أبحث عن المختلف.. ولا أتهرب

وسط زخم الأعمال الدرامية المتنوعة، يلفت أحمد خالد صلاح الأنظار بأدائه الهادئ والمركب في آن واحد.
وفي مسلسل "ما تراه ليس كما يبدو"، يتصدر المشهد من خلال شخصية "زياد الكردي"، المصور الجنائي، الذي يعيش بين واقع يبدو صلبًا، وذكريات تنقلب عليه فجأة.
صلاح لا يخفي سعادته بالمشاركة في هذا العمل، ويؤكد أن كونه جزءًا من مسلسل يشاهده عادة كمتفرج ويحب طبيعته وتركيبته القصصية كان أمرًا مشوّقًا له، ويقول: "أنا من الناس اللي بتحب تتفرج على المسلسل من النوعية دي ، ففكرة إن يبقى لي حكاية فيه كانت بالنسبالي ممتعة جدًا".
يصف "زياد" بأنه رجل حالم، محب للحياة، ويؤمن بالمبادئ، لكنه يمر بتحولات عنيفة عندما يصطدم بالواقع، ويتراجع ليكتشف أن كثيرًا من الأحداث التي عاشها لم تكن كما ظن. ويضيف أحمد: "بيعمل فلاش باك، وبيكتشف إن في حاجات كتير كان عايشها مش هي الحقيقة".
ورغم أن المسلسل يتكوّن من خمس حلقات فقط، فإن أحمد يراه مشروعًا مليئًا بالتحديات الفنية، بسبب ما تحمله كل قصة داخله من أحداث شديدة العمق. ويؤكد أن "المسؤولية مضاعفة، سواء تجاه صناع العمل أو تجاه الجمهور، لأن كل حكاية في المسلسل دسمة وصعبة".
بالنسبة له، لم يكن التردد غائبًا حين عُرض عليه الدور. فكرة تقديم شخصية ضابط مرة أخرى كانت مقلقة في البداية، لكنه وجد نفسه أمام تحدٍ مختلف، يخرج فيه من منطقة التكرار. يقول: "أول رد فعل لما تعرض عليّ الدور، حسيت إني مش عايز أعمل ظابط تاني، لكن لما قعدت أقرأ لقيت إن فيه حاجة مختلفة، وتركيبة تستحق التجربة".
ويبدو أن الحنين لمقاعد المسرح الجامعي لا يزال حاضرًا في ذهنه، خاصة أن بعض زملائه في العمل، كانوا رفقاء دربه في مسرح الجامعة الأمريكية، وهو ما أضفى على التجربة نكهة شخصية ممتعة، بحسب وصفه.
يرى أحمد أن فكرة تقديم الأعمال القصيرة تمثل تنوعًا صحيًا للمشاهد، وتمنحه حرية اختيار ما يناسبه، ويقارن ذلك بتجارب عالمية مثل Black Mirror، حيث يمكن لحكاية قصيرة أن تحمل عمقًا كبيرًا في عدد محدود من الحلقات، ويقول: "الفكرة مش بطول الحكاية، لكن بكثافتها، وهل تقدر تتقال في خمس حلقات ولا لأ".
لا يخفي الممثل الشاب ميله إلى الشخصيات المركبة، البعيدة عن ملامحه الشخصية، لأنها تمنحه فرصة لتحدي نفسه والخروج من المساحات المألوفة. "أنا بحب أشتغل على الحاجات اللي بعيدة عني، لأنها بتخليني أجرب مناطق جديدة"، يوضح أحمد.
وعن رغبته في العودة بالزمن لتغيير بعض القرارات في حياته، يرى أن التجربة، بكل ما تحمله من أخطاء أو نجاحات، هي التي صنعت ما هو عليه الآن. ويضيف: "حتى لو رجعنا نغيّر حاجة، غالبًا مش هنكون في نفس المكان اللي إحنا فيه دلوقتي".
وعن تعاونه مع الكاتب عبد الرحيم كمال والمخرج إسلام خيري، عبّر أحمد عن سعادته الكبيرة، واعتبرها فرصة حلم بها منذ زمن، وقال إنهما من الأسماء التي لطالما رغب في العمل معها. كما أشاد بزملائه في المسلسل، ومن بينهم رياض الخولي وبيومي فؤاد وانتصار، معتبرًا أن هذه التجربة حملت له الكثير من التعلم والتطور الفني.
في حديثه عن شخصية "زياد"، يرى أنها أكثر تعقيدًا من شخصية "راشد" التي قدمها في أعمال سابقة. "زياد مش دغري، عنده طبقات نفسية أعمق، وكل ما الجمهور يتفرج أكتر، هيفهم الفرق"، يوضح.
أحمد لا يتوقف عند محطة واحدة، فقد أنهى تصوير فيلم "شمس الزناتي"، كما ينتظر عرض فيلم "أم كلثوم"، ويعمل على مشروع آخر يفضل الاحتفاظ بتفاصيله حتى تتأكد خطواته. لكنه يؤكد أن كل ما يعمل عليه حاليًا ينطلق من رغبته في تقديم أعمال محترمة تليق بالجمهور.
أما عن مشاركته في فيلم الزعيم عادل إمام، فيؤكد أن المشروع قائم على احترام كبير لفن السينما، ويصفه قائلًا: "الفيلم مكتوب حلو جدًا، وكل عناصره مجتهدة، ونتمنى إنه يطلع في مستوى توقعات الناس، لأنه فيلم للزعيم، ولازم يطلع على قد اسمه".
رغم زخم ردود الفعل التي تلقاها في الآونة الأخيرة، يفضل أحمد أن يظل متزنًا، لا ينجرف كثيرًا خلف الإشادات ولا يسمح للانتقادات أن تهدم حماسه. ما يهمه في النهاية هو أن يخلص في عمله، ويترك النتيجة للجمهور والزمن.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTAg جزيرة ام اند امز