العهد يهدي لبنان فرحة آسيوية في خضم المعاناة
فريق العهد اللبناني يعانق المجد القاري بالتتويج ببطولة كأس الاتحاد الآسيوي ويثبت أن البطولة تولد من رحم المعاناة
عانق فريق العهد اللبناني المجد أخيراً، ونجح في التتويج بلقب كأس الاتحاد الآسيوي للمرة الأولى في تاريخه، واللقب القاري الأول في تاريخ لبنان، عقب فوزه بهدف دون رد على فريق 25 أبريل الكوري الشمالي، في المباراة النهائية التي جمعتهما في العاصمة الماليزية كوالالمبور.
وعاشت الكرة اللبنانية أوقاتا صعبة خلال الفترة الأخيرة، بسبب المظاهرات والاحتجاجات في البلاد، مما أدى إلى القرار الذي اتخذه الاتحاد اللبناني لكرة القدم بتجميد جميع مسابقاته لأجل غير مسمى بسبب هذه الأوضاع، ليأتي هذا الإنجاز ليمثل فرحة كبيرة للشعب اللبناني، لا سيما أنه تولد من رحم المعاناة التي تحيط بالرياضة اللبنانية.
يذكر ان الاتحاد اللبناني لكرة القدم أعلن تأجيل جميع المباريات ببطولات الدرجتين الأولى والثانية ودوري الفئات العمرية وكرة القدم النسائية ودوري فرق الفتيات، بسبب المظاهرات في البلاد، قبل إعادة جدولة الجولة الرابعة من دوري الدرجة الأولى، بعد استقالة الحكومة، لتعود الكرة اللبنانية إلى الحياة في 7 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وأدى قرار تجميد المسابقات اللبنانية إلى ابتعاد فريق العهد عن خوض المباريات الرسمية على مدار الشهر الأخير، حيث كانت آخر مباراة خاضها الفريق حين انتصر خارج ملعبه على الإخاء الأهلي بنتيجة 1-3 ضمن مواجهات الجولة الثالثة من الدوري، في 6 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتأجلت 3 مباريات كان من المفترض أن يخوضها العهد قبل نهائي كأس الاتحاد الآسيوي، إذ كان من المقرر أن يواجه كلا من الشباب الغازية والأنصار والتضامن صور في الجولات من الرابعة وحتى السادسة من الدوري اللبناني.
واستعد فريق العهد للمباراة النهائية للبطولة القارية الحلم وسط ظروف صعبة، وابتعاد عن المباريات الرسمية، الأمر الذي أثر نوعا ما على معدلات اللياقة البدنية لدى اللاعبين، بجانب غياب حساسية المباريات عن بعضهم.
ذكاء مدرب.. وعزيمة لاعبين
وكان أو يون سون، مدرب فريق 25 أبريل، صرح قبل المباراة النهائية القارية بأنه عمل على تحسين الجانب البدني للاعبيه، رغبة في استغلال هذا العامل لصالحه، لكنه اصطدم بروح التحدي والإصرار لدى لاعبي العهد الذين أثبتوا أن كرة القدم لا تعترف إلا بالجهد المبذول في الملعب.
وخرج سون بعد المباراة ليشيد بالفريق اللبناني، مشيرا إلى أن باسم مرمر مدرب العهد امتلك استراتيجية ذكية وتفوق في المباراة ليستحق احترام الجميع، بعد أن تفادى الهزيمة في كل مبارياته بالبطولة.
وتغلب الفريق اللبناني أيضا على عامل الطقس المختلف تماما في ماليزيا عن لبنان، حيث قرر السفر مبكرا إلى جاكرتا من أجل التأقلم على عامل المناخ، مما أدى إلى النتيجة الإيجابية في النهاية.
كما تخطى العهد إصابة خليل خميس، قلب دفاع الفريق، والذي يعد من أفضل المدافعين الآسيويين في الوقت الحالي، حيث خسر الفريق جهوده قبل أسبوع من إقامة المباراة، فيما مثل ضربة قوية في طريقه نحو تحقيق الحلم القاري.
يذكر أن العهد حاول أكثر من مرة الفوز باللقب الآسيوي، غير أن نجاحه لم يأت سوى في خضم هذه الظروف الصعبة التي تعيشها لبنان.