أحمد ولد يحيى.. فارس العرب في سباق رئاسة "الكاف" 2021
دخلت استعدادات أحمد ولد يحيى رئيس الاتحاد الموريتاني لكرة القدم لخوض غمار المنافسة على رئاسة الاتحاد الأفريقي للعبة (كاف) مرحلة جديدة.
وكان ولد يحيى أودع الشهر الماضي ملف ترشحه كواحد من 4 مرشحين يتنافسون على منصب رئيس الكاف في الانتخابات المقبلة خلفا للملغاشي أحمد أحمد الذي تم إيقافه مؤخرا لمدة 5 سنوات بسبب مخالفات مالية وإدارية.
وتبنى الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، رسميا، ترشح ولد يحيى مؤكدا أنه سيتم بذل كل من شأنه المساهمة في كسب هذه المنافسة، وذلك خلال استقبال خص به ولد يحيى، تسلم خلاله نسخة من ملف ترشحه.
وتسعى موريتانيا للظفر بهذا المنصب، الذي تترشح له لأول مرة، معتمدة على علاقاتها الدبلوماسية، وشبكة علاقات ولد يحيى في الوسطين الأفريقي والدولي.
مرشح العرب
يخوض مرشح موريتانيا السباق على رئاسة أعلى سلطة كروية في أفريقيا كأصغر المرشحين، وكممثل وحيد للبلدان العربية، وطموحه يتجاوز مجرد الترشح باسم بلده، إلى ضرورة خدمة كرة القدم على المستوى القاري، فهو بحسب مؤيديه الأنسب لحمل آمال كرة القدم في القارة السمراء.
ويعد ولد يحيى شابا موريتانيا طموحا، تقلد مناصب إدارية رياضية قبل الوصول لرئاسة اتحاد الكرة الموريتاني في عام 2011، وإعادة تزكيته لنفس المنصب لدورة ثانية في 2015.
وكانت بدايته الأولى مع نادي "نواذيبو" الذي تولى رئاسته في بداياته الأولى، وجعل منه ناديا كبيرا محليا بفضل حسن تسييره، ثم دخل بعد ذلك بوابة الاتحاد الموريتاني وتقلد العديد من المناصب واكتسب خبرات ميدانية مهمة.
طموح الشاب الأربعيني ولد يحيى في تحقيق إنجازات على كل الصعد جعله يعلن ترشحه لرئاسة الاتحاد الموريتاني فيما بعد، ومنذ تربعه على رئاسة الاتحاد المحلي حقق العديد من الإنجازات أبرزها تصحيح مسار المنتخب الوطني.
وتمكن منتخب موريتانيا في عهده من التأهل لأول مرة في التاريخ إلى نهائيات أمم أفريقيا للاعبين المحليين بجنوب أفريقيا 2014، ثم جاء التأهل التاريخي عام 2018 لنهائيات أمم أفريقيا 2019، وحصل المنتخب على لقب الأفضل أفريقيا في الحفل السنوي للاتحاد الأفريقي عام 2018.
وفي نفس السنة حصل ولد يحيى على لقب أفضل مسير للاتحادات على مستوى القارة السمراء، كما قام بالعديد من الإنجازات الأخرى كبناء أكاديمية موريتانية لكرة القدم تابعة للاتحاد، بدأت تعطي أكلها شيئا فشيئا، حيث ركزت في تكوينها على الفئات العمرية الصغرى.
ويشغل ولد يحيى حاليا كذلك عضوية ما يعرف بلجنة الأخلاقيات في الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، إلى جانب عضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الأفريقي.
وعلى المستوى الدبلوماسي ربط ولد يحيى علاقات رياضية مع الفيفا ومع الكاف ومع الاتحادات العربية، وهو جعله يتقلد مناصب عليا على مستوى الاتحاد العالمي للعبة ونظيره القاري.
4 مرشحين
يترشح ولد يحيى إلى جانب 3 مرشحين آخرين لرئاسة الكاف، هم الجنوب أفريقي باتريس موتسيبيه رئيس نادي صنداونز الجنوب أفريقي، والإيفواري جاك أنوما عضو المكتب التنفيذي السابق للاتحادين الأفريقي والدولي، والسنغالي أوجستين سينجور رئيس اتحاد اللعبة في بلاده.
وتعلق آمال على كبيرة في الأوساط الرياضية الأفريقية على ولد يحيى الذي يوصف بأنه الأوفر حظا من بين بقية المتسابقين، لا سيما في ظل كونه المرشح العربي الوحيد، وهو ما قد يجلب له أصوات باقي الاتحادات العربية في القارة الأفريقية.
دعم محلي
المعلق الرياضي الموريتاني المختار اسباعي يرى أن ولد يحيى دخل السباق متسلحا بما وصفها بتجربته الرائدة مع الكرة الموريتانية التي نقل منتخبه إلى مرحلة التأهل إلى البطولات الدولية كما هو الحال مع تأهله لأول مرة إلى نهائيات أمم أفريقيا 2019.
وصف اسباعي، في تعليق له على هذا الترشح عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، ولد يحيى بأنه مهندس نجاحات الكرة الموريتانية في السنوات الأخيرة منذ تسلمه رئاسة الاتحاد الكروي في بلاده منذ تسع سنوات.
وأعتبر اسباعي أن ولد يحيى سيكون رقما صعبا في هذا السباق، بل ربما يكون أول موريتاني يفوز برئاسة الكاف، على حد تعبيره.
وبدوره، يعتبر الاعلامي الرياضي الموريتاني حمود أعمر أن انحسار التنافس بين 4 مرشحين بدل 5 بعد خروج أحمد أحمد رئيس الكاف الحالي من السباق يعد بمنافسة قوية على هذا المنصب تبدو فيها حظوظ مرشح العرب كبيرة بفضل مؤهلاته التي من بينها لقب أحسن مسيري الاتحادات على مستوى القارة.
كما يرى حمود أن طريق ولد يحيى إلى رئاسة الكاف سيكون سالكا، حيث يشفع له ما وصفه بتاريخه النظيف وتزكيته من طرف الرجل السويسري جياني إنفانتينو الأول في "الفيفا"، على حد تعبيره.