صناديق قمامة ذكية تراقب نفايات الفنادق والمطاعم لهذا السبب
يعتمد الآن رواد المطاعم والفنادق على أداة جديدة تساهم في تقليل هدر الطعام، عبارة عن صناديق نفايات تعمل بالذكاء الاصطناعي.
وبحسب بيزنس إنسايدر، هذه الأداة الجديدة، عمل على تطويرها مجموعة من الشركات التي تتيحها للأسواق الآن منها شركة Leanpath Inc وشركةWinnow Solutions Ltd. وشركةOrbisk B.V.، من بين الشركات التي تقدم صناديق قمامة عالية التقنية ومجهزة بكاميرات ذكية وموازين وشاشات تعمل باللمس في بعض الأحيان.
هذه الصناديق تدعم أنظمة ذكية، تقوم بتوثيق التفاصيل الدقيقة حول العناصر التي يتم التخلص منها من طعام مهدر، وصولاً إلى نوع الطعام وما إذا كان مطبوخًا أو مقطعًا.
والهدف من صناديق القمامة الذكية، هو مساعدة صناعة الغذاء حول العالم، على إيقاف رمي الأطعمة التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، مما يقلل مصدرًا كبيرًا للغازات الدفيئة.
بحسب "بيزنس إنسايدر"، أهدر العالم 1.05 مليار طن من الغذاء في عام 2022، وفقا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، الذي أدى تعفنه إلى توليد ما يقرب من خمسة أضعاف انبعاثات قطاع الطيران في العام نفسه.
وذكرت البيانات أن ما يقرب من ثلث تلك النفايات كان مصدرها صناعة الخدمات الغذائية، التي تخلصت من 290 مليون طن، بما يشمل المطاعم المنتشرة حول العالم ومطاعم الفنادق.
وقال أندرو شاكمان، الرئيس التنفيذي لشركة Leanpath، إحدى الشركات المطورة لصناديق القمامة الذكية، "عندما بدأنا في الماضي، كان هدر الطعام مجرد جزء مقبول من العمل كالمعتاد"، وتابع "كان الناس يظنون أنه من المقبول إهدار الطعام، وهذه هي الطريقة التي سارت بها الأمور، ولم يكن أحد قلقًا بشأن ذلك، وقد كلفهم ذلك مبالغ هائلة من المال”.
وشركة Leanpath التي يرجع بداية عملها في مجال تطوير صناديق القمامة لعام 2004، الآن يتم استخدام تقنية تتبع النفايات الذكية الخاصة بها في أكثر من 4000 مطبخ، بما في ذلك مكاتب Google وفنادق ماريوت وقاعات الطعام بالجامعات.
يحتوي خط أجهزة التتبع الخاص بها على موازين وشاشات تعمل باللمس يختار الطهاة من خلالها نوع الطعام وسبب التخلص منه والوقت من اليوم من بين تفاصيل أخرى.
وتستخدم بعض النماذج الكاميرات الذكية لمساعدة الموظفين على تصور تراكم الطعام المهدر، وتقدر الشركة أنها وفرت 15 مليون وجبة من القمامة العام الماضي ومنعت 55 ألف طن متري من انبعاثات الغازات الدفيئة، عبر تقنيتها الجديدة.
أيضا هناك شركة Orbisk الهولندية الناشئة في هذا المجال، التي يتم الاعتماد على ما تطوره من صناديق نفايات ذكية على متن سفينتين سياحيتين من شركة Carnival Corp.
وكانت خفضت شركة Carnival هدر الطعام عبر أسطولها بالكامل بنسبة 45% بين عامي 2019 و2024، لكنها تطلبت أساليب تتبع ذاتية مرهقة، الأمر الذي يدفعها الآن للجوء لتقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة لتخطي هذه النسبة عبر منتجات شركة Orbisk.
تستخدم تقنية Orbisk لصناديق النفايات، الكاميرات والموازين لاكتشاف أنواع الطعام التي تصل إلى سلة المهملات، مما يعزز من دقة فرص تقليل النفايات.
على سبيل المثال، في أول شهرين من استخدام Orbisk، وجدت شركة Carnival أن مطاعم Bonsai Sushi التابعة لها كانت تتخلص من كمية كبيرة من الخيار حيث يستخدم الطهاة بشكل أساسي الجزء الخارجي من الخضروات في الأطباق.
وفي مكان آخر، صُدمت شركة Carnival بعدد صور البطاطس المقلية غير المكتملة من ألواح البرجر الخاصة بها، مما دفعها إلى إعادة النظر في حجم مغارف التقديم.
في الوقت نفسه، تبقى هناك قيود على ما يمكن أن تفعله جميع التقنيات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
حيث يقول أحد المسئولين من شركة Carnival إن الأنظمة في بعض صناديق النفايات لا تزال غير ذكية بما يكفي لمعرفة الفرق بين قطع شرائح اللحم، وهو تمييز يمكن أن يوفر في التكاليف للمطاعم إذا كانت تعرف ما هي أطباق اللحم البقري المحددة التي يرسلها العملاء أو الطهاة إلى سلة المهملات.
كما أن هذه الأنظمة لن تساعد الأماكن التي تعتمد بشكل كبير على عملاء الوجبات الجاهزة، مع الأخذ في الاعتبار كمية النفايات التي تنشأ بعد خروج الطعام من المطبخ.
وتقول دانا جوندرز، المدير التنفيذي لمنظمة ReFED الأمريكية غير الربحية، إن البيانات تشير إلى أن 70% من هدر الخدمات الغذائية يأتي من العملاء الذين لا ينهون ما تم تقديمه لهم أو ما حصلوا عليه في البوفيه.
هناك أيضًا تحديات تتعلق بالتعقيد والتكلفة، حيث تتكلف أنظمة Orbisk لصناديق النفايات الذكية ما بين 2000 دولار و8000 دولار سنويًا حسب احتياجات العميل.
وتتقاضى Winnow رسومًا شهرية تتراوح حسب الخيار، لكنها رفضت تحديد النطاق السعري، وتقدم حلاً أرخص للأجهزة اللوحية فقط يستهدف المطابخ الصغيرة.
في نهاية المطاف، قد يكون أولئك الذين يعملون في المطبخ هم أقوى المدافعين عن التكنولوجيا التي تقلل من هدر الطعام، ففي نهاية المطاف، سيقول الطهاة إنه لا يوجد شيء يحبون رؤيته أكثر من طبق خالي عبر وجبة أكلت حتى آخر لقمة.