كيف حولت «إيرتيل» رائد الأعمال الهندي «سونيل بهارتي» إلى اسم عالمي؟

في بداياته المهنية، لم يكتب لرائد الأعمال الهندي سونيل بهارتي ميتال النجاح بعد أن فشل مشروعه الأول، "بهارتي للتجارة الخارجية"، عام 1983 عندما حظرت الحكومة استيراد المولدات الكهربائية التي كانت تتاجر بها الشركة.
وكان هذا الفشل ليُحدث تغييرًا جذريًا في حياة أي رائد أعمال شاب.
لكن بالنسبة لميتال، كانت نهاية تلك الفترة بدايةً لشيء عظيم، حيث علّمته تجربة ذلك الفشل أن يكون مفكرًا جريئًا ومبتكرًا، وأن يُنشئ شركةً تربط ملايين الهنود بالعالم يومًا ما.
وضمن هذا المقال، نسرد قصة كيف نجح مالك شركة تجارية فاشلة في تأسيس شركة بهارتي إيرتيل، إحدى أكبر شركات الاتصالات في العالم.
مؤسس رفض الاستسلام
لم يكن سونيل بهارتي ميتال، من النوع الذي يُفضّل الاستسلام، فرغم خسارته مشروعه الأول، لم يُفكّر في الحصول على وظيفة مستقرة أو الانضمام إلى السياسة كوالده.
وكان يُفضل الاستمرار في البناء، أدرك ميتال أن فشله لم يكن رسالةً للاستسلام، بل تحذيرًا له لإعادة صياغة استراتيجيته.
وكان يعلم أن مصير الهند لن يتشكل فقط من خلال الواردات الأجنبية من السلع، بل أيضًا من خلال الصناعات التي ستُبنى محليًا بأفكار مبتكرة.
وهذه القدرة على تحويل الفشل إلى وقود هي ما يميز ميتال، وكانت فلسفته واضحة، فشل واحد لا يُحدد عمرًا بأكمله.
وبنفس الشغف الذي كان يُكرسه لمولدات الكهرباء، شرع في البحث عن الفرصة التالية.
وفي ثمانينيات القرن الماضي، شهد تغييرًا في طريقة تواصل الناس، وكانت الهواتف الدوارة لا تزال منتشرة في الهند، لكن العالم كان يتحول إلى الهواتف ذات الأزرار، وشعر ميتال فورًا بأن هذا هو طريق المستقبل.
الخطوة الأولى نحو الاتصالات
وفي عام 1983، أسس سونيل بهارتي ميتال شركة بهارتي تيليكوم المحدودة، وعقد شراكة مع شركة سيمنز الألمانية لتصنيع الهواتف ذات الأزرار في الهند.
وكانت هذه خطوة جريئة، إذ كانت الهواتف آنذاك لا تزال تُعتبر من الكماليات، لكن ميتال كان يؤمن بأن السوق الهندية جاهزة للتغيير.
وحلت هذه الهواتف الجديدة تدريجيًا محل الهواتف القديمة الثقيلة، وللمرة الأولى، بدأ اسم بهارتي يرتبط بالابتكار بدلًا من الانهيار.
وأكسبته هذه الانطلاقة الصغيرة في مجال الاتصالات جرأة، فعلى عكس شركته في مجال المولدات الكهربائية، لم يكن يستورد هذه المرة فحسب، بل كان يُنتج منتجاته من الهند، وبالتالي لم يكن عمله يعتمد بشكل مباشر على اللوائح الحكومية المتعلقة بالواردات.
ولقد تعلم درسًا جيدًا من انهيار شركة بهارتي للتجارة الخارجية، وكان يستغله على النحو الأمثل.
القفزة العملاقة في خدمات الهاتف المحمول
وحدثت نقطة التحول الفعلية في أوائل التسعينيات عندما بدأ اقتصاد الهند بالانفتاح من خلال التحرير.
وأصدرت الحكومة إعلانًا عامًا يسمح للشركات الخاصة بتقديم طلبات للحصول على تراخيص لتشغيل خدمات الهاتف المحمول.
ولم يكن الكثيرون يعتقدون في ذلك الوقت أن الهواتف المحمولة ستحظى بشعبية كبيرة في الهند.
وكانت الهواتف باهظة الثمن، وضخمة الحجم، وتُعتبر رمزًا للمكانة الاجتماعية للأثرياء، لكن ميتال كان له تصور مختلف، فقد اعتقد أنه يومًا ما، سيكون الهاتف في متناول كل رجل عادي.
وفي عام 1992، حصلت شركته على رخصة تشغيل شبكات الهاتف المحمول في دلهي، وكانت تلك بداية ما نعرفه جميعًا اليوم باسم بهارتي إيرتل.
ولم يكن الأمر سهلاً، كانت البنية التحتية باهظة الثمن، واضطر إلى اقتراض مبالغ طائلة لتحقيق ذلك، ولم يُصدق معظم الناس قراره، مُدّعين أن الهواتف المحمولة لن تتجاوز أبدًا النخبة.
لكن ميتال كان يؤمن بحلمه، وتعاون مع شركاء أجانب مثل فودافون وسينجتل، مستفيدًا من خبراتهم، وبدأ تدريجيًا في بناء إمبراطورية اتصالات القائمة للآن.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjE3IA== جزيرة ام اند امز