الأهلي والهلال.. مباراة أخرى خارج البساط الأخضر
يدخل الأهلي المصري والهلال السوادني مساء اليوم الجمعة في مباراة ضمن الجولة الثانية لدور المجموعات بدوري أبطال أفريقيا، غير أن أمورا أخرى سبقت الحدث الرياضي لتبعد به من البساط الأخضر إلى أروقة الأمن والاستخبارات.
وتبدأ القصة من موافقة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" على إقامة مباراة الأهلي والهلال المقررة اليوم الجمعة بحضور جماهيري على معلب الجوهرة الزرقاء بالعاصمة السودانية الخرطوم، لكن الأمور لم تسر كما توقعها أنصار الفريق السوداني الملقب بـ"سيد البلد".
فقد تلقت إدارة نادي الهلال خطابا جديدا من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "الكاف" رفض فيه حضور الجماهير، دون توضيح الأسباب التي ترددت لاحقا عبر تصريحات مسؤولين في الاتحاد السوداني أو عبر تقارير صحفية في القاهرة والخرطوم.
فمن القاهرة، فجر اتحاد الكرة المصري مفاجأة حول سبب غياب الجماهير عن مباراة الأهلي والهلال، قائلا إن "الكاف" استجاب لطلبه وألغى قرار السماح للجماهير بالحضور.
وبرر الاتحاد المصري ذلك لـ"حماية فريق النادي الأهلي في ظل الأجواء المحيطة بالمباراة"، والتي تشهد حاليا حالة من الاستقطاب والشد والجذب والشحن بين جمهوري الناديين.
وكانت مباراة الأهلي والهلال في النسخة قبل الماضية من البطولة نفسها في 2020 قد شهدت أجواء ساخنة وشحن غير مسبوق من جماهير الهلال.
وشهدت المباراة أحداث شغب بعد تقدم الأهلي بهدف بعدما قامت جماهير الهلال بإلقاء زجاجات المياه ومقاعد مدرجات ستاد الجوهرة الزرقاء وقام عدد من الجماهير بمحاولة اقتحام الملعب لتتدخل قوات من الشرطة والجيش التي كانت حاضرة بكثافة للتعامل السلمي ومنع اقتحام أرضية الملعب.
وبعد استمرار الاعتراضات وتكسير مقاعد المدرجات قامت قوات الأمن بحماية الحكم والفريقين في دائرة منتصف الملعب، حيث توقفت المباراة لنحو ربع الساعة.
وعقب نهاية المباراة تم تدخل الجيش السوداني الذي فرض حصاراً قبل انطلاق المباراة لحماية بعثة وجماهير الأهلي التي احتجزت في الملعب لأكثر من ساعتين لسلامتهم.
وأصدر الأهلي بياناً عقب نهاية المباراة أدان خلاله ما تعرضت له البعثة من تجاوزات وأكد أنه لن يتقدم بشكوى للكاف حرصاً على العلاقات المصرية السودانية وعدم إلحاق الأذى بنادي الهلال بالإضافة إلى تقدير النادي الأحمر لقوات الأمن السودانية.
تقارير استخباراتية
في الخرطوم، تسود حالة من الغضب تجاه قرار الكاف بمنع الجمهور من حضور مباراة الأهلي والهلال، وسط تصريحات اتهمت الاتحاد الأفريقي باتخاذ القرار تحت ضغوط من أطراف خارجية.
ونقلت وسائل إعلام سودانية تصريحات الطاهر يونس، نائب رئيس نادي الهلال السوداني، الذي قال إنه "بعد خمس ساعات من الموافقة على حضور الجماهير تراجع الكاف عن قراره ويبرر ذلك بأنه وردته معلومات استخباراتية رغم أن الخرطوم تشهد استقرارا وتقدما سياسيا".
وأضاف أن "هذا يأخذنا لاحتمالية تدخل طرف آخر لتغيير قرار الكاف، وهذا لا نلوم الأهلي فيه فهو يدافع عن مصلحته لكن الاتحاد المصري لم يطلب هذا الطلب إلا بالتنسيق مع القلعة الحمراء".
في المقابل، تحدثت تقارير صحفية عن خطابات أمنية صادرة من الخرطوم للاتحاد الأفريقي طلبت عدم إقامة المباراة بحضور جمهور نظرا للأوضاع الأمنية التي تشهدها بالبلاد.
ونقل موقع "سودانا فوق" عن مصادر وصفها بأنها "عالية الثقة" في اتحاد كرة القدم السوداني قوله إن "الخطاب الذي جاء من الاتحاد الأفريقي بإلغاء الحضور الجماهيري سبقه خطاب خرج من الخرطوم إلي الاتحاد الأفريقي لكرة القدم في الساعات التي أعقبت وصول الخطاب الأول".
وأضافت المصادر أن السلطات السودانية رفضت أن تلعب مباراة الهلال والأهلي بحضور جماهير حيث كانت العقبة رؤية السلطات الأمنية وتقديراتها خصوصا بعد ظهور جماهير الهلال في المران الأخير للفريق وترديدهم بعض الأهازيج الثورية في ظل حالة احتقان وإغلاق متظاهرين في شمال السودان الطريق البري الرابط بين السودان ومصر.
ويشهد السودان احتجاجات متواصلة تتخلّلها اضطرابات وأعمال عنف بعد قرارات رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان في الخامس والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي حين أطاح بالمدنيين الذين تقاسموا مع الجيش السلطة بعد سقوط الرئيس السابق عمر البشير، في خطوة اعتبرها "تصحيحا لمسار الثورة".
aXA6IDMuMTcuMTU0LjE0NCA= جزيرة ام اند امز