كييف تستقبل 2023 بتفعيل أنظمة الدفاع الجوي.. ماذا قال الأوكران عن العام الجديد؟
فيما دقت أجراس العام الجديد في العديد من الدول حول العالم باحتفالات، كان الوضع في أوكرانيا مختلفا، فالبلد الأوراسي استقبل 2023 بانفجارات وصفارات إنذار.
وعلى وقع الأزمة التي دخلت شهرها الحادي عشر دون أن تضع أوزارها بعد، كانت أوكرانيا على موعد جديد مع انفجارات دوى صداها في العاصمة كييف والمناطق المحيطة بها بعد منتصف الليل بقليل مع حلول العام الجديد.
صفارات الإنذار
وفيما قالت خدمات الطوارئ إن صفارات الإنذار انطلقت في جميع أنحاء أوكرانيا للتحذير من غارات جوية، صاح بعض الأشخاص مع إطلاقها من شرفات منازلهم، قائلين: "المجد لأوكرانيا.. المجد للأبطال".
وقال مسؤولون في كييف على تطبيق المراسلة "تليغرام"، إنه تم تفعيل أنظمة الدفاع الجوي. ولم يعرف على الفور إن كانت أي أهداف تعرضت للقصف.
مسيرات انتحارية
وقالت وكالة الأنباء الأوكرانية "يونيان" إن صافرات الإنذار من الغارات الجوية دوت في مدينتي أوديسا وميكولايف في الجنوب ودنيبرو بوسط البلاد.
وقال فيتالي كيم، المسؤول العسكري في ميكولايف، إن تشكيلين من المسيرات تم رصدهما في منطقته، مشيرًا إلى أن الدفاعات الجوية الأوكرانية أطلقت النار على طائرات "شاهد" إيرانية الصنع.
وفي بيان صادر عنه، قال رئيس بلدية كييف الأوكراني فيتالي كليتشكو، إن القذائف الصاروخية الروسية التي أطلقتها يوم السبت، خلفت قتيلاً على الأقل و20 جريحًا على الأقل في العاصمة كييف، مشيرًا إلى أنها تركت حوالي 30% من المدينة بدون كهرباء بسبب الإغلاق الطارئ.
قذائف صاروخية
وبحسب المسؤول الأوكراني، فإن القذائف الصاروخية أصابت مناطق خملنيتسكي وميكولايف وجيتومير الأوكرانية، فيما قال الجيش الأوكراني إن أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية أسقطت 12 صاروخ كروز بعد أن أطلقت القوات الروسية أكثر من 20 صاروخًا من البر والبحر.
في السياق نفسه، تحول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من التحدث بالأوكرانية إلى الروسية في خطابه الليلي يوم السبت، موجهًا رسالة إلى روسيا ومواطنيها، زاعمًا أن "موسكو تشن حربًا لضمان بقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في السلطة حتى نهاية حياته".
وتعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت بأن تُواصل بلاده القتال ضدّ روسيا حتّى "النصر" وعودة "كلّ الأراضي التي تسيطر عليها موسكو إلى سيطرة كييف".
وقال زيلينسكي في خطابه لمناسبة العام الجديد: "نحن نُقاتل وسنُواصل القتال" حتّى النصر، آملاً بأن يكون العام الجديد "عام عودة (...) أراضينا" إلى السيادة الأوكرانيّة.
وتابع زيلينسكي: "لقد طُلِب منّا الاستسلام. اخترنا الهجوم المضادّ! قيل لنا أن نُقدّم تنازلات.. نحن ننضمّ إلى الاتّحاد الأوروبّي وحلف شمال الأطلسي".
وفي وقتٍ تُنفّذ روسيا ضربات واسعة النطاق على البنية التحتيّة الأوكرانيّة منذ شهور، أشاد زيلينسكي بالطريقة التي "تتحمّل فيها البلاد كلّ التهديدات والتفجيرات والقنابل العنقوديّة وصواريخ كروز والظلام والبرد".
واختتم كلمته قائلًا "أريد أن أتمنّى شيئًا واحدًا لكلّ واحد منّا: النصر. وهذا هو الأمر الجوهري والرغبة الوحيدة لجميع الأوكرانيّين".
ماذا قال الأوكران عن العام الجديد؟
وقالت داريا زابينسكا، طالبة تبلغ من العمر 19 عامًا تعمل في Visit Ukraine، إن رغبتها في عام 2023 هي استعادة حدود أوكرانيا عام 1991 كدولة مستقلة.
وقالت لشبكة "سي إن إن": "بالنسبة إلينا، فإن العودة إلى حدود عام 1991 هو الحلم الوحيد، وأريد أن يتمتع جميع أحبائي بصحة جيدة"، مضيفة: "ليس لدينا مزاج العام الجديد كما في السنوات السابقة، كان لدينا كل شيء مزينًا ومجهزًا لمدة شهر، وما زلنا لا نملك حتى شجرة عيد الميلاد. سنبحث عن واحدة الآن وإذا متكنا في العثور على واحدة سيكون لدينا واحدة هذا العام، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فلا بأس بذلك".
وعلى الرغم من إجبار الكثيرين على الاحتماء من تفجيرات السبت، قال أوكرانيون في كييف لشبكة "سي إن إن" إنهم سيحتفلون بالعام الجديد ويتمنون مستقبلًا أكثر سلامًا.
نصر وأجواء هادئة
وقالت ناتاليا فاجانوفا، التي تعيش في منطقة كييف: "نتوقع نصرًا وأجواء هادئة اعتبارًا من عام 2023".
وقالت الطالبة أناستاسيا غريمايلو، البالغة من العمر عشرين عامًا، إنها خزنت الشموع لأن الضربات الروسية تتسبب في انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي في جميع أنحاء أوكرانيا، مضيفة: "نحن مستعدون لأي شيء".
وقالت ميلا أندرياش، التي تعيش في وسط كييف، إنها وضعت ابنها البالغ من العمر 5 أشهر في الفراش عندما هز الانفجار الأول المدينة، مضيفًا: "اختبأنا في الحمام وبدأنا بالصلاة بصوت عالٍ، رغم أنني ملحد. عندما انتهى كل شيء، ذهبنا للتو إلى شجرة رأس السنة الجديدة".
ولم يكن أولكسندر دوني، أحد سكان كييف ، في المنزل عندما بدأت الهجمات. فقط عندما بدأ الأصدقاء في الاتصال وإرسال صور لشقته اكتشف دوني أن الهجمات دمرت نوافذ وأبواب منزله.
وبعد اندلاع الحرب، أرسل دوني عائلته، بما في ذلك ابنته البالغة من العمر 5 سنوات، إلى غرب أوكرانيا، قائلا: "إنني أبتعد باستمرار عن الأفكار عما كان سيحدث لو كانت في الغرفة في تلك اللحظة، عندما كان الزجاج المكسور يتطاير في كل مكان ويمكن أن يغرق في الجسد، لا أريد أن أفكر فيما يمكن أن يحدث، لكن هذه الأفكار تتسلل إلى رأسي باستمرار".
aXA6IDMuMTQ1LjU0LjIxMCA= جزيرة ام اند امز