نهاية "عرض جيل جوزيه".. أحمد فتحي يطفئ أنوار المسرح
٥ نهايات مختلفة لكبار فريق الأهلي المصري، ٤ منها حزينة لأحد الأطراف على الأقل، على طريقة وفاة البطل في نهاية الأفلام السينمائية.
حينما تصافح شخصا للمرة الأخيرة، تأكد أنك صافحته جيدا، حكمة باتت لا تناسب عصر الاحتراف في عالم كرة القدم، فالعاطفة تبقى للجماهير، وحدها تحب وتكره من تشاء، وتجامل وتهاجم من تشاء، أما إدارات الأندية واللاعبون فكل يغني على ليلاه.
قرر أحمد فتحي، قائد الأهلي المصري ومنتخب مصر، إسدال الستار على مصير كبار الفريق، وبات معلوما اتجاه كل لاعب، ليكون الموسم الحالي حاسما لما تبقى من عصر مانويل جوزيه الذهبي، الذي قاد القلعة الحمراء في الفترة من ٢٠٠١ حتى ٢٠١٢، على ٣ ولايات.
الفترة الأخيرة شهدت ٥ نهايات مختلفة لكبار الفريق، ٤ منها حزينة لأحد الأطراف على الأقل، على طريقة وفاة البطل في نهاية الأفلام السينمائية.
السيناريو الأسوأ
اختار عبدالله السعيد صانع ألعاب الأهلي السابق النهاية الأسوأ بين كبار الفريق، بعدما قرر اختيار العرض المالي الأكبر ورفض التجديد للأهلي والتوقيع للزمالك، قبل التراجع وتجديد عقده مع الأهلي، ثم قرار النادي ببيعه للأهلي السعودي، قبل أن يعود لبيراميدز المصري، ما اعتبره جماهير النادي تحديا للفريق بسبب الخلافات الإدارية مع بيراميدز في هذا التوقيت.
عبدالله السعيد بات من المغضوب عليهم من جماهير الأهلي، ووفقا لمواقف مشابهة فعلاقته بالأهلي لن تعود مرة أخرى على أي نحو، ليسدل الستار على مسيرة استمرت ٨ أعوام، عاصر فيها الولاية الثالثة لمانويل جوزيه من يناير/كانون الثاني ٢٠١١ حتى مايو/أيار ٢٠١٢.
الرحيل
أعلن أحمد فتحي وشريف إكرامي قائدا الأهلي رحيلهما عن الفريق بنهاية الموسم، صحيح أن شكل الرحيل مختلف، لكن المصير واحد، فلن يعتزل أي منهما داخل الفريق بعد سنوات طويلة في الجزيرة.
إكرامي ابن الأهلي من المراحل السنية عاد للفريق يناير/كانون الثاني ٢٠١٠، بعد ٥ سنوات من الاحتراف، ولحق الولاية الأخيرة لمانويل جوزيه المدرب التاريخي للفريق، وأصبح الحارس الأساسي للأهلي بعد رحيل عصام الحضري وأمير عبدالحميد.
ظل إكرامي أساسيا حتى قبل موسمين عندما عاد محمد الشناوي للأهلي وبات الحارس الأول للفريق تدريجيا، ما دعا شريف لإعلانه الرحيل وعدم تجديد عقده مع الأهلي ومن ثم الاعتزال في فريق آخر.
أحمد فتحي هو الآخر قرر الرحيل، لكن لأسباب مختلفة عن شريف إكرامي، فبينما الأخير يبحث عن المشاركة في المباريات، قرر فتحي البحث عن العرض المالي الأكبر قبل الاعتزال.
الأهلي فتح الباب لإكرامي للرحيل لعدم الحاجة الكبيرة له، لكنه تمسك بالتجديد لفتحي بعرض مالي محدد هو ١١ مليون جنيه في الموسم الواحد، بعقد يمتد لعامين، لكن العرض لم يرض فتحي الذي اختار الرحيل.
الاعتزال
حسام عاشور القائد التاريخي للفريق لن يلعب مجددا للنادي الأهلي، هو الآخر، بعدما طلبت منه الإدارة الاعتزال والعمل داخل النادي.
ولم يحسم عاشور مصيره حتى الآن، في ظل توقف النشاط الرياضي، رغم إعلانه قدرته على الاستمرار في الملاعب لمواسم قادمة، وبعيدا عن قراره النهائي، فاللاعب غير راض على إنهاء مسيرته مع الأهلي في الوقت الحالي، ليكتب فصلا جديدا في النهايات الحزينة للكبار بعد فتحي وإكرامي والسعيد.
سيكون أمام وليد سليمان، لاعب الأهلي، فرصة تاريخية لإنهاء مشواره في صفوف الفريق بعد التجديد لموسمين، حيث سينتهي عقده في صيف عام ٢٠٢٢، ووقتها سيكون عمره ٣٧ عاما، وهي فرصة مناسبة للاعتزال داخل جدران القلعة الحمراء بعد ١٢ عاما من العطاء.
سليمان عاصر جوزيه في ولايته الأخيرة التي استمرت موسم ونصف الموسم، وكان في نفس ظروف أحمد فتحي، واختار البقاء في الأهلي، والموافقة على نفس العرض المالي بالتجديد لمدة موسمين مقابل ١١ مليون جنيه مصري في الموسم، كعادته في التجديد دائما للفريق دون مماطلة، ليكون النهاية السعيدة الوحيدة لكبار الفريق، ويكمل مسيرة أبرز نجوم عصر جوزيه المعتزلين داخل جدران الفريق، عماد متعب وحسام غالي ومحمد بركات ومحمد أبوتريكة ووائل جمعة، وسيد معوض، وربما حسام عاشور، ليسدل الستار على حقبة تاريخية امتدت جذورها لمدة عقدين من الزمان، تعود جيلها على أن يكون البطل في أغلب المواقف.