في هذه اللحظات الفارقة يوارى الثرى المجاهد البطل الفريق أحمد قايد صالح رحمه الله، الفارس النبيل الذي ترجّل بعدما أنقذ الجزائر من مخطط هدام ووضع القاطرة الجزائرية على طريق آمن وراحت تتحرك نحو التغيير الذي ينشده الحراك الشعبي التاريخي
في هذه اللحظات الفارقة، يوارى الثرى المجاهد البطل الفريق أحمد قايد صالح رحمه الله، الفارس النبيل الذي ترجّل بعدما أنقذ الجزائر من مخطط هدام، ووضع القاطرة الجزائرية على طريق آمن، وراحت تتحرك نحو التغيير الذي ينشده الحراك الشعبي التاريخي.
أحمد قايد صالح، الذي قضى أجمل سنوات عُمره مقاوما للاستعمار الفرنسي، وأنهاها رئيسا لأركان الجيش الجزائري، رجل من طراز فريد قاد أصعب مرحلة في تاريخ الجزائر، بعد حقبة التسعينيات، حين انحاز إلى صف الشعب مع انطلاق الحراك الشعبي في عموم البلاد، ولم يشهد أي مواجهة عنيفة بين الشعب وقوات الجيش والأمن، على عكس بلدان عدة.
لم يتوانَ في تطبيق المادة 102 من الدستور في تنحي الرئيس لعجزه عن ممارسة مهامه، رفض التدخل الخارجي بكل أشكاله، مؤكدا استقلال وسيادة البلاد، وترك القضاء يلاحق الفاسدين.
جهات عدة اتهمت قايد صالح بالتخطيط للقبض على السلطة، خصوصا أنه كان الأقرب لخلافة بوتفليقة بحكم تاريخه الوطني الطويل وما قدمه للجزائر من عطاء لا ينضب، لكنه حسم الأمر قبل سنوات وأعلنها قاطعة أنه لا يملك أي طموح سياسي، ثبتت صحته بإجراء انتخابات رئاسية، ليضع بلاده على الطريق الصحيح.
أحمد قايد صالح في ذمة الله، رحل من قاد الثورة ضد الاستعمار الفرنسي، رحل من حقن دماء الجزائريين على مرّ الحقب والعصور، رحل من ظل على العهد باقيا ولم يُفرِط في تراب الجزائر حتى آخر رمق له في الحياة.