متجر العريفي في تعز.. متحف شعبي يحرس تراث اليمن (صور)
حوّل يمني متجره في وسط مدينة تعز اليمنية إلى متحف شعبي مجاني يضم آلاف القطع الأثرية، بهدف الحفاظ على التراث اليمني من الاندثار.
ولعشرات السنين ظل عبدالله إسماعيل أحمد العريفي يجمع المقتنيات الأثرية كهاو وكـأحد الحرفيين اليدويين؛ ليحول متجره الخاص إلى متحف، مع لافتة تتصدر واجهته تؤكد "أن المعروضات هي مشغولات حرفية تمثل التراث الثقافي الإنساني وهي للمشاهدة وليس للبيع".
وأصبح المتجر بمثابة متحف مصغر يضم قطعا نادرة وثمينة، منها سيوف مغلفة بالفضة تعود إلى ما بين 400 و500 عام، وهي مصنوعة من الفولاذ الممتاز الذي كان يشتهر به اليمن، فضلا عن مجموعة من العقود النسائية التي تمثل، منها الكهرمان، والملبوسات الفضية التي تستخدم في المناسبات والأعراس.
كما يضم المتجر جنابي (الخنجر اليمني) متنوعة تعكس الجغرافية اليمنية سواء في الساحل أو الجبل أو صنعاء، إلى جانب مجموعة نادرة من العملات الورقية التي تعود إلى 1962.
ويضم المتحف المصغر كذلك مجموعات من القطع الفضية النادرة والمشغولات التي تمثل عدة مدارس صناعية يمنية تمرست وظهرت منذ عام 1900 وحتى اليوم.
أرشيف حرفي
يعد متحف العريفي بمثابة أرشيف حرفي ثري، يمكن للأجيال اليمنية الجديدة الاستفادة منه، لاحتوائه على مجموعة متنوعة من الأعمال الخشبية المتنوعة. كما يضم مجموعات من القطع النحاسية وخليط من العقيق والخواتم والأشكال التي تعكس تميز الفنان اليمني، كما يقول عبدالله العريفي خلال لقاء مع "العين الإخبارية".
ويكشف العريفي عن أنه "توارث مهنة جمع المقتنيات وصناعة الفضة عن آبائه وأجداده كونه يتحدر من أسرة تعمل في صناعة الفضة، وهي إحدى الحرف اليدوية التي تعد كنزا ثمينا في التراث الثقافي اليمني".
وعن تجربته التي تعود لعشرات السنين، يؤكد العريفي أنها بدأت بجمع المقتنيات كجزء من إشباع اهتماماته "كهاو للحرف اليدوية بشكل عام بغرض التعريف بها كتراث ثقافي إنساني".
ويضيف أنه "أنفق الكثير من الأموال كي يجمع هذه المقتنيات والمعروضات، ويقوم بتوثيقها في متحف واحد عبر شرائها من الأسواق لتكوين متحف للموروث الثقافي".
حرف تكاد تنقرض
بالنسبة للعريفي فإن الأعمال التي جمعها في متحفه الصغير تمثل "مقتنيات نادرة وقيمة تاريخية حيث تعود لمئات السنين وتنتمي إلى عصور يمنية سابقة". ويؤكد أنه يسعى "لتنفيذ اتفاقية صون التراث الثقافي التي اعتمدتها اليونسكو للحفاظ على هذه الممارسات والمعارف التي تتناقلها الشعوب من جيل إلى آخر بغرض التبادل الثقافي".
ويقول "أعددنا ملف اليمن للنقش على المعادن وتم إرساله لليونسكو ليتم اعتماده عام 2023 وإدراج بعض الحرف اليدوية، ومنها حرف صياغة الفضة كحرفة يدوية ضمن قائمة التراث العالمي تحت الحماية الدولية لأنها حرف أصبحت مهددة بالانقراض".
ويضيف "لدينا مشروعات طموحة نسعى لتحقيقها منها إعداد مركز الحرف اليدوية بالشراكة مع الهيئة العامة للآثار، والذي يسعى للحفاظ على 5 حرف يدوية آيلة للانقراض، وهي حرفة الفضة والنحاس والنقش على الجبسيات وصناعة الجلود والنحت على الأخشاب".
وتابع: "جميع هذه الحرف كانت موجودة باليمن، لكنها أصبحت منقرضة تماما، ونحن نسعى لتدعيمها وإعادة تأسيسها وضمان استدامتها".
وأكد العريفي أن مقتنيات متجره "تعتبر جزءا من الهوية والتاريخ اليمني فضلا عن كونها جزءا من الثقافة الإنسانية التي نسعى لإعادتها إلى الحياة عبر مشاريع مستدامة".
ما يقوم به العريفي الذي يحمل على عاتقه واجبا وطنيا يعد جزءا من المشاركة المجتمعية لرفد قطاع الآثار الحيوي والثقافي في اليمن، في ظل حرب حوثية طمست كثيرا من المعالم الأثرية وهتكت المتاحف ودمرت الموروث الثقافي الإنساني.
aXA6IDMuMTM4LjE4MS45MCA= جزيرة ام اند امز