السعودية: استمرار الهيمنة المدمرة لحزب الله الإرهابي يثير قلقنا جميعا
وزير الخارجية السعودي أكد خلال مشاركته في مؤتمر دعم لبنان، أن "المملكة من أوائل الدول التي قدمت مساعدات عاجلة للبنان".
دعت السعودية إلى أهمية إجراء تحقيق شفاف ومستقل بانفجار بيروت، مشيرة إلى أن "استمرار الهيمنة المدمرة لحزب الله الإرهابي يثير قلقنا جميعا".
وقال وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، خلال مشاركته في مؤتمر دعم لبنان، اليوم الأحد، "المملكة من أوائل الدول التي قدمت مساعدات عاجلة للبنان".
وشدد على أن لبنان بحاجة ماسة إلى إصلاح سياسي واقتصادي شامل وعاجل بما يضمن عدم تكرار هذه الكارثة المروعة.
ونوّه وزير الخارجية السعودي أن الإصلاح المطلوب لضمان مستقبل لبنان السياسي والاقتصادي يعتمد على مؤسسات الدولة القوية التي تعمل من أجل المصلحة الحقيقية للشعب اللبناني.
واكد أن "استمرار الهيمنة المدمرة لتنظيم حزب الله الإرهابي يثير قلقنا جميعاً، جميعنا يعرف السوابق المؤكدة لاستخدام هذا التنظيم للمواد المتفجرة وتخزينها بين المدنيين في عدة دول عربية وأوروبية والأمركيتين».
وجدد الأمير فيصل بن فرحان تثمين السعودية دعوة فرنسا لأصدقاء لبنان "للوقوف معاً للتأكيد على متطلبات الإصلاح الصارمة المطلوبة من قبل المجتمع الدولي لمساعدة بيروت على الخروج من هذه الأزمة الاقتصادية والسياسية".
وأشار إلى أن "الرياض تقدر جهود باريس في حشد الجهود الدولية للاستجابة، وتقديم المساعدات الإنسانية الأساسية للشعب اللبناني، والمساعدة في تحقيق رغبة الشعب اللبناني في إجراء الإصلاحات الاقتصادية".
ودمر انفجار مرفأ بيروت، الثلاثاء الماضي أحياء بأكملها، وقتل 158 شخصا، وأصاب نحو 6 آلاف آخرين، كما تسبب في تشريد قرابة 300 ألف شخص، وهدم مؤسسات تجارية وأطاح بإمدادات الحبوب الأساسية.
ومن المرجح أن تبلغ كلفة عملية إعادة إعمار بيروت مليارات الدولارات، فيما يتوقع اقتصاديون أن تبتلع آثار الانفجار ما يصل إلى 25 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
وشهد الأسبوع الماضي تعاطفا جارفا مع لبنان من شتى أنحاء العالم، وأرسلت دول عدة دعما إنسانيا فوريا شمل إمدادات طبية، على رأسها السعودية والإمارات.
وجمع مؤتمر المانحين لدعم لبنان، الذي انطلق بشكل افتراضي، الأحد، نحو 170 مليون دولار حتى الآن، قبل أن تعلن الولايات المتحدة عن مساهمتها.
وضمت المبالغ التي جمعها المؤتمر، 11.8 مليون دولار من ألمانيا و23.6 مليون دولار من بريطانيا ونحو 74 مليون دولار من المفوضية الأوروبية.
كانت الأمم المتحدة قد قدرت قيمة الحاجات الصحية التي ينبغي توفيرها للبنان بشكل فوري بنحو 85 مليون دولار.
ويتم تنظيم المؤتمر بمبادرة من فرنسا والأمم المتحدة.
وأكد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، خلال كلمته بالمؤتمر على ضرورة التحرك بسرعة وفعالية "لأن مستقبل لبنان على المحك".
وقال ماكرون إن بلاده تعمل ما في وسعها "لتجنب الفوضى في لبنان، لأنها لا تخدم الوضع".
بدوره قال الرئيس اللبناني، ميشال عون، إنه التزم أمام اللبنانيين بتحقيق العدالة، وأكد "أن لا أحد فوق سقف القانون، وأن كل من يثبت التحقيق تورطه في انفجار مرفأ بيروت سوف يحاسب وفق القوانين اللبنانية".
وأحدث الانفجار غير المسبوق في لبنان شقا كبيرا داخل النخبة السياسية اللبنانية، في بلد يعاني منذ شهور من أزمة اقتصادية طاحنة جعلته على شفا الإفلاس، سبقتها أزمة طويلة وأعمق من عدم وجود حكومة، تخللها احتجاجات شعبية واسعة.
كما فجر الحادث موجات من الغضب في الشارع اللبناني الذي يحمل النخبة السياسية المسؤولية الكاملة عن تردي الأوضاع في لبنان بمختلف القطاعات، تطورت إلى اشتباكات مع قوات الأمن أدت لسقوط ضحايا، فيما يرى مراقبون أن تغول حزب الله داخل لبنان بقوة السلاح والضغط السياسي فاقم الأزمة إلى حد كبير.