"نساء داعش" الألمانيات.. براءة "واهية" وقنابل جاهزة للانفجار
كلادويا دانتشكيه الخبيرة في شؤون التنظيمات الإرهابية تقول إن السلطات الألمانية تعامل نساء داعش بشكل مختلف عن رجال التنظيم
أدان القضاء الألماني عددا من "نساء داعش" الألمانيات بتهم الانضمام لتنظيم إرهابي، خلال الفترة الأخيرة، فيما لا يزال أخريات يعشن بحرية رغم أنهن يحملن تهديدا كبيرا للأمن، ويتمسكن بـ"براءة واهية".
ومنذ 2014، انضم 1050 ألمانيا لـ"داعش" في سوريا والعراق، بينهم 200 امرأة، ومنذ بداية 2019، عاد ثلث هؤلاء إلى الأراضي الألمانية.
وقالت كلادويا دانتشكيه، الخبيرة في شؤون التنظيمات الإرهابية، لشبكة "دويتشه فونكة" الألمانية: "إن السلطات تعامل نساء داعش بشكل مختلف عن رجال التنظيم، فهي تسجن الرجال بمجرد عودتهم لأنهم انضموا للتنظيم، وبايعوا زعيمه أبوبكر البغدادي، وقاتلوا في سوريا والعراق".
لكن الأمر مختلف بالنسبة للنساء، ووفق محكمة العدل الفيدرالية، توجد النساء في أماكن تنظيم "داعش"، وإدارتهن منازل شركائهن من عناصر التنظيم، ليس كافيا لإدانتهن بتهم الانضمام لتنظيم إرهابي.
ووفق تقرير للقناة الأولى بالتلفزيون الألماني، فإن النساء المحسوبات على "داعش"، يستغللن ذلك الاتجاه القانوني الذي يفترض براءتهن للهروب من العقاب.
ونقلت القناة عن سيدة داعشية منحدرة من ولاية ساكسونيا "جنوب غرب" قولها: "لا أعلم كيف سارت الأمور في أراضي داعش، كنت فقط في المنزل ولم أتعامل نهائيا مع الأسلحة".
وقالت سيدة أخرى محتجزة في العراق لمجلة "دير شبيجل" الألمانية: "حياتي متعلقة فقط بزوجي وطفلي، والتنظيف، وغسيل الملابس، والطهي".
وفي معسكر احتجاز لعناصر "داعش" بشمال سوريا، قالت سيدة ثالثة لـ"دير شبيجل": "لا نمثل خطرا، وهربنا من التنظيم لأننا لا نتحمل جرائمه ونريد العودة لألمانيا".
وتشكك كلادويا دانتشكيه في براءة هؤلاء النسوة، وتقول لـ"دويتشه فونكة": "يؤيدن التنظيم وأفكاره، ولذلك اخترن العيش في ظله".
ورغم أن معظم نساء "داعش" يفلتن من العقاب، فإن محكمة مدينة شتوتجارت "جنوب"، قضت مطلع يوليو/تموز الماضي، لأول مرة في ألمانيا بسجن سيدة عائدة من مناطق "داعش" 5 سنوات، بتهم "الزواج من قائد كبير في التنظيم، وتمثيلها داعش وأفكاره في العلن، ونشر بروباجندا تشجع على الانضمام إليه".
المحكمة في حيثيات حكمها قالت إن "هذه السيدة احتلت منزلا، وطردت مالكيه بمساعدة زوجها، في إطار عمليات الغزو التي شنها داعش بسوريا، ما يمثل جريمة حرب بموجب القانون الدولي".
وتوالت الأحكام بحق نساء داعش في ألمانيا، لكنها تظل قليلة جدا مقارنة بعدد الداعشيات الألمانيات اللاتي انضممن للتنظيم، وفق كلادويا دانتشكيه.
والإثنين الماضي، قضت محكمة في هامبورغ "وسط" بسجن مؤيدة لتنظيم "داعش" تبلغ من العمر 41 عاما، 5 سنوات و٩ أشهر، لإدانتها بدعم تنظيم إرهابي.
وقالت صحيفة "دي فيلت" الألمانية عن حيثيات الحكم: "إن المدانة تورطت في خطط لشن هجمات إرهابية، وتهريب عناصر داعش من وإلى ألمانيا".
وبعد ذلك بيوم واحد، قضت محكمة في دوسلدورف غربي ألمانيا، بسجن سيدة من "داعش" تبلغ من العمر 27 عاما، عامين و9 أشهر، بتهمة الانضمام لتنظيم إرهابي، وارتكاب جرائم حرب، وحيازة أسلحة.
ووفق صحيفة "بيلد" الألمانية، فإن المحكمة أصدرت حكما مخففا على السيدة لأنها أبدت خلال المحاكمة ندما على ما فعلته، واعترفت على إرهابيين آخرين.
واليوم الإثنين، وجه الادعاء الألماني تهم الإرهاب لسيدة ألمانية تدعى سيبيل اتش، لانضمامها إلى تنظيم "داعش" في سوريا، وكذلك المشاركة في جرائم حرب، وارتكاب جرائم ضد الممتلكات، تمهيدا لمحاكمتها.
وبرغم إدانة بعض نساء داعش قضائيا، فإن العشرات منهن يعشن الآن في ألمانيا بحرية بعد عودتهن من سوريا والعراق، لكنهن يمثلن خطرا كبيرا، وفق "دي فيلت".
وأوضحت الصحيفة: "نساء داعش لسن أقل خطرا من الرجال، لأنهن اعتدن القتل والدمار، وتدربن على حمل السلاح، وبالتالي يمثلن قنابل موقوتة لا تزال السلطات تقلل من خطرها".
aXA6IDMuMTQzLjIzNS4xMDQg جزيرة ام اند امز