«مكيف الهواء» يقلب حسابات الطاقة عالميا.. ملتهم شره لكهرباء المستقبل
قالت وكالة الطاقة الدولية إن الزيادة الهائلة في استخدام تكييف الهواء سيكون لها أحد أكبر التأثيرات وأكثرها تقلبا على شبكات الكهرباء في العالم في العقد المقبل.
قال باحثون في وكالة الطاقة الدولية، منظمة مكرسة لضمان أمن الطاقة، إن الجمع بين ارتفاع الدخول في العالم النامي وارتفاع درجات الحرارة بسبب تغير المناخ يعني أن الطاقة المستخدمة لوحدات تكييف الهواء المنزلية سترتفع بمقدار هائل.
وبحسب "فاينانشيال تايمز"، جاء التوقع في الوقت الذي قامت فيه وكالة الطاقة الدولية بمراجعة توقعاتها للطلب على الكهرباء، قائلة في تقريرها الرائد عن توقعات الطاقة العالمية، الذي صدر يوم الأربعاء إن الاستخدام في عام 2035 سيكون أعلى بنسبة 6% من المتوقع في العام الماضي.
وقال التقرير إن تكييف الهواء سيحتاج إلى 697 تيراواط ساعة إضافية من الكهرباء بحلول عام 2030، أي أكثر من ثلاثة أضعاف الطلب الإضافي من مراكز بيانات الكمبيوتر.
وقالت وكالة الطاقة الدولية إن المركبات الكهربائية، في الوقت نفسه، ستحتاج إلى 854 تيراواط ساعة إضافية.
كما أن تقلب الطلب على تكييف الهواء يعني أيضا أنه سيكون له التأثير اليومي الأكثر تقلبا على الشبكات.
نقطة عمياء
وقال فاتح بيرول، رئيس وكالة الطاقة الدولية، في مقابلة مع صحيفة فاينانشال تايمز "إنها نقطة عمياء لكثير من صناع القرار أن يروا مدى أهمية مكيفات الهواء كمحرك لاستهلاك الكهرباء العالمي".
وأضاف "فقط لوضع التصور في سياقه الصحيح، في الولايات المتحدة واليابان فقط، 90% من الأسر لديها تكييف هواء، لكن النسبة 5% فقط من الأسر في نيجيريا، و15% في إندونيسيا وأقل من 20% في الهند".
وأضاف أنه مع ارتفاع مستويات الدخل، ومع التأثير المتزايد لتغير المناخ يشتري الناس مكيفات الهواء بمعدلات أعلى وهذا محرك رئيسي.
وقالت وكالة الطاقة الدولية إن استخدام الطاقة لتكييف الهواء السكني من المتوقع أن يرتفع بنسبة 280% بحلول عام 2050.
وسوف يمثل 14% من إجمالي الطلب على الطاقة في المباني بحلول ذلك التاريخ، ارتفاعا من أقل من 7% اليوم.
الوفاء بتعهدات المناخ
وفي سيناريو آخر، في حال أوفت الحكومات بالكامل بتعهداتها المتعلقة بالمناخ فلا يزال استهلاك الطاقة من خلال تكييف الهواء يرتفع بنحو 200%.
وستحدث الغالبية العظمى من النمو في تكييف الهواء في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية، وحذرت وكالة الطاقة الدولية من أن الطلب قد يكون أقوى إذا تسبب تغير المناخ في موجات حر أكثر تواترا.
وعلى النقيض من ذلك، قالت إن استهلاك الطاقة في مراكز البيانات، على الرغم من ارتفاعه، سيكون له تأثير أقل على الشبكات.
وقالت وكالة الطاقة الدولية في هذه النقطة "هناك أكثر من 11000 مركز بيانات مسجل في جميع أنحاء العالم وغالبا ما تكون مركزة مكانيا، لذلك يمكن أن تكون التأثيرات المحلية على أسواق الكهرباء كبيرة"، "ومع ذلك على المستوى العالمي تمثل مراكز البيانات حصة صغيرة نسبيا من نمو الطلب الإجمالي على الكهرباء حتى عام 2030".
وقالت وكالة الطاقة الدولية إن الطلب العالمي على الكهرباء يرتفع بمعدل سنوي يبلغ 1000 تيراواط/ساعة، وهو ما يعادل ضعف استهلاك اليابان مضافا إلى استهلاك الكهرباء كل عام.
كما رفعت توقعاتها للطلب في عام 2035، بنسبة 6%، أو من 2200 تيراوات ساعة، إلى 37371 تيراوات ساعة.
وقال تقرير توقعات الطاقة العالمية إن هناك مزيدا من عدم اليقين في الأمد القريب بشأن مسار التحول في مجال الطاقة بسبب موجة الانتخابات الديمقراطية هذا العام، بما في ذلك انتخابات الرئاسة الأمريكية.
وأكد التقرير أن قضايا الطاقة والمناخ كانت من الموضوعات البارزة للناخبين الذين عانوا من ارتفاع أسعار الوقود والكهرباء، والفيضانات وموجات الحر.
aXA6IDE4LjExNi4xNC4xMiA= جزيرة ام اند امز