أحمد زكي فقد بصره في أيامه الأخيرة وأصر على إكمال «حليم»

قدّم محمد وطني، مدير أعمال الفنان الراحل أحمد زكي، رواية غير مسبوقة عن الأيام الأخيرة في حياة "النمر الأسود".
وأكد وطني أن أحمد زكي فقد بصره بالكامل قبل وفاته بـ20 يوماً، خلال تصوير مشاهده الأخيرة في فيلم "حليم" (2006)، لكنه أصر على إكمال عمله بصمت، مخفياً معاناته عن الجميع.
وروى وطني أن أحمد زكي، الذي كان يصارع سرطان الرئة، أقام في جناح خاص بالمستشفى خلال تلك الفترة، حيث أصبح يعتمد على حواسه الأخرى للتعرف على زواره.
وقال: "كان يميّز من يدخل الغرفة من صوت تكة الباب فقط، لأنه فقد بصره تماماً". ورغم ذلك، رفض زكي إفصاح أحد عن حالته، متمسكاً بإرادته القوية لاستكمال تصوير فيلم "حليم"، الذي جسّد فيه سيرة المطرب الراحل عبدالحليم حافظ.
في إحدى اللحظات المؤثرة، أشار وطني إلى المشهد الأخير للفيلم، حيث كان زكي عاجزاً عن المشي بشكل طبيعي بسبب العمى.
وأضاف: "سألني أحمد عن مكان الكاميرا بالضبط، ليتمكن من أداء مشهد تحية الجمهور بدقة، كأنه لا يزال يرى".
هذا الإصرار، رغم الألم الجسدي وفقدان البصر، يعكس شغف زكي بالفن وقوته النفسية، التي جعلته يتحدى ظروفه القاسية حتى النهاية.
أحمد زكي وُلد في 18 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1949 بمدينة الزقازيق، وعاش طفولة صعبة بعد وفاة والده عقب ولادته. وربّاه جدّه بعد زواج والدته مرة أخرى.
التحق بالمدرسة الصناعية، وهناك لاحظ ناظر المدرسة موهبته الفنية وشجّعه على التمثيل. وفي أحد العروض المدرسية، شاهده عدد من الفنانين الذين نصحوه بالالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وبالفعل، التحق أحمد زكي بقسم التمثيل والإخراج وتخرّج عام 1973 بتقدير امتياز، وبدأ مشواره من خلال مسرحية "هالو شلبي"، لينطلق بعدها في رحلة فنية استثنائية.