الذكاء الاصطناعي والطاقة.. السقوط في بئر الماضي
تساءل محللون عن طرق استفادة صناعة الطاقة من قدرات التعلم الآلي في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات الملحة حاليا.
وتشير تقارير دولية عديدة إلى أن الاستعانة بالذكاء الاصطناعي في مجال الطاقة قد تكون بالغة الأهمية حيث يعني أننا قد نكون بالفعل في المسار نحو تحقيق صافي الصفر وتكون الشركات قادرة على إدارة العمليات بشكل أفضل.
ولا يؤدي تكامل التعلم الآلي إلى تعزيز الإنتاجية وإطلاق الموارد من أجل الانتقال نحو الطاقة المستدامة فقط، بل يمكن أن يسهم أيضًا بشكل مباشر في تقليل التأثير البيئي من خلال تكثيف مصادر الطاقة المتجددة ودمج الحوسبة السحابية ، إلى جانب تحسين إمكانية تتبع سلاسل التوريد وزيادة الشفافية في الحكم.
الحوسبة السحابية
وعلى الرغم من جميع الانتقادات التي تتلقاها صناعة النفط والغاز، فإنها تظل مع ذلك مهمة في مناقشة تغير المناخ وأمن الطاقة بشكل عام، حيث وجدت الأبحاث التي أجرتها شركة البيانات الدولية أن استخدام الحوسبة السحابية لديه القدرة على تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بما لا يقل عن مليار طن متري أو أكثر.
ومن خلال الانتقال إلى الحوسبة السحابية، لا تستطيع شركات النفط والغاز توفير التكاليف فحسب، بل يمكنها أيضًا التوسع بشكل أكثر كفاءة مع تقليل انبعاثاتها في نفس الوقت.
ويعد اعتماد الحوسبة السحابية للتخفيف من استخدام الطاقة وزيادة كفاءة القطاع شيئًا تتخصص فيه شركة حلول إدارة البيانات نيت آب والتي تساعد شركات الطاقة على إدارة البيانات الضخمة لتحسين عملية اتخاذ القرار ، وتسريع تحليل البيانات.
ويعتقد مات واتس، رئيس قطاع التكنولوجيا في شركة نيت آب أن إعطاء الأولوية للاستدامة عند اختيار مزود خدمة سحابية يعني أن الشركات يمكنها تحقيق قفزات في جهودها الخضراء وإظهار التزامها بمستقبل أكثر استدامة.
ويشير واتس إلى أن الطرق التي يمكن من خلالها تقليل الانبعاثات يتمثل في جعل تخزين البيانات مركزيًا، وتقليل اعتمادها على مراكز البيانات المحلية مما يمكن شركات النفط والغاز من تحسين عملياتها، واتخاذ قرارات تستند إلى البيانات التي تعمل على تحسين الأداء العام.
محطات الطاقة الافتراضية
ويؤكد واتس أنه يمكن تحقيق أهداف الربط بين التكنولوجيا الجديدة مع قطاع الطاقة من خلال تنفيذ عدة خطوات تشمل خلق قيمة جديدة من خلال محطات الطاقة الافتراضية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي حيث استلزم الاستخدام المتزايد للطاقة الشمسية وتوربينات الرياح والبطاريات استراتيجية جديدة لإدارة الطاقة.
ولم تعد الأنظمة القديمة، التي تم إنشاؤها لتوزيع الطاقة بشكل أحادي وإنتاج الطاقة بشكل مركزي، قابلة للتطبيق والاستمرار بسبب أنها أصبحت غير قادرة على إدارة تدفقات الطاقة وكذلك غير كافية لتطور المتطلبات المجتمعية.
ولمعالجة مشاكل قطاع الطاقة، ثبت أن محطات الطاقة الافتراضية التي تستخدم التعلم الآلي وقدرات الذكاء الاصطناعي لا غنى عنها.
تقنيات الجيل التالي لمستقبل أخضر
ويمتلك الابتكار التكنولوجي إمكانات كاملة لتغيير كيفية إنتاج العالم للطاقة واستهلاكه.
ويعد تطوير ودمج الجيل التالي من التكنولوجيا التي تعمل بالذكاء الاصطناعي أمرًا أساسيًا لمستقبل الاستدامة البيئية.
وبالنسبة لشركة الطاقة شنايدر إلكتريك ، اتخذت خطوات شاملة من خلال الاستفادة من الطاقة بالأتمتة وسلسلة التوريد المتكاملة حيث تؤمن الشركة أنها يمكن أن تقلل من النفايات والانبعاثات في كل خطوة في العمليات الصناعية بنسبة تصل إلى 20٪ أخرى من خلال الربط رقميًا، ورفع مستويات الاعتماد علي الابتكارات الجديدة من المستويات الدنيا إلى مستويات الإدارة.
وتشير ناثالي ماركوت ، رئيسة عمليات الأتمتة في شركة شنايدر إلكتريك إلى أن الأتمتة من الجيل التالي ستسهل تكامل تكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا التشغيلية وبالتالي إطلاق العنان إلي حالات الاستخدام المتقدمة التي تصل بسهولة إلى المستوى التالي من الأداء والكفاءة والمرونة.