تلوث الهواء يهدد البشر بالأمراض النفسية
الباحثون اعتمدوا على بيانات شركات تأمين صحي شملت 151 مليون شخص، ركزوا فيها على مدى انتشار الإصابة بـ4 أمراض نفسية
حذر باحثون من الولايات المتحدة والدنمارك، في دراسة نشرت في مجلة "بلوس بايولوجي"، من أن تلوث الهواء ربما كان له تأثير على انتشار الأمراض النفسية.
ورصد الباحثون، تحت إشراف أتيف خان وأندري رشيتسكي، من جامعة شيكاغو الأمريكية، في مناطق تعاني من تردي جودة الهواء فيها، زيادة الاضطرابات ثنائية القطب، أي النوبات التي تتقلب بين الاكتئاب والابتهاج المفرطين، وغيرها من الأمراض الأخرى.
وقال خان، في بيان: "يبدو أن هذه الأمراض العصبية والنفسية، المكلفة ماليا واجتماعيا، ذات علاقة بالوسط النفسي، خاصة بجودة الهواء".
واعتمد الباحثون على بيانات شركات تأمين صحي شملت 151 مليون شخص، ركزوا فيها على مدى انتشار الإصابة بـ4 أمراض نفسية، وهي الاضطراب ثنائي القطبية والاكتئاب الحاد واضطراب الشخصية وانفصام الشخصية، إضافة إلى مرضي الصرع والشلل الرعاش.
وقارن الباحثون البيانات الصحية بجودة الهواء في الأحياء التي يعيش بها أصحاب هذه البيانات، معتمدين في بيانات الجو على بيانات هيئة البيئة الأمريكية.
وخلص الباحثون إلى أن عدد المصابين بإحدى حالات الاكتئاب الحاد يرتفع بنسبة 6% في المناطق ذات الهواء الأسوأ جودة، مقارنة بالمناطق ذات الهواء الأفضل، بل إن خطر الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب ارتفع بنسبة 27% في المناطق ذات الهواء الأسوأ.
في تعليق له بمجلة "بلوس بايولوجي"، انتقد جون إيوانيديس، من جامعة ستانفورد في كاليفورنيا، ما سماه "مواطن قصور هائلة في الدراسة"، وقال إن البيانات التي يتضمنها جزء الدراسة الخاصة بالولايات المتحدة جمعت في الفترة بين 2000 و2005، في حين أن تشخيص الأمراض التي يعتقد أنها ناتجة عما تعكسه هذه البيانات يعود للفترة بين 2003 و2013، مضيفا: "هذه التحليلات وما تلاها من دراسات في هذا المجال ربما استفادت من بروتوكولات محددة بصرامة ودقة، سجلت قبل أن يتم تحليل البيانات".
ورغم هذا الانتقاد فإن تيلو كيرشر من مستشفى ماربورج الجامعي للأمراض النفسية اعتبر الدراسة مساهمة مهمة في أبحاث الطب، وقال إنه يأمل أن تكون هذه الدراسة بداية لدراسات جديدة في هذا المجال.