دب يقود مقاتلة عسكرية أمريكية.. هل أصاب "هدفه الروسي"؟
هل تتصور دُبّاً على مقعد قيادة واحدة من أهم المقاتلات العسكرية؛ يحلق في المساء ويفصل مقعد القيادة في حال تعرضت المقاتلة للقصف؟
هذا المشهد الذي يبدو تخيليا حدث في الواقع قبل 80 عاما، ولكن بسيناريو مختلف قليلا، إذ استخدمت الولايات المتحدة دببة لاختبار خاصية انفصال كبسولة الطيار وقت الخطر من أهم مقاتلاتها في هذا الوقت.
فما القصة؟
كانت "بي 58 هوستلار"، أول قاذفة نفاثة أسرع من الصوت في العالم، وأعجوبة مجنحة خرجت للنور في الخمسينيات من القرن الماضي، بهدف واضح "جعل إمكانية إلقاء أسلحة نووية على الاتحاد السوفياتي ممكنا".
وكانت المقاتلة هوستلار "بي 58" طائرة مثيرة للاهتمام من حيث مزاياها، لذلك أصرت الحكومة الأمريكية على عدم تسمية أي مقاتلة أخرى باسم هوستلار بعدها، لتخليدها.
وجرى تصنيع المقاتلة في فترة وجيزة عندما أراد سلاح الجو الأمريكي طائرات يمكنها التحليق أعلى وأسرع من الطائرات الروسية، لضمان التفوق في أي صراع نووي، قبل أن تجعل الصواريخ القادرة على حمل أسلحة نووية هذه المقاتلات "موضة قديمة".
وامتدت خدمة المقاتلة هوستلار "بي 58" في الجيش الأمريكي أقل من عقد، وخرجت من الخدمة في 197٠، بعد أن سيطرت الصواريخ على خطط الحرب النووية.
وكانت المقاتلة تتميز بأداء رائع، مع أسرع معدل تحليق في عصرها والقدرة على الطيران بسرعة فوق 2 ماخ.
لكن نظام تحذير فريدا من نوعه اكتشف 50 عطلًا إلكترونيًا مختلفًا وأبلغ طاقم الطائرة في إحدى الرحلات، بذلك. لكن عملية الإنقاذ لطائرة تحلق بسرعة 2 ماخ في ذلك الوقت كانت مستحيلة.
وبعد فقدان طاقم المقاتلة بأكمله في هذه الرحلة، بدأ المصنعون العمل على خطة إنقاذ للطاقم في حال تعرضت الطائرة للخطر.
الخطة كانت واضحة، فصل مقعد الطيار محاطا بكبسولة، في حال الخطر، ثم فتح مظلة في أثناء السقوط. وكانت الكبسولة مزودة بمواد غذائية ومواد تبقي الطيار على قيد الحياة، وكانت مصممة لتطفو على سطح المياه في حال السقوط في البحر.
لكن عندما جاءت مرحلة اختبار النظام الجديد، فكر الباحثون في خطط اختبار لا تعرض حياة البشر للخطر، فوقع الاختيار على الدببة من جبال الهيمالايا والدببة الأمريكية، وحجمهما مماثلا لحجم البشر.
وبالفعل، جرى استخدام الدببة في الاختبارات، وحلقت المقاتلات تحمل دببة على مقعد الطيار، وتطير بخاصية الطيار الإلكتروني، قبل أن تفصل مقعد الطيار والكبسولة في سرعات وعلى مسافات مختلفة، وهي تحمل الدب وتهبط بها إلى سطح الأرض.
لكن الدببة كانت مخدرة وقت التجربة.
وجرى فحص الدببة في وقت لاحق لمعرفة ما إذا كانت تعرضت لإصابات. ولم يُقتل أي من الدببة في الاختبارات، على الرغم من أنها أصيبت ببعض كسور في العظام وتلف في العضلات وإصابات أخرى.