أحمد فؤاد نجم.. "الفاجومي" سفير الفقراء وصوت الشعب
كان يؤمن أن شِعره وأدبه فنًا للعامة يعبر عنهم وملكًا لهم، فكانت كلمات أحمد فؤاد نجم سلاحا في وجه الظلم ونصرة للحق، فحصلت على الخلود والتقدير.
تبدو حياة أحمد فؤاد نجم كرواية غرائبية، إذا قرأتها ستعتقد فيها المبالغة، ولكن الحقيقة أن الواقع أحيانا يمكنه أن يهزم الخيال بغرابته وعدم القدرة على توقعه، وهكذا كان حال "نجم" دائما، لا يعرف خطوته القادمة، ولا يمكن التنبؤ بردة فعله، عاش ندا للحياة، ولم ينهزم رغم خسارته.
الشاعر أحمد فؤاد النجم
ولد أحمد فؤاد نجم في 22 مايو/ آيار عام 1929 في قرية "كفر أبو نجم" بمحافظة الشرقية، كان والده محمد عزت نجم يعمل ضابطا، ووالدته سيدة ريفية، وكان أحمد فؤاد نجم طفلا ضمن 17 ابنا آخرين، لم يبق منهم سوى خمسة فقط، التحق هو وأخوته بكتاب القرية، ولكن وفاة والدهم شتت مسار العائلة.
عاش أحمد فؤاد نجم ما تبقى من حياته حتى في ملجأ للأيتام بمدينة الزقازيق، حيث التقى المطرب عبد الحليم حافظ، وعندما أتم "نجم" عامه السابع عشر خرج من الملجأ ليواجه الحياة بعبثيتها وقدرته على المناورة والتحدي، فعمل في معسكرات الجيش بمهن مختلفة، وهناك تغيرت حياته.
عندما تعرف على عمال المطابع الشيوعيين، وعلم نفسه القراءة والكتابة، فقرأ الروايات والأعمال الأدبية والتاريخ، وبدأ ينظم الشعر الذي يعبر عن سخطه ورفضه للاحتلال الإنجليزي، واشترك في تظاهرات العمال ورفض أن يعود للعمل في المعسكر مرة أخرى.
انتقل "نجم من وظيفته في هيئة السكك الحديدية إلى وزارة الشؤون الاجتماعية، فكان يقوم بتوزيع البريد على القرى والنجوع التي آلمه فقرها وأتعسه حال أهلها، مما جعله يكن البغض للانظمة والسلطات التي لا تصلح أحوال الشعوب.
السجن في حياة أحمد فؤاد نجم
تعرض أحمد فؤاد نجم للسجن لأول مرة عام 1959، عندما تم القبض عليه مع مجموعة من زملائه بتهمة تحريض الغير والمشاغبة، وقامت أجهزة الامن بضربه وزملائه حتى مات أحدهم، فرفض نجم أن يوقع على ورقة أرادت بها جهات الأمن إثبات أن العامل كان مشاغب ومُحرض.
رفض نجم أدى به للسجن 33 شهرا بتهمة الاختلاس، ومن وقتها صار زائرا للسجون بسبب السياسة في عهد الرئيسين جمال عبد الناصر وأنور السادات، لدرجة أنه لقب بـ "الفاجومي"، ولكن كان السجن فرصته للتعرف على الأدباء والمثقفين.
قصائد أحمد فؤاد نجم
كانت المرحلة الأهم في مشوار أحمد فؤاد النجم عند لقائه بالشيخ إمام وقررا أن يتعاونا، فقدم "نجم" شعره بصوت "إمام"، فتقبلته الجماهير العريضة، رغم أن أشعار نجم لم تكن رحيمة، فلم يترك شخص فوق النقد، ولم يتقبل وضع اجتماعي دون أن يكشف عنه بكلماته.
أصبح نجم ملك الشعر العامي، ومن القصائد التي قدمها أحمد فؤاد نجم مع الشيخ إمام: "شيد قصورك، "يا فلسطينية"، و"صرخة جيفارا"، وكانا يقيما حفلات معا يحضرها الجمهور بشغف واهتمام.
وعمل نجم على تقديم أعماله الشعرية في دواوين تجمعها، وهي: "الفاجومي"، و"بيان هام"، وكلب الست"، و"يا أهلي يا حبي يا حتة من قلبي"، وبسبب اهتمامه بقضايا الفقراء وحال المعدمين، واختارته المجموعة العربية في صندوق مكافحة الفقر التابع للأمم المتحدة سفيرًا للفقراء عام 2007.
سبب وفاة أحمد فؤاد نجم
تزوج أحمد فؤاد نجم من صافيناز كاظم، وأنجبا ابنتهما نوارة، ثم انفصلا ليتزوج نجم من عزة بلبع وينفصلا أيضا، وبخلاف نوارة كان له بنات أخريات هن: عفاف وزينب.
جاءت وفاته مباغتة وغير متوقعة، كعادته،بعد أن أمضى أمسية شعرية مثالية في الأردن بمناسبة ذكرى التضامن مع الشعب الفلسطيني، عاد "الفاجومي" إلى مصر، وعلى الفور توفي في 3 ديسمبر/ كانون الأول 2013.
aXA6IDE4LjExNy4xNTkuNjUg جزيرة ام اند امز