تحذيرات للعراق من هجمات لداعش بالكريسماس تستفاد منها إيران
في حين خسر التنظيم الإرهابي معظم معاقله في العراق وسوريا لازال يحتفظ بآلاف من الإرهابيين وعشرات الآلاف من الأنصار
حذر الصحفي الأمريكي البارز، توم روجان، من تحديات تواجه العراق مع اقتراب الكريسماس، تتمثل في تهديد متزايد من هجمات جديدة لتنظيم داعش الإرهابي، في وقت ترزخ فيه البلاد تحت وطأة الاحتجاجات ضد النفوذ الإيراني.
ونبه روجان، خلال مقاله المنشور بصحيفة "واشنطن إكزامينر" الأمريكية، أن إيران عدو داعش الإقليمي الرئيسي، ستستفيد من معظم الهجمات ضد الشيعة والمسيحيين، نظرًا لأن مثل تلك الهجمات ربما ستتيح لطهران ترسيخ نفوذهم على المجتمع الطائفي العراقي.
- "نساء داعش" الألمانيات.. براءة "واهية" وقنابل جاهزة للانفجار
- "التايمز": "داعش" و"القاعدة" يتصارعان لتجنيد نزلاء سجون بريطانيا
وأوضح الكاتب الصحفي الأمريكي أنه في حين خسر التنظيم الإرهابي معظم معاقله في العراق وسوريا، لازال يحتفظ بآلاف من الإرهابيين، وعشرات الآلاف من الأنصار، وشبكة لوجستية وطموح متواصل.
وأشار إلى أن فترة الكريسماس لطالما كانت هدفًا مفضلًا لمجموعة الموت الإرهابية.
واستشهد بالحادث الذي وقع عام 2013 عندما قتل التنظيم أكثر من 35 عراقيًا أثناء احتفالات الكريسماس في بغداد، وحادث عام 2016 عندما نفذ داعش هجومًا على أحد أسواق الكريسماس في برلين، مما أسفر عن مقتل 12 شخصًا.
وقال الكاتب إنه تم الحيلولة دون وقوع هجمات أخرى مشابهة بفضل العمليات الاستخباراتية الفعالة.
وأكد على أن هجمات الكريسماس يفضلها تنظيم داعش؛ نظرًا لأنها تمثل عملًا ضد معتنقي ديانة أخرى من وجهة نظرهم (القضية)، ولكونها يتجمع الناس بها (أهداف).
ولفت الكاتب إلى وجود عاملين اثنين يجعلان من هذا الكريسماس تحديًا خاصًا بالنسبة لقوات الأمن العراقية، أولهما أن داعش أعاد تجميع صفوفه وترتيب نفسه من أجل هجمات تسفر عن خسائر جماعية.
وثانيهما مقتل أبو بكر البغدادي (أكتوبر/تشرين أول الماضي)؛ الذي يمنح التنظيم مزيدًا من التحفيز لشن حملة إرهابية واضحة وناجحة لإثبات أنه لم يمت بعد.
واستشهد روجان بتقرير شبكة "بي بي سي" البريطانية هذا الأسبوع، حول عودة التنظيم إلى جذوره لما قبل 2013؛ هيكل الخلية اللامركزية، وأساليب عمل أمنية نشطة تحول دون رصده ما يضع التنظيم في المكان المناسب لصنع قنابل وتوصيلها للأهداف المدنية العراقية.
وأكد الكاتب أنه لطالما كان من الخاطئ الاعتقاد أن تراجع مساحات معاقل داعش ستؤدي إلى القضاء على تهديده.
وطالب قوات الأمن العراقية باتخاذ خطوات لحماية الكنائس وأماكن العبادة، قبل ان يستدرك: "لكن خلايا داعش الأكثر كفاءة بارعة بدرجة كبيرة في تجنب التعرض للرصد، لذا فإن الخطورة كبيرة".
ورأى الكاتب أيضًا أن المناخ السياسي يشكل أمرًا بالغ الأهمية؛ فمع ما تواجهه الحكومة العراقية من تحد قوي ومتعدد الطوائف فيما يتعلق بحكمها، يأمل داعش إشعال فتيل نيران الطائفية.
ويطالب العراقيون المحتجون منذ أكتوبر/ تشرين الأول بتغيير النظام السياسي المتهم بالفساد وإنهاء نفوذ طهران.
ويواصل المتظاهرون تحركاتهم رغم عمليات الخطف والاغتيال. وتبدو السلطة مشلولة وسط تخوف من عودة العنف إلى الشارع الذي أسفر عن مقتل نحو 460 شخصاً وإصابة 25 ألفاً آخرين بجروح.