يمكن تأكيد وجود علاقة بين القوات الديمقراطية المتحالفة أو مدينة التوحيد والموحدين مع داعش منذ أكتوبر 2017
خلال سنة 2016، ولمّا كان تنظيم داعش في أوج قوته وانتشاره في العراق وسوريا، كان زعيمه أبوبكر البغدادي يحضر لتمدده في القارة الأفريقية، كان له أتباع في شمال أفريقيا، لكن خطته كانت أكثر طموحاً، فقد أراد أن يكون وسط أفريقيا هو المحور الأساس للتوسع الجهادي من خلال نزع السيطرة على هذه المنطقة الرئيسية من يد تنظيم القاعدة.
من الطبيعي وجود اختلافات داخل داعش في وسط أفريقيا قد تفضي إلى الانقسام لاحقاً، وعندما يحدث ذلك السيناريو سوف تتدخل داعش على الفور؛ لأن فرعها في جمهورية الكونغو الديمقراطية هو العمود الفقري الذي تقوم عليه استراتيجيتها في وسط أفريقيا بأكملها، لقد كان ذلك واضحاً للغاية لأبي بكر البغدادي في عام 2016
لقد كانت عين البغدادي على القوات الديمقراطية المتحالفة التي تنشط في أوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، والتي حافظت على علاقة مع تنظيم القاعدة بعد أن عقدت اجتماعاً مع أسامة بن لادن، وتنشط القوات الديمقراطية المتحالفة منذ التسعينيات في كل من أوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وعلى الرغم من أنها تنظيم غير مشهور إلا أنها تعادل في دمويتها أسوأ الجماعات الإرهابية.
لا تتوافر الكثير من الأدلة على وجود ارتباط بين داعش والقوات الديمقراطية المتحالفة؛ لأن هذه الأخيرة هي تنظيم مغلق (محلي). وعلى الرغم من كل ذلك فقد وُجِد أنه بين أوائل سنة 2017 ويونيو 2018 تم رصد أموال دفعها المنسق المالي لداعش وليد أحمد زين (تم اعتقاله في كينيا شهر يوليو 2018) على الأقل مرة واحدة لصالح القوات الديمقراطية المتحالفة، في الواقع تمتلك القوات الديمقراطية المتحالفة وسائلها وطرقها للتمويل من خلال قطع الأشجار بشكل غير قانوني، استخراج الذهب، الاتجار في العاج، بالإضافة إلى شبكة من سيارات الأجرة والدراجات النارية التي تعمل بين بوتيمبو وبيني وأويشا.
وبالتزامن مع دفع داعش الأموال سنة 2017 شرعت القوات الديمقراطية المتحالفة في التفكير في تغيير اسم الحركة ليصبح "مدينة التوحيد والموحدين"، حسب تقارير استخبارية، لم تعد القوات الديمقراطية المتحالفة مجموعة إرهابية محلية بعد تجنيد مقاتلين أجانب، ويرجع سبب تغيير الاسم إلى حدٍ ما إلى سعي المجموعة إلى جذب الأموال والدعم من الحركات الجهادية الأخرى من جميع أنحاء العالم. في أكتوبر 2017، نشرت "مدينة التوحيد والموحدين" (القوات الديمقراطية المتحالفة) مقطع فيديو ظهرت فيه كمجموعة جهادية تنشط في جمهورية الكونغو الديمقراطية، أي أعلنوا ولاءهم لداعش.
على الرغم من عدم وجود أي صدى خارج أفريقيا لميلاد هذه المجموعة الجديدة، فقد كشفت الصحافة المحلية مثل جريدة كامبالا بوست في ديسمبر 2017 أن القوات الديمقراطية المتحالفة تحولت إلى حركة جهادية إقليمية ودولية تحت اسم مدينة التوحيد والموحدين.
وفي الوقت الذي شككت فيه وسائل الإعلام الغربية في صلة القوات الديمقراطية المتحالفة بداعش، أوضحت منتديات جهادية في نوفمبر 2019 ما يلي:
2017: الولايات المتحدة تعلن أن متمردي القوات الديمقراطية المتحالفة في الكونغو مرتبطون بداعش. أبريل 2019: داعش يعلن عن ولاية وسط أفريقيا. وبعد عدة أشهر: داعش ينشر شريط فيديو للجهاديين في الكونغو يتعهدون فيه بالولاء لداعش. نوفمبر 2019: تقول وسائل الإعلام "الصليبية" أن القوات الديمقراطية المتحالفة في الكونغو لم تبايع علانية داعش.
انطلاقاً من المعطيات السالفة الذكر يمكن تأكيد وجود علاقة بين القوات الديمقراطية المتحالفة أو مدينة التوحيد والموحدين مع داعش منذ أكتوبر 2017، على الرغم من أن معهد هيرال ذكر سابقاً أن أعضاء القوات الديمقراطية المتحالفة اتصلوا بداعش في ليبيا وسوريا لمناقشة ربط علاقة رسمية بين الجماعتين عام 2016، ولا تزال بعض وسائل الإعلام إلى يومنا هذا تنسب بعض الهجمات للقوات الديمقراطية المتحالفة والتي يتبناها داعش بعد ذلك بأيام.
من الصعب الاعتقاد بوجود مجموعتين في جمهورية الكونغو الديمقراطية تهاجمان الأهداف نفسها وتشتركان في أماكن الاختباء ذاتها، وليس هناك تعارض أو صراع بينهما. من الطبيعي وجود اختلافات داخل داعش في وسط أفريقيا قد تفضي إلى الانقسام لاحقاً. وعندما يحدث ذلك السيناريو سوف تتدخل داعش على الفور؛ لأن فرعها في جمهورية الكونغو الديمقراطية هو العمود الفقري الذي تقوم عليه استراتيجيتها في وسط أفريقيا بأكملها، لقد كان ذلك واضحاً للغاية لأبي بكر البغدادي في عام 2016.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة