بالصور.. "العين الإخبارية" ترصد تجربة 3 أطفال لحل أزمة المرور ببغداد
العاصمة العراقية بغداد تشهد اختناقات مرورية نتيجة العشوائية في استيراد السيارات، وعدم إنشاء طرق رئيسية وإغلاق المئات منها لدواع أمنية.
تنتشر في العاصمة العراقية بغداد أكثر من مليوني سيارة، تمثل ضغطا كبيرا على الطرق، كما أن دائرة المرور قامت بتعطيل العمل بالإشارات المرورية، وجعل التقديرات لفك الاختناقات عند رجل المرور، الأمر الذي جعل ثلاثة أطفال يتطوعون للمشاركة في إنهاء الازدحامات وتخفيف العبء عن الناس.
وتشهد العاصمة بغداد، منذ عام 2003 وحتى الآن، اختناقات مرورية نتيجة العشوائية في استيراد السيارات، وعدم إنشاء طرق رئيسية بالإضافة إلى إغلاق المئات منها لدواع أمنية.
ويقضي معظم سكان بغداد مشاويرهم بين ساعة إلى ثلاث أو أربع ساعات في اليوم خلال فترة الدوام الرسمي بين الساعة الثامنة صباحا وحتى الثالثة ظهرا، بينما في أيام العطلات، يستغرق الوقت المبذول لإنجاز هذه المهام بين 10 دقائق و20 دقيقة، مما يهدر وقتا كبيرا ويعطل مصالح الناس.
"العين الإخبارية" رصدت الأطفال الثلاثة "نور وياسر وطيبة" في شوارع بغداد لمساعدة رجال المرور في فك الاختناقات المرورية، إلى جانبهم والدهم عمار الحمداني، الذي تحدث لـ"العين الإخبارية"، قائلا إنّ "أولادي الثلاثة تصدوا لهذه المهمة للتخفيف عن معاناة العراقيين وتسهيل حركة المرور، ونشر القواعد المرورية لحفظ سلامة المواطنين".
"الحمداني" الذي يعيش في عقده الرابع، أكد أن الاختناقات المرورية أثرت في حياة ونفسية العراقيين، إذ يتعطل سائقو سيارات الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إلى أهدافهم، مما قد يؤدي إلى كوارث وخسائر بشرية ومادية، لذلك "فأولادي تطوعوا لخدمة العراق".
وتابع: "أطفالي ما زالوا في المرحلة الابتدائية، وخلال فترة الدراسة يخرجون إلى الشوارع بعد الدوام أو في العطلات الرسمية، بينما بالعطلة الربيعية أو الصيفية ينتشرون بشكل يومي".
وأضاف: "أولادي يحفظون قواعد المرور جميعها، ويفتشون عن أدوات السلامة التي يجب أن تتوفر في كل سيارة لحماية السائق".
بينما قال الطفل ياسر عمار، لـ"العين الإخبارية": "تطوعت لخدمة المجتمع العراقي ونشر قواعد المرور بعد اختفائها بشكل كبير خلال الفترة الحالية، نتيجة ابتعاد المواطن عن الثقافة المرورية".
وأضاف: "أوقف سائقي السيارات الذين لا يرتدون حزام الأمان، وأحثهم على ارتدائه وأبلغهم بأن أطفالهم ينتظرون عودتهم بسلام، بالإضافة إلى التفتيش عن المثلث الفسفوري وغيرها من إجراءات السلامة".
وشدد على أن وجوده في الشوارع يشجع على حب الوطن وحث الآخرين على العمل التطوعي لمساعدة رجال المرور، وبالتالي لإشراك أكبر قدر ممكن من المواطنين في العمل التطوعي، لينعكس إيجابا على حياة الناس.
أما نور عمار، فتحدثت لـ"العين الإخبارية"، قائلة إن "البلاد بحاجة اليوم إلى رجال مرور لأن واجبهم يعتبر من الواجبات الصعبة نتيجة ضعف الثقافة المرورية لدى السائق".
وعللت نور عمار ضعف الثقافة المرورية بـ"الفوضى الكبيرة التي حصلت في البلاد بعد عام 2003، وقيام الأهالي بشراء سيارات إلى أبنائهم بدون إدخالهم دورات في التعرف على إجراءات السلامة وميكانيكا السيارة، مما أدى إلى ارتفاع الحوادث المرورية ووفاة الآلاف من العراقيين سنويا".
وفي إحصائية حكومية صدرت عن الجهاز المركزي للإحصاء، فإن العراق سجل 8824 حادثا في عام 2017، أدت إلى وفاة 2621 شخصا وإصابة 9388 شخصا، 71٪ من هذه الحوادث يتحملها السائق نتيجة ضعف الثقافة المرورية.
وأكملت نور عمار حديثها: "نتجول في جميع مناطق بغداد، وتحديدا في المناطق التي تشهد زحامات مرورية، فنشترك مع رجال المرور لمساعدتهم".
رجال المرور رحبوا بخطوة أبناء عمار الحمداني الثلاثة في التطوع لمساعدتهم، وقال رجل المرور علي البهادلي لـ"العين الإخبارية"، إن "التطوع لخدمة البلد ثقافة يجب أن تتعزز في الفترة المقبلة، وإن قيام هؤلاء بمساعدة رجال المرور أمر مرحب به".
وأضاف أن "العراق يشهد حاليا للأسف ضعفا في الثقافة المرورية يتحملها السائق نفسه، لعدم احترامه للقوانين والتعليمات المرورية، إذ إن بعض السائقين لا يلتزمون حتى بما يطلبه رجال المرور، وهذا بسبب الفوضى التي حصلت بالبلد بعد عام 2003".