في مستشفيات لندن.. الذكاء الاصطناعي يقرر للمريض الخروج

أطلقت الحكومة البريطانية تجربة ميدانية لأداة جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، داخل مستشفى في لندن.
والتجربة التي تتم بالتعاون مع شبكة خدمات الصحة الوطنية (NHS)، تطبق في البداية في مستشفى Chelsea and Westminster NHS Trust بهدف تسريع إجراءات خروج المرضى الذين أصبحوا مؤهلين للمغادرة، وذلك في محاولة لتخفيف الضغط على الأسرة المتاحة وتوفيرها للحالات الطارئة.
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة "الغارديان"، فإن الأداة الذكية تعتمد على تقنية متقدمة لتحليل السجلات الطبية الإلكترونية، واستخلاص البيانات الحيوية مثل نتائج الفحوصات، وخطط العلاج. ثم بعد ذلك، يتم إنشاء مسودة "ملخص خروج" التي تُراجع من قبل الطبيب المعالج، حيث يعتمدها رسميًا وتستخدم في إنهاء إجراءات الخروج أو تحويل المريض إلى خدمات الرعاية اللاحقة. وتهدف هذه الخطوة إلى تقليل الزمن الذي تستغرقه الإجراءات الإدارية، والتي كانت تُثقل كاهل الكوادر الطبية وتُعيق انسيابية العمل داخل المستشفيات.
وتُشغّل الأداة من خلال منصة البيانات الفيدرالية NHS Federated Data Platform (FDP). هذه المنصة هي منظومة موحّدة تتيح تبادل البيانات بين المؤسسات الصحية، مما يسهم في تحسين كفاءة التنسيق بين مختلف مرافق الرعاية الصحية. وهذه المنصة تعد عنصرًا أساسيًا في جهود التحول الرقمي التي تنفذها الحكومة ضمن استراتيجيتها طويلة المدى لتحديث قطاع الصحة.
نقلة نوعية
من جانبه، وصف وزير الصحة البريطاني ويس ستريتنغ المبادرة بأنها "نقلة نوعية" في الانتقال من النظام الورقي إلى الرقمي. وقال إن الأداة ستمنح الأطباء مزيدًا من الوقت للعناية بالمرضى، بدلاً من الانشغال بالأعمال الإدارية، وهو ما يسرّع في إخراج المرضى إلى منازلهم ويتيح استغلال الأسرة لمحتاجي الرعاية الحرجة. أما وزير التكنولوجيا بيتر كايل، فأشاد من جهته باستخدام الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة الخدمات العامة، معتبراً أن التوسع في هذه الأدوات يمكن أن يحقق إنتاجية تُقدّر بنحو 45 مليار جنيه استرليني (61 مليار دولار) عبر القطاعات الحكومية المختلفة.
وبحسب تقرير الغارديان، فإن الخطوة تندرج ضمن برنامج حكومي موسّع يُعرف باسم AI Exemplars، ويهدف إلى دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في قطاعات مثل العدالة والتعليم والتخطيط والضرائب. ومن بين أبرز المشروعات الأخرى ضمن هذا البرنامج أداة "Justice Transcribe" التي تهدف إلى تقليص الوقت الذي يقضيه مسؤولو المراقبة في توثيق الملاحظات بعد الإفراج. وكذلك تطبيق Cancer 360 الذي يدمج بيانات مرضى السرطان في لوحة معلومات موحّدة، فضلا عن جانب تجارب ناجحة للعيادات الافتراضية باستخدام تطبيق Flok Health لعلاج آلام العضلات والظهر.
ونجحت منصة FDP، التي تشكل العمود الفقري لهذا التحول الرقمي، خلال عامها الأول في دمج بيانات من 108 مؤسسات صحية و41 مجلس رعاية متكاملة، كما أسهمت في تنفيذ أكثر من 70 ألف عملية إضافية. وساعدت كذلك على تقليص فترات الانتظار بشكل ملموس.
وإذا أثبتت تجربة الأداة الجديدة نجاحها في تقليل التأخير دون المساس بجودة الرعاية، فسيتم تعميمها على نطاق أوسع داخل مستشفيات NHS. ومثل هذا التوسع قد يغيّر بشكل جذري طريقة إدارة تدفق المرضى في النظام الصحي البريطاني، ويُسهم في تقليل الضغط المتزايد على مرافق الرعاية، وذلك في وقت تحتاج فيه البلاد إلى حلول مبتكرة للتعامل مع التحديات المتصاعدة في قطاع الصحة العامة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNyA= جزيرة ام اند امز