عبر الرياح والطاقة الشمسية.. فنلندا تسبق دول أوروبا إلى الحياد الكربوني
تهدف فنلندا إلى أن تصبح محايدة للكربون بحلول عام 2035، مما يضعها في المرتبة الرابعة على مستوى العالم وتتقدم على أي دولة أخرى في أوروبا.
وتعد الطاقة النووية بالفعل جزءًا رئيسيًا من مزيج الطاقة لديها، لكنها تعمل جاهدة لتوسيع نطاق طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
كما أنها تتحول بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري، وبدلاً من ذلك تستخدم التشريعات لتعزيز الاستخدام المتزايد للخشب في قطاع البناء.
- هل اتفاقية باريس الطموحة تحقق "العدالة المناخية"؟.. دراسة تحذيرية
- اليوم العالمي للبيئة.. كوت ديفوار "الجريحة" تحشد العالم ضد البلاستيك
يبلغ التعداد السكاني لفنلندا نحو 5.5 مليون نسمة فقط، مما يجعلها في المرتبة 118 في التصنيف العالمي للسكان، لكنها رائدة على مستوى العالم في العديد من المقاييس. كما تم تصنيفها على أنها أسعد دولة في العالم لمدة 6 سنوات متتالية وتحتل بانتظام أعلى المراتب في تصنيفات التعليم العالمية، هذا وتُصنف فنلندا الآن نفسها أيضًا كرائدة في مجال حيادية الكربون.
ويضع هدف 2035 فنلندا في المرتبة الرابعة في العالم، وتتقدم على كل دولة أخرى في أوروبا - تليها النمسا وأيسلندا، بأهداف 2040، وتعد الدول الوحيدة التي تسبق فنلندا هي بوتان وسورينام -وهما بالفعل محايدان للكربون- وأوروغواي، التي تهدف إلى أن تكون خالية من الكربون بحلول عام 2030.
خطة فنلندا لحياد الكربون
لدى فنلندا استخدام منخفض نسبيًا للوقود الأحفوري، فقد شكل 36% من إجمالي إمدادات الطاقة عام 2021، أي حوالي نصف متوسط (70%) لأعضاء وكالة الطاقة الدولية (IEA)، لأن الطاقة النووية توفر حوالي ثلث احتياجاتها من الكهرباء، ومن المرجح أن ترتفع تلك النسبة بعد بدء تشغيلها لأكبر مفاعل في أوروبا، أولكيلوتو 3، في أبريل/نيسان، ومن المتوقع أن تغطي الوحدة -الأولى في أوروبا منذ 16 عاما والأولى في فنلندا منذ أكثر من أربعة عقود- 14% من الطلب على الكهرباء في البلاد.
إلا أنه لا يزال هناك تحديات يتعين على فنلندا معالجتها، ففي عام 2021 أصبح قطاع استخدام الأراضي والغابات مصدرا صافيا للانبعاثات لأول مرة، ويرجع ذلك أساسا إلى أحجام الحصاد العالية ونمو الغابات البطيء، علاوة على ذلك فإن الخسارة الناتجة في أحواض الكربون الطبيعية قد عززت صافي انبعاثات فنلندا، مما زاد من الحاجة إلى خفض الانبعاثات في القطاعات الأخرى.
كيف ستصل فنلندا إلى تحقيق الحياد الكربوني؟
تشمل السياسات الرئيسية لفنلندا لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2035 الآتي:
• الحصول على كهرباء وتدفئة خالية من الانبعاثات تقريبا بنهاية عام 2030.
• وجود نظام نقل "حكيم الموارد" ومنخفض الانبعاثات.
• خفض البصمة الكربونية لقطاع البناء.
• تعزيز كفاءة الطاقة والانتقال إلى التدفئة عديمة الانبعاثات.
وسيتم الاعتماد على طاقة الرياح بشكل أساسي للتحول إلى كهرباء خالية من الانبعاثات، وستشكل الرياح البرية جزءا كبيرا من نمو فنلندا في توليد الكهرباء المتجددة، وستقوم الدولة أيضًا بتطوير أولى مزارعها البحرية واسعة النطاق، وفقا لوكالة الطاقة الدولية، كما نمت قدرة طاقة الرياح في فنلندا بنسبة 75% في عام 2022 وحده.
وفي الوقت نفسه ستنتقل الطاقة الشمسية من كونها مساهما ثانويا في الشبكة إلى لعب دور أكبر بكثير، فقد استحوذت شركة Solar على أكبر جزء من التمويل العام الفنلندي لاستثمارات الطاقة في (2018-2021)، بقيمة 37.5 مليون يورو (40.2 مليون دولار)، وتقدر الاستراتيجية أن السعة ستقفز إلى 5.3 غيغاوات بحلول عام 2030 من حوالي 1 غيغاوات في عام 2022.
كما تمتلك فنلندا أكبر غطاءً من الغابات في أوروبا، حيث تبلغ مساحتها 75% تقريبًا من إجمالي مساحتها، ونتيجة لذلك فإن الوقود المشتق من الخشب هو مفتاح مزيج الطاقة الخاص به، وتخلق هذه العديد من انبعاثات الاحتباس الحراري عند الاحتراق، ولهذا السبب تريد الحكومة تحويل أنظمة التدفئة والتبريد نحو استخدام تقنيات مثل المضخات الحرارية واستعادة الحرارة المهدرة والطاقة الحرارية الأرضية.
إزالة الكربون من قطاع النقل الفنلندي
التزمت فنلندا بالهدف الخاص ببيع سيارات الركاب والشاحنات الصغيرة الخالية من الانبعاثات فقط بحلول عام 2035. وتقول وكالة الطاقة الدولية إنها تحرز تقدما قويا في تبني السيارات الكهربائية، وتأتي بعد النرويج والسويد والدنمارك وأيسلندا في ذلك.
ومع ذلك، هناك حاجة لمعالجة نقل البضائع، فهي تشكل 42% من استهلاك الوقود على الطرق في فنلندا وزادت كثافة طاقتها بين عامي 2005 و2020، وفي هذا المجال ترى الحكومة أن الوقود القائم على الهيدروجين أفضل من حلول إزالة الكربون من الكهرباء.
هذا لأنه يصعب على الشاحنات استخدام الطاقة الكهربائية مقارنة بالمركبات الأخف وزنا، نظرًا للمسافات الأطول التي يتعين عليها تغطيتها، هذا ويشير بحث الاتحاد الأوروبي إلى أن "بطاريات الشاحنات يمكن أن تكون ثقيلة وكبيرة أيضا، مما يؤثر على كمية البضائع القابلة للنقل والمسافة التي يمكن أن تقطعها قبل أن تحتاج إلى إعادة الشحن".